كتب : محمد البنا | الإثنين، 25 يوليه 2016 - 01:11

عاجل – اغتيال حلم مصري في البرازيل

استبعد إيهاب عبد الرحمن البطل المصري المرشح لحصد ميدالية أولمبية من البعثة المصرية قبل 12 يوما من انطلاق العرس العالمي أولمبياد ريو دي جانيرو.. فمن المتسببssssي هذا؟

سمعنا في السنوات العديدة الماضية عن مشروع الهدف وصناعة بطل أولمبي في مصر.. وعندما يخرج واحدا، نجد العديد من العوائق التي تحاول أن تبعده عن الهدف الموجود من أجله.

ميداليات مصر في الأولمبياد حوالي 26 ميدالية فقط في 20 مشاركة أولمبية بمعدل 1.3 ميدالية في كل دورة.. إذن نحن لسنا في رفاهية التفريط في أبطال أولمبيين.

خرج هشام حطب رئيس اللجنة الأولمبية ليهاجم إيهاب عبد الرحمن لاعب رمي الرمح مستدلا بتقرير الوكالة المصرية للمنشطات بأن نتيجة تحليل العينة A جاءت إيجابية.

قبل الدخول في تفاصيل، نستعيد بعض المشاهد من الذاكرة والتي وصلت للإعلام المصري.

المشهد الأول

في يناير الماضي خلال اجتماع اللجنة الأولمبية المصرية مع رؤساء الاتحادات نشبت مشادة بالأيدي والألفاظ بين وليد عطا رئيس اتحاد ألعاب القوى مع علاء مشرف نائب رئيس اللجنة الأولمبية.

خلفية هذا المشهد لم تكن واضحة، ولا تشغلنا حقيقة مناقشتها الآن.. لكن الأكيد أن هذه الاتحادات واللجنة الأولمبية لأنها بعيدة عن الإعلام يحدث بها الكثير من الكواليس الفاسدة. والضحية لاعبين من المفترض أنهم يحملون آمال الملايين بحصد ميدالية أولمبية نادرة.

المشهد الثاني

إيهاب عبد الرحمن يعلن رفضه التام لتغيير مدربه، وكتب عبر حسابه على فيسبوك هجوما ضاريا تجاه اللجنة الأولمبية.

وبعد أن أصر إيهاب عبد الرحمن على وجود مدربه محمد نجيب وهدد بعدم السفر وضياع تعب أربع سنوات، عادت اللجنة الأولمبية في قرارها.

لكن اللجنة الأولمبية لم تصمت، بل أصرت على وضع رجل في خلاف مع اللاعبين ومع رئيس اتحاد ألعاب القوى وليد عطا.

ويبقى السؤال.. لماذا كل هذا؟! أيوة ليه يعني تغير مدرب ناجح مع بطل ناجح وحصد ميدالية فضية في بطولة العالم وحقق رقما رائعا وأمل في حصد ميدالية أولمبية!

لا أجد إجابة.. كل هذا للعلم أن الأمر بعيد عن المنشطات تماما.

المشهد الثالث

أصدرت المنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات بيانا بإيقاف إيهاب عبد الرحمن بعد أن جاءت نتيجة التحاليل إيجابية للعينة التي تم أخذها من اللاعب في تاريخ 17 أبريل 2016.

ويوم التاسع من مايو أصدر المعمل نتيجة تحليله بأن العينة بها مادة محظورة وتم التأكد أنها خارجية المنشأ يوم 19 يوليو 2016 أي بعد ثلاثة أشهر من نتيجة العينة.

-------

الصورة الآن كاملة، لكن هناك عدة نقاط لابد أن نتحدث عنها:

- تدخل اللجنة الأولمبية في مضايقات لاعبي اتحاد ألعاب القوى قبل البطولة وتغيير المدرب بسبب مواقف سابقة مع رئيس الاتحاد غير مقبول تماما.

قال أسامة غنيم المدير التنفيذي للمنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات: "تناول إيهاب عبد الرحمن لمكملات غذائية بها مواد محظورة، وفي حالة تحليل العينة B والتأكد من أن المادة المحظورة خارجية المنشأ سيوقف اللاعب لمدة أربع سنوات".

- لماذا صدرت نتيجة العينة بعد ثلاثة أشهر وقبل 12 يوما من انطلاق المنافسات؟

- هل إذا جاءت نتيجة العينة B سلبية، ستسعف معنويات إيهاب عبد الرحمن المنافسة على ميدالية أولمبية في ريو دي جانيرو؟ ستكون معجزة حقا.. لكن في البداية دعونا نأمل أن تكون نتيجة التحاليل للعينة B سلبية.

لست متشائما، لكن المعمل نفسه الذي أصدر نتيجة تحليل العينة A هو من سيقوم بتحليل العينة B والتي هي ذاتها التي تم أخذها من اللاعب قبل ثلاثة أشهر وتم تقسيمها إلى أنبوبتين.

- إذن هنا نتحدث ليس فقط عن اغتيال حلم مصري في ميدالية أولمبية، بل عن تدمير موهبة مصرية نادرة في ألعاب القوى التي لم نحصد فيها أي شيء في تاريخ الأولمبياد.

اللوم هنا في الحقيقة لن يكون على اللجنة الأولمبية، بل على اتحاد ألعاب القوى ورئيسه ومدرب اللاعب بسبب الرقابة ودراسة كافة المكملات التي يتناولها اللاعبون.

تفرغ الجميع للخلافات الشخصية وترك صاحب الـ27 عاما وأمل مصر في ميدالية كنا نظنها في المتناول يتفرغ تارة للبحث عن مدربه الذي لا يعرف اسمه.

إن تأكد وجود مادة محظورة في جسد إيهاب عبد الرحمن، لا توجه إصبع الاتهام للاعب.. بل أنظر للجنة الأولمبية التي تعمدت مضايقة رئيس اتحاد الذي تفرغ لمهاجمة اللجنة الأولمبية فلم يكن هناك الرقابة الصحية والطبية اللازمة للاعب بذل الكثير من الجهد والمال ليصبح على ما هو عليه.

-----

- رياضة ألعاب القوى من أكثر الرياضات التي تتابع المنشطات بصفة مستمرة، كما أن إيهاب يعتمد على العديد من المعامل داخل وخارج مصر وخاصة في الولايات المتحدة.. وما أدراك من معامل أمريكا.

وفي السنوات الثمانية الأخيرة شارك إيهاب عبد الرحمن في أكثر من محفل دولي ومنافسات قوية، وخضع لتحاليل جميعها جاءت سلبية.

ويخضع إيهاب لتحليل الدم والبول مرتين خلال شهر واحد.. وخارج مصر كثيرا بحسب تصريحه. فالمنطق يقول إن كيف وسط هذا الكم من العينات ظهرت عينة واحدة إيجابية؟!

ليس لدي أدنى ذرة شك في أن يكون اللاعب تعمد تناول مادة محظورة، وللأسف اللجان الأولمبية لا تتخذ الجهل بالشيء بابا للعفو عن المخطيء.

سنفترض أن العينة بإذن الله أصبحت سلبية وسافر إيهاب عبد الرحمن إلى ريو دي جانيرو، بعد إعداد ومجهود أربع سنوات.. يعيش اللاعب الآن في كابوس، بدلا من الاستعدادات الأخيرة قبل خوض المنافسات. بات عليه الآن أن ينتظر مصيره.

أصبحنا ننتظر معجزتين.. الأولى أن تكون العينة B سلبية، والثانية تحقيق ميدالية في هذه الظروف.

وفي حالة -لا قدر الله- جاءت نتيجة تحليل العينة B إيجابية.. نراكم في 2116 ليخرج لاعب مصري في ألعاب القوى مثل إيهاب عبد الرحمن.

اضغط هنا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات