كتب : عادل كُريّم | الثلاثاء، 19 يوليه 2016 - 13:11

مارتن يول.. ماذا قبل وماذا بعد؟

في فبراير الماضي أعلن الأهلي عن تعيين الهولندي مارتن يول مديراً فنياً لفريقه الأول لكرة القدم خلفاً للبرتغالي المستقيل جوزيه بيسيرو، وبعد فترة مؤقتة من قيادة عبد العزيز عبد الشافي "زيزو".. الإعلان عن تعيين يول صاحبه شعور بالتفاؤل لدى جماهير القلعة الحمراء التي استبشرت خيراً بالمدرب الذي يملك واحدة من إن لم تكن أفضل وأكبر سيرة ذاتية في تاريخ المدربين الأجانب الذين عملوا بالكرة المصرية..

الرجل الذي درب أندية عملاقة على غرار أياكس أمستردام الهولندي وتوتنام هوتسبير وفولام الانجليزيين قدم لتدريب الأهلي، وبرفقته أحد مخططي الأحمال المصنفين على مستوى الأفضل في العالم وهو مواطنه مايكل ليندمان.

تولى يول المسئولية بهدف أول وهو استعادة لقب الدوري الغائب عن الأهلي الموسم الماضي. الهولندي تابع مباراة الأهلي وبتروجيت من المدرحات قبل أن يبدأ مشواره الرسمي بمباراة مصر للمقاصة في بداية مارس.. بدأ مهمته والأهلي متصدراً للدوري بفارق ثلاث نقاط عن الزمالك الثاني، فارق وصل إلى ست نقاط بمجرد توليه المهمة..

خمسة انتصارات متتالية في الدوري وبأداء جيد ومقنع دفع الجماهير الحمراء لوضع ثقتها في يول الذي "عوض صبرها خيرا" بحسب وصف أغلب هذه الجماهير .. وحتى الخسارة في آخر لحظة من وادي دجلة لم تزعزع ثقة الجماهير بعدما استعاد الأهلي نغمة الانتصار بأداء جيد في مباريات متتالية بالدوري ومبارة وحيدة بالكأس، وبلغ الأهلي مرحلة المجموعات في دوري أبطال أفريقيا للمرة الأولى منذ 2013 ..

لكن شهر العسل لم يدم طويلاً .. تراجع في مستوى بعض الأساسيين وعدم قدرة البدلاء على سد الفراغ ، مع إصابات قاسية ضربت عناصر أساسية مثل عبد الله السعيد وماليك إيفونا ورمضان صبحي صاحبها تراجع في النتائج تسبب في هز ثقة الجماهير في يول رغم ان الأهلي حسم لقب الدوري قبل نهايته بجولتين ..

وجاءت الخسارة أمام أسيك الايفواري في دوري الأبطال (بعد هزيمة أولى من زيسكو يونايتد الزامبي) بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير طموحات اللقب الإفريقي.. الهزائم صاحبها تراجع في مستوى أغلب لاعبي الفريق

وسط شكاوى من الاجهاد وغياب الأساسيين للإصابة .. لتبدأ ولأول مرة نغمة الاستغناء عن المدرب الهولندي الذي لم يكمل أربعة أشهر في قيادة الأهلي ..

نظرة إلى الوراء لظروف مشابهة .. في عام 2009 وبقيادة الساحر البرتغالي مانويل جوزيه تراجع مستوى عدد كبير من لاعبي الأهلي الأساسيين المرهقين من تلاحم المواسم ، وصاحبه إصابات ضربت لاعبين مثل محمد بركات وأحمد حسن ومحمد أبو تريكة على فترات.. تراجع الأهلي وكاد يخسر لقب الدوري الذي اعتلى قمته طوال الموسم قبل أن يحسمه بلقاء فاصل مع الاسماعيلي.. وودع الفريق كأس مصر من دور الستة عشر قبل أن يفقد لقبه في دوري الأبطال بالخروج من دور الـ16 أمام كانو بيلارز النيجيري، وأتبعه خروج آخر من كأس الكونفيدرالية على يد سانتوس الأنجولي ..

الهدف ليس المقارنة.. لكن فترة التراجع التي عانى منها الأهلي في هذا التوقيت، مع عدم قدرة مجموعة البدلاء وقتها على سد فراغ الأساسيين تبدو أشبه بفترة التراجع التي يعيشها الأهلي حالياً..

ودون مقارنة ربما تكون فترة أخرى قريبة الشبه بهذه الأيام، مع الفارق.. في بداية موسم 2003-2004 أتى الأهلي بالبرتغالي توني أوليفيرا ليدرب الفريق خلفاً للهولندي جو بونفرير الذي ضاع منه لقب الدوري في المرحلة الأخيرة، وبعد فترة مؤقتة للوطني فتحي مبروك.. أوليفيرا لم يستمر مع الأهلي طويلاً ورحل وسط تراجع للنتائج، ليعود جوزيه بعد فترة مؤقتة قصيرة أخرى لمبروك..

مع عودة جوزيه تحسنت النتائج قليلاً.. لكن بنهاية الموسم خسر الأهلي لقب الدوري، وخسر نهائي كأس مصر أمام المقاولون العرب، وودع دوري أبطال إفريقيا من دوره الأول على يد الهلال السوداني.. لكن الجميع وقف خلف جوزيه الذي لم يخف أن الفريق يحتاج للتدعيم بشدة.. لتبدأ ثورة تصحيح حمراء انتهت بحسم كل البطولات محلياً وقارياً في الموسمين التاليين.. واستمرت معها السيطرة المحلية لما يقرب من عقد كامل..

يول أخطأ في الكثير من القرارات، هذا مؤكد .. أخفق في الإدارة الفنية لبعض المباريات، هذا صحيح.. لكن اتخاذ قرار برحيل الرجل الذي يبدو وأنه بدأ فعلياً في مرحلة إعادة تكوين الفريق ستكون توابعه وخيمة للغاية.. وربما أكثر قسوة بكثير من تحمل النتائج السلبية التي يمر بها الأهلي حالياً..

على يول مراجعة حساباته بقوة.. التفكير بجدية في طاقمه الفني المعاون والقيمة التي يضيفها له.. التخلي عن مبدأ "الاستسهال" الذي تعامل به (نسبياً) مع تجربته الأولى خارج القارة الأوروبية.. المزيد والكثير من الحزم والصرامة في علاقاته باللاعبين..

الرجل الذي كان مرشحاً لتدريب عدد من فرق الدوري الانجليزي الممتاز، بل ووصل الحال بالبعض لترشيحه لتدريب المنتخب الانجليزي قبل أسابيع قليلة بالتأكيد لم يأت "عشان ياكل عيش" أو أنه "معندوش فكرة" كما يحلو للبعض أن يطلق عليه.. ربما أخطأ لكنه قادر على تصويب الخطأ.. إذا أراد..

الكلمة الأخيرة هي ليول وكل من حول .. من إدارة ولاعبين وجماهير الفريق..

الأهلي فوق الجميع.. فوقكم جميعاً.. وسيبقى كذلك..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات