كتب : أحمد عفيفي | الإثنين، 19 سبتمبر 2016 - 21:35

بلوج عفيفي – كيف يحافظ كل ما هو زملكاوي على التجربة الجديدة

أتى الشاب مؤمن سليمان من العدم ليصبح بعد أيام معدودة أهم شخصية كروية في مصر بتحقيقه بطولة كأس مصر ضد الأهلي بالذات و بنتيجة جيدة.

الصعود الصاروخي قد يبدو غير مألوفا في الحياة، ولكنه ومع الهبوط الصاروخي أيضا يقعا ضمن أشياء غير مستغربة زملكاويا.

ليبقى السؤال الزملكاوي الأبدي مع كل تجربة جديدة قائما :

كيف يستفيد الزمالك من الصعود الصاروخي و يتجنب الهبوط الذي لا يقل صاروخية؟

كاتب هذه السطور ممن يعتقدون أن قوة أي فريق تعتمد بنسبة لا تقل عن 70% على المدرب لتبقى الـ30% الباقية في أقدام اللاعبين.

كما انه من المتيقنين أيضا أن كثرة اللاعبين (لاسيما إن كان بينهم نجوم جماهيريه) في صفوف المعارضة يمكن أن تنسف أي مشروع لأي مدرب و تجربة جوزيه مورينيو مع تشيلسي في الموسم الماضي ليست ببعيدة.

لذا فالأمر متشابك و يحتاج من جميع العناصر إدارة وجماهير ومؤمن، معا أن يأخذوا عدة أمور في عين الاعتبار.

- على الإدارة و الجماهير أن يضعا أمام أعينهما التالي :

1) الأنحياز للاعب (مهما كان اسمه) لا ينتج عنه إلا تفكك لن يسفر إلا عن ضعف عام في الفريق. قد يرضى نجمك المفضل في حالة انتصاره على مدربه ولكنك لن ترضى أبدا عن حال الفريق بعد هذا الانتصار المسموم.

2) مؤمن لم يخسر بعد بل أن أرقامه ممتازة و لكنه سيخسر يوما ما، وربما سيخسر في أيام صعبة بل و ربما يكون سبب الخسارة الرئيسي خطأ منه شخصيا.

عليكم أن تكونوا على استعداد تام ليوم الخسارة وتتعاملوا معه بتقبل وتفهُم وإدراك لطبيعة كرة القدم التي ترفض الالتزام بأي قواعد ثابتة لا أن تنفجروا ليملأ الجميع الدنيا بالجملة البائسة (كنت عارف ان ده هيحصل .. انا قلتلكم من الأول).

من الطبيعي أن ينحاز كل شخص لرأيه ولكن من الخيانة أن يكون الانحياز لرأيك على درجة من الأولوية أعلى من مصلحة الزمالك الذي تنتمي له أنت ورأيك.

3) سيغضب لاعب ما في وقت ما، و سيحاول اللاعب استمالة الجماهير ضد مؤمن. أنا هنا لا أشكك في أخلاق اللاعبين و لكني أتعامل مع واقع يتكرر كثيرا في كل مكان.

قدرتي على تناسى ما فعله كوفي من تخدير لعقل الجماهير لحساب مشاعر، ستتعاطف بالتأكيد مع لاعب مهم. فعلها كوفي على حساب مصلحة الزمالك العامة أولا و المصداقية ثانيا.

وأثق - للأسف - أن أغلب من اندفع سابقا سيندفع لاحقا و سيختار ألا يتعلم شيئا من الدرس. الحقيقة أن ليس كوفي وحده من لعب بكارت الجماهير لإصباغ الباطل بصبغة الحق و لكنه الوحيد الذي قاده القدر لفضح أمره. ما خفي كان أعظم.

-على مؤمن سليمان أن يضع أمامه التالي:

1) أمر حتمي هو السيطرة على الفريق (وهو أمر موجود بالفعل حتى الآن) كما أن عليه أن يدرك الخط الفاصل بين "الكياسة و المرونة" من جانب و بين "الانبطاح أمام اللاعبين والانقياد" خلف رغباتهم لتفادي غضبهم من جانب آخر؟

2) مرحلة التعاطف مع شاب مجتهد انتهت. أنت الآن المدير الفني لنادي الزمالك. الرجل الذي ستسعى خلفه كل الكاميرات و الأستديوهات لتحقيق نجاحات إعلامية، لن تمر إلا عبر أولويات إعلامية ستتعارض حتما مع أولويات الزمالك وأولوياتك أنت.

3) تتعامل مع أصعب رئيس نادي في العالم و لكن بشيء من الذكاء و التفهم يمكنك أن تجعله الأسهل.

النظر لمصلحة الفريق سيستلزم منك التعامل مع الواقع و تطويعه لمصلحتك لا التعامل الرسمي By Book.

4) إدارة غرفة خلع الملابس (اللاعبون غير المشاركين بصفه أساسية بالذات) هو المخزون الاستراتيجي الذي ستواجه به أي تعثر قادم.

5) النجاح مهما بلغت ذروته يجب أن يبقى دائما الخطوة الأولى و ليست الأخيرة. لحظة الاستماع بالنجاح مغرية و مدمرة بنفس القدر.

اضغط هنا لمتابعة الكاتب عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات