تحليل في الجول –"ميسي-جيستا".. سر البناء في برشلونة

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2016 - 12:08

كتب : محمود سليم ومحمد يسري

صنع مجده من خلال مركز وهمي، قدم من خلال عروض وصفت بالوهمية لشدة جماله؛ حتى ارتبط بالوهم.

ليونيل ميسي كان النجم الأبرز- وليس الأول لأن مصطلح النجم الأوحد غير قائم في الإقليم- في برشلونة خلال فترة تولي المدرب بيب جوارديولا قيادة الفريق الكتالوني في الفترة التي سُميت بإسم "برسا بيب" وحصد خلالها العديد من الألقاب الأوروبية والمحلية.

ميسي تم استخدامه من قبل جوارديولا في مركز المهاجم الوهمي، لاعب يتمركز بين الجناحين، لكنه ليس مهاجم صندوق أو صانع ألعاب، وهو الأمر الذي استنسخه المدرب الإسباني من مدرب روما لوشتيانو سباليتي الذي استخدم توتي في هذا المركز عام 2004. "البرغوث" نجح في مركزه الوهمي بشكل فاق الوهم خلال فترة جوارديولا وحصد جائزة الأفضل في العالم 4 مرات.

رحيل جوارديولا عن برشلونة في صيف 2012 جاء بالسلب على ميسي؛ فتراجع مستواه وفقد الكرة الذهبية مرتين -بعد تحقيقه لها 4 مرات متتالية- لصالح كريستيانو رونالدو.

لكن مع تولي لويس إنريكي قيادة برشلونة الفنية عاد ميسي وحصل على كرته الذهبية الخامسة.

"اللوتشو" أعطى نجمه الأرجنتيني الحرية في الثلث الهجومي مع وضع بعض الخطوط العريضة التي لابد أن يُنفذها ليو، فأصبح يسجل من منطقة الجزاء، وخارجها، ويعود ليصنع اللعب من على دائرة منتصف الملعب.

كيف طبق إنريكي ذلك؟

الاتفاق وعلى الورق إنريكي يلعب بميسي في الجانب الأيمن بينما نيمار في الأيسر وسواريز في العمق، لكن مع امتلاك الفريق الكرة يسقط بوسكيتس بين قلبي دفاعه، ويفتح ثنائي الوسط (إنييستا-راكيتيتش) الملعب عرضيا فيما يسقط ميسي بين الثنائي كصانع لعب خلف المهاجمين.

بالطبع تسأل نفسك وما الفائدة من هذا التحرك؟

ميسي على الجناح مسئول من الظهير الأيسر للخصم، أما ميسي في عمق الملعب في دائرة المنتصف في ظل وجود ثنائي أخر بخلاف بوسكيتس الساقط بين قلبي دفاعه بالتأكيد سيصبح حرا وهذا ما يتضح في جميع الحالات السابقة، وفي الحالة التالية حينما قرر الخصم رقابة ميسي بات لاعب الوسط الآخر (راكيتيتش) حرا وتسلم الكرة وتمت عملية البناء بمشاركة ميسي غير المباشرة.

الزيادة العددية التي يخلقها ميسي في مكان تواجد الكرة هي أيضا أحد الأفكار الرئيسية لهذا المركز وهذه التحركات، فكيف للاعب جناح أيمن أن ينتقل أقرب للجانب الأيسر من الملعب ويتسلم الكرة بحرية ويقوم بصناعة هدفا بكل بساطة وسلاسة في خلال 6 ثوانِ فقط..شاهد الحالة.

في الحالات السابقة كان ميسي حينما يدخل للعمق يصبح أقرب إلى صانع اللعب في مركز 10، لكنه أيضا كان يقوم بدور اللاعب رقم 6 في ظل تأخر بوسكيتس بين قلبي الدفاع يسقط ميسي خلف الثنائي راكي وإنييستا ويتسلم الكرة وكأنه لاعب ارتكاز مدافع يصنع اللعب من الخلف "ريجيستا" كما يطلقون عليه.

مركز جديد لم يلعب فيه أحد من قبل، مركز لا يجيد اللعب فيه سوى ميسي، مركز يحمل صفات صانع الألعاب التقليدي رقم 10 "تريكواريستا" وصانع الألعاب الخلفي رقم 6 "ريجستا"، مركز سمُى "ميسيجيستا".

التعليقات