لحظة في الجول - نصيحة "المطبخ" التي حولت الطفل "الغامض" إلى وحش

الأربعاء، 31 أغسطس 2016 - 16:42

كتب : معتز سيد

العمر لحظات. لحظات فرح تشعرك بسعادة عارمه. لحظات حزن تبدد من أحلامك وتزرع بداخلك اليأس والإحباط. لكن، ليس كل تلك اللحظات تمر عليك بسببك أنت. فقد تتغير حياتك بالكــــــــــامل بسبب لحظة ليس لك أي دخل بها. لحظة التحول.

جملة صغيرة استمع لها والده في لحظة تناوله الطعام مع صديقه. لحظة كانت بداية الطريق لتحول الطفل من مجرد "غامض" لا فائدة منه، إلى وحش يُصعب إيقافه. وحش كرة القدم الحديثة.. بيب جوارديولا.

الكثيير من المتغييرات تحدث في العالم أجمع بسبب لحظة عابرة. وفي عالم كرة القدم ما أكثر تلك اللحظات، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المؤسسات الرياضية والأندية. ولكن هنا حديثنا سيكون على الأفراد، ولحظات التحول.

لحظة في الجول - سلسلة جديدة يقدمها FilGoal.com يسرد من خلالها لحظات مرت على نجوم الساحرة المستديرة كانت سببا رئيسيا في تحول حياتهم بالكامل ليصبحوا كما هم الآن.

وهل يوجد أفضل من بيب جوارديولا لنبدأ معه حكايتنا الجديدة، لندير عجلة الزمان ونعود بها لبداية "الطفل" بيب ولحظات التحول.

الطفل بيب

مدينة صغيرة تدعى سانتاندير في إسبانيا، من هنا بدأ الطفل جوارديولا حياته مع أسرته.

فكيف كانت حياته؟ يتحدث فالنيتي جوارديولا والده قائلا: "طفل جيد جدا. لم يتسبب أبدا بأي مشاكل".

"بدأ يُحب كرة القدم وأصبح يقضي وقته بالكامل مع الكرة. لم يكن يوجد أي شيء يجعله يتحمس أو يكون مثيرا بالنسبة له إلا الكرة فقط لا غير".

"لا يُحب أي شيء أكثر من كرة القدم. كان غامضا".

النصيحة التي غييرت كل شيء

بالتأكيد انتعشت ذاكرتك وأنت تقرأ بداية "الطفل" جوارديولا، لتتذكر أنت أيضا بدايتك مع حب كرة القدم وممارستها.

عشقت الكرة ومارست الكرة مع أصدقائك في حواري مسكنك. لكن كم عدد من مرت عليهم لحظات كانت السبب في تحولهم من مجرد عاشقين وممارسين للكرة إلى لاعبي كرة قدم بالمعنى الحقيقي. ربما لم يحالفك الحظ ولم تمر عليك تلك اللحظة. على عكس بيب جوارديولا.

إذا ما الذي حدث لبيب؟ نعود مرة أخرى لحديث والده.

ويقود فالنيتي جوارديولا: "في يوم من الأيام خرجت مع مجموعة من الأصدقاء لتناول الطعام في مطعم ما".

"وفجأة أحدهم قال لي، فالنيتي; ابنك مميز جدا في لعب كرة القدم. لقد رأيته. في البرسا هناك أشخاص عملهم هو البحث عن المواهب، لماذا لا تأخذه إلى هناك؟".

"ومن هنا حدث كل شيء. ذهبت مع بيب إلى هناك لمدة أربعة أو خمسة أيام ليتدرب هناك".

وماذا حدث بعد ذلك؟ هنا يأتي نتيجة اللحظة التي مرت على والد بيب. "تلقينا اتصالا من أحد الأشخاص بعدها. نعم برشلونة يريدون بيب جوارديولا الصغير".

لاماسيا.. أكاديمية برشلونة

لنتحول الآن من بداية الطفل بيب إلى الخطوة الأولى. خطورة لاماسيا. خطوة قضى فيها بيب فترته بالكامل فيها وهو في عمر الـ13 سنةً.

هنا يتحدث ألبيرت فيرير لاعب برشلونة الأسبق والذي قضى 8 سنوات كاملة في برشلونة منذ 1990 وحتى 1998 مع الفريق الأول، بسبب لاماسيا.

ويقول الإسباني فيرير عن أكاديمية برسا: "لاماسيا تُجهز الصغار ليصبحوا أشخاص نابغه أولا. يحاولون تعليمك معنى البرسا وفلسفة النادي".

"لاماسيا هي الطريق الأفضل لوصولك إلى الفريق الأول في برشلونة. إذا نجحت وانتقلت للفريق الأول من لاماسيا وقتها ستعتاد سريعا على طريقة اللعب على عكس ما إذا قدمت من مكان أخر".

وكيف كانت حياة بيب في لاماسيا والتي قضى فيها حياته؟ يتحدث والده قائلا:" في الحقيقة لقد كان يعاني كثيرا بسبب العيش بعيدا عنا. بعيدا عن أسرته ومنزله. ونحن أيضا كذلك".

"ولكن هذا ساعده كثيرا، نضج كثيرا من الداخل، تعلم كل شيء وأصبح الشخص الذي نراه اليوم. لا ييأس، ويقاتل من أجل تحقيق ما يريد".

رائع للغاية. هذا هو الوصف الأمثل لما سبق ذكره عن بداية بيب والتي تكشف أن "تعطشه للتحديات الجديدة" ليس بجديد عليه. ولكن بالتأكيد يوجد شخص ما كان السبب في طفرة هذا الطفل. فمن هو هذا الشخص؟

الرجل المناسب

كعادة أي لاعب صغير اختلفت الآراء حوله. من يرى أن بيب نحيفا ولا يمتلك الجسد المناسب للعب كرة القدم. ويوجد من يرى عكس ذلك. ويوجد من يُساعد لكي يحول الطفل للاعب المناسب. يوجد يوهان كرويف.

- لم أكن أعرف أي شيء عن كرة القدم إلا بعد مقابلتي لكرويف - جوارديولا.

كرويف يقرر تصعيد بيب الذي يلعب كلاعب وسط دفاعي للتدرب من الفريق الأول. يا له من أمر رائع.

ولكن هل كل أوقات بيب مع كرويف كانت رائعة؟ نعود لوالد جوارديولا مجددا الذي يتحدث عن تلك الفترة قائلا: "كرويف كان بمثابة الوالد الثاني لبيب، ولكن على الرغم من ذلك لقد قضى أوقاتا صعبة معه في البداية".

"في أحد المرات قال لي بيب، أبي لقد مللت. أقسم لك لا أقدر على فعل أي شيء صحيح لكرويف. دائما يتواجد فوق رأسي، يوجهني هنا وهناك. لا أقدر على ذلك".

"ولكني أخبرته أن عليه مواصلة العمل الجاد بلا استسلام من أجل الوصول إلى هدفه. وفعل ذلك".

16 ديسمبر 1990 - برشلونة ضد قادش - ملعب كامب نو - أول مباراة رسمية لبيب مع الفريق الأول.

رحلة القائد جوارديولا

"أتذكر مباراته الأولى. كان لدينا العديد من الإصابات في مركزه. وفجأة جاء هذا الشاب النحيف من الفريق الثاني من أجل أن يلعب كأساسي معنا. كانت المباراة في ملعبنا وأمام 85 ألفا من الحاضرين".

"ولكنه قام بعمله على أكمل وجه. قدم أداءً رائعا". مايكل لاودروب نجم برشلونة الأسبق يتحدث عن زميله في الفريق بيب واللقاء الأول له.

