كتب : علي أبو طبل | الأحد، 23 أكتوبر 2016 - 19:49

خطايا مورينيو أمام دروس كونتي

تشيلسي ومانسشتر يونايتد

أثبتت قمة تشيلسي ومانشستر يونايتد والتي انتهت بفوز الأول برباعية قاسية دون رد أن الزرق يسيرون بشكل جيد نحو بناء فريقا قويا في المقابل يعاني الثاني الأمرين حاليا.

هدف مُبكر هو الأسرع هذا الموسم عن طريق بيدرو، تبعه هدف آخر من المدافع جاري كاهيل، ثم هدفان آخران عن طريق إيدين أزار ونجولو كانتي هو ما قدمته كتيبة أنطونيو كونتي لإكرام ضيافة مورينيو الذي تلقى أثقل هزيمه له في تاريخه في البريمرليج، وثاني أكبر هزيمة بعد الخسارة بخماسية في كلاسيكو إسبانيا.

تحسُّن واستقرار كبير واضح من خلال الأرقام والنتائج بالنسبة لتشيلسي، مقابل تذبذب كبير وعدم استقرار وبالأخص انهيار كبير اليوم بالنسبة للشياطين الحُمر.

ثبات التشكيل

لعدة مباريات متتالية، يقوم كونتي بتثبيت تشكيلته وطريقته، فقد اعتمد رسميًا طريقة 3-4-3 في أكثر من مباراة ماضية بعد اهتزاز كبير في المستوى والنتائج قبل الثبات على تلك الطريقة.

كورتوا حارسًا للمرمى وأمامه ثلاثي دفاعي مُكون من ديفيد لويز وجاري كاهيل وسيزار أزبلكويتا، ورباعي في خط الوسط مُكون من فيكتور موسيس الذي يقدم أداءً مميزًا على الجبهة اليُمنى، والوافد الجديد ماركوس ألونسو في الجبهة اليسرى، مع ثنائي العمق نيمانيا ماتيتش ونجولو كانتي. أما ثلاثي الهجوم فقد تكون من إيدين هازارد وبيدرو ودييجو كوستا.

كذلك يعمل جوزيه مورينيو على تثبيت تشكيلته منذ بداية الموسم، ولكن الفاعلية ليست كما ينتظرها الجميع. فيلعب يونايتد بديفيد دي خيا في حراسة المرمى، وأمامه رباعي دفاعي مُكون من أنطونيو فالنسيا وكريس سمولينج وإيريك بايي ودالي بليند. كما لعب اليوم بثلاثي خط وسط كما كان الأمر أمام ليفربول في الأسبوع الماضي، وهُم مروان فيلايني وبول بوجبا وأندير هيريرا. وثلاثي هجومي مُكون من ماركوس راشوفرد وجيسي لينجارد –الذي يصر عليه رغم الانتقادات- وزلاتان إبراهيموفيتش.

على كل حال، التثبيت بالنسبة لمورينيو لم يفلح، فهي المباراة الثالثة على التوالي التي يفشل الفريق في الفوز فيها بالبريمرليج.

النسخة الأقوى من الزرق

يمكن بالفعل وصف تشيلسي حاليًا بهذا الوصف بعد الثبات على الطريقة الجديدة التي يفضلها كونتي مع أي فريق يقوده واستقر عليها من بعد الهزيمة أمام أرسنال، فحقق بعدها 3 انتصارات متتالية وبنتائج عريضة.

الشكل الدفاعي مع وجود ثلاثي دفاعي أصبح أفضل والأخطاء أقل، والتحركات الساذجة للمدافعين قلّت عما كانت عليه في بداية الموسم.

تسهيلات كبيرة لثنائي الوسط، حيث أصبح نجولو كانتي يقدم الدور المنتظر منه بشكل أفضل عن بداية الموسم، وذلك يُريح نيمانيا ماتيتش بشكل كبير، لا سيما مع اسهامه الدفاعي المميز ومساندته لكانتي.

فيكتور موسيس وماركوس ألونسو يشكلان جبهتين قويتين يمينًا ويسارًا. أداء دفاعي مميز من كليهما يتميزان فيها بشكل أكبر عن المساندة الهجومية، حيث يلعب البلوز على الهجمات المرتدة من العمق، وهنا يأتي دور هازارد وبيدرو السريعين، بينما يبقى دور دييجو كوستا في إنهاء الهجمات.

أسلوب ناجح يحصد تشيلسي ثماره جولة بعد الأُخرى.

خطايا مورينيو

ليس من الإنصاف وصف مانشستر يونايتد حاليًا بالفريق السيئ، فهُناك الكثير من الإيجابيات عن الموسم السابق مثلًا، ولكن تبقى بعض الأخطاء التي تُكلف الكثير من النقاط.

يُمكن الإشادة بمورينيو في مرونته وتخليه عن فكرة اللعب بثنائي وسط في المباريات الهامة، والتي كانت تكشف خط دفاعه بشكل كبير كما حدث في دربي مانشستر. ولجوءه إلى اللعب بثلاثي وسط، وهي الطريقة التي نجحت بشكل كبير في مواجهة ليفربول الأسبوع الماضي، وحررت هيريرا وبوجبا من الضغوط والتقيد بالالتزام الدفاعي في ظل وجود فيلايني.

ولكن لا يمكن أن يُغفر لمورينيو في اختيارته فاعتماده على جيسي لينجارد الذي يسبب إبطاء الهجمات وتفضيله إياه على مارسيال الأسرع، وكذلك التخلي عن إشراك ماتا بشكل أساسي، وهو أفضل من يقوم بالربط بين خط الوسط والهجوم كما يُساهم دفاعيًا بشكل كبير، جميعها اختيارات تُقلل من خطورة مانشستر يونايتد هجوميًا، وتعزل زلاتان إبراهيموفيتش تمامًا عن باقي الفريق نظرًا لافتقاد صناعة اللعب الصريحة.

كذلك تواجد فيلايني ليس بالأمر المضمون قد يؤدي دفاعيًا بشكل متميز في مباراة –مثل ليفربول-، وقد يخذلك في مباراة أُخرى ولا يكون حلًا كافيًا فتفتقد الجزء الدفاعي في خط الوسط ويصبح العمق الدفاعي مكشوفًا.

الهدفان الأول والثاني جاءا من أخطاء دفاعية صريحة، أما الثالث والرابع من هجمتين مرتدتين هما خير مثال على افتقاد مانشستر يونايتد للاعب الوسط المدافع، خاصة بعد خروج فيلايني ودخول ماتا، وكذلك إصابة بايلي قلب الدفاع، الذي يغطي العديد من الأخطاء الدفاعية، وخروجه.

على كل حال، تفوق كونتي بشكل كبير على مورينيو. فرض حائطًا حصينًا ولعب على الهجمات المرتدة واستغل الهفوات والبطء والسرحان الدفاعي، ولم يتحرك مورينيو لمعالجة الأمر فكان الفوز الكبير لتشيلسي.

كانتي × بوجبا

لاعبان كانا مُتاحان في سوق الإنتقالات، انتقل كانتي إلى تشيلسي من ليستر سيتي، وبوجبا من يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد كأغلى لاعب في التاريخ.

نقطة أن يكون بوجبا هو الأغلى في التاريخ هي نقطة تضره وتسبب له المزيد من الضغط أكثر من أن تفيده وتجعله يقدم ما لديه.

أضف إلى ذلك عدم توظيفه بالشكل السليم خاصة عند اللعب بثنائي في الوسط. فتجد حالة السرحان الواضحة على بوجبا وعدم الالتزام الدفاعي، كما حدث في هدف كانتي الرابع.

كانتي لم يمكن في الشكل الأمثل في بداية الموسم، ولكن مع الثبات مؤخرًا على طريقة 3-4-3، أصبح يؤدي بشكل أفضل وتم توظيفه بالشكل الأمثل، وأصبح يقدم حلولًا مريحة لثلاثي الدفاع. والنتيجة، شباك نظيفة في 3 مباريات متتالية.

بالتأكيد كانت ليلة مميزة لكانتي بتسجيله هدفه الأول بقميص البلوز، وهدفه الثاني في تاريخه القصير بالبريمرليج بشكل عام، ليُتوج مجهوده الكبير في هذا الانتصار.

التعليقات