وماذا يقول باقي زملائه في الفريق وقتها عن بيب الذي أصبح أحد قادة الفريق وهو في الـ19 فقط من عمره؟ يقول ألبيرت فيرير: "في البداية كان خجولا للغاية. يفعل ما يُطلب منه من كرويف تماما. ليس من السهل أن تكون في الـ19 من عمرك وتصبح أحد القادة للفريق".

خوان مانويل ليو أصغر مدرب في تاريخ الدوري الإسباني يتحدث عن جوارديولا قائلا: "لم يكن يهتم بنفسه فقط، الأهم بالنسبة له هو الفريق".

"يكون أكثر سعادةً إذا ساعد الفريق ككل بالمستوى الذي قدمه في المباراة. وهذه أفضل مميزات لاعبي الوسط".

بالتأكيد فلسفة كرويف علمت جوارديولا الكثير والكثير وكذلك نقلها بيب لغييره.

ومن أفضل من شابي للحديث عن تلك التجربة، يقول نجم البرسا الأسبق: "حاولت أن أقلد بيب قبل حتى أن أعرفه بشكل شخصي. كان المرجع الكروي بالنسبة لي".

"تلقيت نصيحة في لاماسيا من خوان فيلا، قال لي: تعلم كل شيء تستطيع أن تتعلمه من بيب. لمسته الأولى. كيف يرى كل من حوله قبل حتى استلامه للكرة. كيف يتصرف تحت ضغط. كل شيء".

مواطنوا كتالونيا.. ها هي هنا أخيرا

برشلونة ضد سامبدوريا - نهائي دوري أبطال أوروبا 1992 - ملعب ويمبلي

وأخيرا برشلونة يحقق لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه بعد الفوز بهدف رونالد كومان وبالتأكيد بمشاركة جوارديولا.

لحظة كشفت العديد عن شخصية جوارديولا أيضا. ويقول لويس كانيت صحفي كتالوني: "بيب شخص رائع على المستوى الثقافي والفكري وليس فقط الرياضي".

"في سن الـ21 عاما كان لديه الشجاعة ليقف أمام الجميع في القصر ليلة تجمع الجماهير للاحتفال بلقب دوري الأبطال ويقول: "مواطنوا كتالونيا.. ها هي هنا أخيرا".

"لقد اقتبس جملة جوسيب تاراديلاس الرئيس الكتالوني السابق. وجه مختلف تماما ظهر لنا لجوارديولا. ليس مجرد لاعب كرة قدم".

القائد والرحيل

في 1997 أصبح بيب هو قائد برشلونة. وبعد 12 موسما مع البرسا وأكثر من 500 مباراة و16 بطولة. انتهت الرحلة.

- لا أعلم إذا كان هذا هو الوقت المناسب للرحيل أم لا. ولكنني فكرت كثيرا بالأمر - جوارديولا في مؤتمر صحفي. 11 أبريل 2001.

وخلال مؤتمر الرحيل أجاب جوارديولا بشكل قاطع على سؤال (هل ستلعب لفريق أخر في إسبانيا؟) قائلا: "مستحيل. أبدا لن أفعل ذلك".

رحيل بيب جاء مع فترة صعبة لبرشلونة بسبب خسارة الألقاب.

وهنا يتحدث والد بيب مجددا عن يوم الرحيل قائلا: "لقد كان الأمر محزنا قليلا لأن كامب نو لم يكن به العديد من الجماهير يومها. ولكن هذه هي الحياة. أوقات سعيدة وأوقات حزينة".

جوارديولا الإيطالي

وفي 2001 انتقل بيب إلى بيرشيا الإيطالي وهنا يتحدث جانلوكا ناني الذي شغل منصب المدير الرياضي في بيرشيا منذ 1999 وحتى 2008.

ويقول جانلوكا: "في وقت قدوم جوارديولا كنا نمتلك فريقا رائعا. لدينا روبيرتو باجيو ولوكا توني. ولذلك عندما رأيت أنه يمكننا ضم بيب بالمجان فكرنا في الأمر وكيف سيكون فريقا رائعا بتواجد بيب بجانب باجيو".

"هل لك أنت تتخيل كرة القدم التي سنقدمها بسبب ذلك".

ولماذا وافق بيب على اللعب في إيطاليا؟ نعود مجددا لبطل حكايتنا، والد جوارديولا ليقول: "أراد أن يختبر نفسه. فريق أخر مختلف بأسلوب لعب مختلف. أراد أن يتعلم"

"أراد أن يتعلم أشياء جديدة".

وبالفعل حدث ذلك لبيب. فهل تعلم أن ما تراه من جوارديولا اليوم وهو على مقعد المدير الفني لسيتي ورأيته في السابق مع بايرن ميونيخ وبرشلونة، كان يفعله وهو على أرض الملعب مع بيرشيا؟

كيف ذلك؟ هنا يشرح المدير الرياضي للنادي الإيطالي قائلا: "بيب الآن على الدكة تراه يستخدم يديه كثيرا. كان يقوم بذلك دائما على أرض الملعب وفي التدريبات لتعليم من هم أصغر منه".

"كيفية أن تتمركز بشكل صحيح وتستلم الكرة في وضع مميز وتفكر أين ستلعب الكرة قبل حتى أن تستلمها. كل ذلك كان يحدث من بيب".

عودة الأبن إلى منزله الأول

وبعد 6 سنوات بعيدا عن برشلونة. بيب جوارديولا يعود من جديد إلى منزله ولكن هذه المرة ليس كلاعب بل كمدرب.

21 يونيو 2007 قرر نادي برشلونة تعيين بيب جوارديولا كمدير فني للفريق الثاني في البرسا.

وتحدث بيب في المؤتمر الصحفي لتقديمه كمدرب للفريق الثاني قائلا: "لقد حققت حلمي. نعم كنت لاعبا هنا من قبل ولكني الآن سأبدا من الصفر".

"هدفنا الآن هو الصعود إلى الدرجة الثانية هذا الموسم".

وقتها كان الفريق الثاني في برشلونة يمر بمرحلة صعبة للغاية فلقد هبط بالفعل.

ويتحدث سيرخيو بوسكيتس عما فعله جوارديولا مع الفريق الثاني (برشلونة B) قائلا: "لقد جعل كل شيء احترافي بشكل أكبر. كان لديه أفكار وطريقة لعب متقدمه للغاية خاصة بالنسبة لفريق شاب".

"إذا عملنا بشكل صحيح ونفذنا أفكاره كل شيء سيكون على ما يرام. هكذا كنا نفكر. وهذا ما حدث".

وبالفعل نجح جوارديولا في قيادة برشلونة B للتتويج بلقب الدوري الأدنى والصعود مرة أخرى.

وقتها الفريق الأول في برشلونة كان يمر بأوقات أصعب وأصعب. بدون بطولات في سنتين. رواتب عالية جدا لنجوم كبيرة. وحان وقت ثورة جديدة بقائد جديد.

بيب والتفاح الفاسد في البرسا

تشيكي بيجريستين الذي شغل منصب المدير الرياضي في برشلونة منذ عام 2003 وحتى 2010 تحدث عن تلك الفترة ورحيل فرانك ريكارد المدير الفني وقتها.

ويقول بيجريستين: "لقد فكرنا في تغيير المدرب مع نهاية الموسم. وتقابلت بالفعل مع عدة مدربين ولكن من أردته هو جوزيه مورينيو".

في تلك الفترة استمع لابورتا إلى جميع الآراء بخصوص المدرب الجديد وفي الأخير قراره كان واضحا. بيب جوارديولا.

وكشف لابورتا لأول مرة كواليس حديثه مع بيب وقتها قائلا: "ذهبنا إلى مطعم في برشلونة لنتحدث سويا. ثم أخبرته، بيب أنت ستكون المدرب الجديد للبرسا".

"وقتها صمت بيب ثم قال لي: تذكر ذلك، معي كمدرب ستفوز بكل شيء".

- أربطوا الأحزمة. لأننا سنذهب للاستمتاع - جوارديولا في مؤتمر تعيينه مديرا فنيا للبرسا

وكيف كانت الظروف قبل جوارديولا؟ هنا يتحدث تيري هنري قائلا: "موسمي الأول مع برشلونة كان ملئ بالفوضى. الجماهير تطلق صافرتها ضدنا. كان يوجد أزمة".

ومع جوارديولا؟ يكمل هنري حديثه "لقد طرد بعض نجوم الفريق. ليسوا مجرد نجوم فقط بل أساطير. لكنه رأى أنهم لن يفيدوا الفريق".

بيب أجرى العديد من التغييرات. رحل رونالدينيو وديكو وقام بتصعيد لاعبين من الفريق B مثل بوسكيتس وحرص على إبقاء شابي.

وكيف كان يشعر بيب وقتها مع كل هذه الأمور؟ يجيب هنري: "لا أعلم كيف كان شعوره الداخلي. ولكنه لم يظهر أبدا أي ارتباك".

"كان دائما يقول لنا جملة لن أنساها أبدا. قال: عملي هو أن أضعكم في الثلث الأخير من الملعب. وفي الثلث الأخير هذا يعتمد عليكم".

وماذا عن شابي؟ يقول أحد أساطير البرسا: "بيب قال لا أحتمل أي أحد لا يبذل كل جهده مع الفريق. هذا هو الشيء الوحيد الذي أطلبه منكم. العمل الجاد من أجل برشلونة".

- سأسامح اللاعبين إذا لم ينجحوا. ولكني لن أسامحهم إذا لم يبذلوا قصارى جهدهم - جوارديولا

كلما ساء الكابوس.. كانت لحظة الاستيقاظ أروع

كل شيء أصبح جاهزا الآن. بداية الموسم وبيب المدرب والجميع يمتلك معنويات عالية جدا.

ولكن الكابوس يبدأ. برشلونة يخسر أول مباراة له في الدوري وأمام نومانسيا.

ويستمر الكابوس ويتعادل على ملعبه أمام راسينج في الجولة الثانية وعلى ملعبه ووسط جماهيره.

والشكوك والانتقادات تبدأ وبقوة ضد بيب وبرشلونة. الجميع يتحدث عن نقص الخبرة والنتائج الكارثية المنتظرة.

ولكن يوجد من رأى ما لم يراه الجميع. كرويف يكتب مقالا يتحدث من خلاله عن "مدى إبداع برشلونة في المباراتين من حيث طريقة اللعب ويطالب الجميع بالصبر والنتائج سوف تأتي".

ولأن الكابوس كان صعبا، جاء الاستيقاظ خارقا. الوحش بيب ينطلق بلا توقف. وبرشلونة لا يخسر أي مباراة حتى السنة الجديدة.

يكتسح الجميع. يجعل لاعبي ريال مدريد يقفون بلا حول ولا قوة أمام إبداعهم. يحقق الألقاب. وحش برشلونة بقيادة بيب لا يتوقف. الفريق الأفضل على الاطلاق. ثورة كرة القدم.

ولأننا لا نتذكر الأيام بل نتذكر اللحظات. فلحظة "نصيحة المطعم" لوالد بيب والتي بسببها بدأ كل شيء ستبقى دائما في ذاكرتنا. شكرا لك يا صاحب النصيحة.

- كل ما جاء من تصريحات على لسان الوالد وبيب واللاعبين والأشخاص المختلفة، تم ذكره من قبل الأشخاص أنفسهم في فيلم وثائقي عن مسيرة جوارديولا من إنتاج شبكة سكاي سبورتس -

التعليقات