كتب : إسلام مجدي | الثلاثاء، 03 مايو 2016 - 17:48

منتخب مصر وليستر سيتي والحلم المستحيل

المشكلة الحقيقية التي يعيشها كل من يحلم في الدوري المصري هي وجود الأهلي والزمالك، وتلك ليست إهانة لأكبر كيانين في الدوري وفي أفريقيا، لكن فعلا كيف يمكن للاعب أو لفريق أن يبنى خطة أو أن يفكر حتى في الفوز بالدوري المصري مثل ليستر سيتي بوجودهما؟

اللاعب في الدوري المصري تتمثل كل وأكبر أحلامه في اللعب إما للأهلي أو الزمالك، لأنهما بوابة النجاح والشهرة واللعب لمنتخب مصر، وأيضا المنافسة على الألقاب ويرفض كليا فكرة اللعب والحلم مع نادي أصغر.

"أحلم باللعب للأهلي أو الزمالك لأنني أعلم أنني لو بقيت 100 عام مع الداخلية فإنني لن ألعب لمنتخب مصر". عمرو مرعي مهاجم الداخلية متحدثا لـFilGoal.com.

في بداية الموسم احتل فريق الداخلية صدارة الدوري المصري ونافس بضراوة فجأة انخفض الإيقاع، وتلاشت الرغبة مع أول خسارة، ومع حروب كلامية عن التحكيم والتشتت الفريق أصبح في منتصف الجدول والمدرب تركهم لتدريب فريق أخر.

كيف يستلهم الجميع من ليستر سيتي؟

فكرة تتويج ليستر سيتي كانت كالحلم، لا يوجد لاعب منهم لا يحلم باللعب لمانشستر يونايتد أو لريال مدريد أو برشلونة، لكن حلمهم وقتالهم كان من أجل قميص الفريق من أجل الحلم الأكبر وليس من أجل مصلحة شخصية، هم يعرفون أن ذلك القتال سيكسب لهم فرصة تواجد مع منتخبات بلادهم للمرة الأولى في تاريخهم ورأينا هذا مع جيمي فاردي ونجولو كانتي، لكن التركيز كان المصلحة العامة والفرحة الكبرى.

نظرة صادقة على المنتخب

يمكنك أن تختار 7 لاعبين من فريق واحد ولا عيب في هذا، حدث ذلك مع برشلونة ومنتخب إسبانيا وأتى بثماره، لكن في الوقت نفسه امنح بقية لاعبي فرق الدوري الحلم، امنحهم فرصة في الفريق الفائز ببطولة كأس العالم 2010 كان هناك 4 لاعبين من فالنسيا ولاعب من فياريال ولاعب من اشبيلية ولاعبين من أتليتك بلباو، لا توجد شروط اللعب لريال مدريد أو برشلونة للعب لمنتخب إسبانيا ولا يوجد شرط أن تكون محترفا لكي تلعب للمنتخب فقط كان هناك 3 محترفين.

الحلم يبدأ بفكرة

ربما يلهم ليستر سيتي عددا من الأندية حول العالم بفكرة الاجتهاد والعمل الصادق من أجل المصلحة العامة دون النظر لما يمتلكه الغير فقط انظر لنفسك واعمل على تطوير ذاتك ستحقق شيئا ما في النهاية.

"لم أتوقع الفوز بالدوري الإنجليزي أبدا، أنا شخص عملي، كنت أرغب في أن يفوز فريقي مباراة تلو الأخرى وأن نمر أسبوع تلو الآخر". هكذا تحدث كلاوديو رانييري عقب فوز فريقه بالدوري الإنجليزي.

لدينا في مصر على سبيل المثال لا الحصر الفريق الذي يفوز على الأهلي أو الزمالك يعتبر ذلك الأمر بطولة، ويتحاشى الكلام عن الفوز على الفريقين كأنها محرمات، فريق الرجاء في أحد المواسم فاز على الأهلي والفريق كان في الصدارة وبدلا من استخدام ذلك هبط في نهاية الموسم، لا يهم أن تقول إنك ستصبح مثل ليستر سيتي المهم ما ستفعله لكي تكون مثلهم.

لاعبونا في الدوري المصري يحلمون بالأهلي والزمالك من أجل الاستقرار المادي والأحلام الشخصية واللعب لمنتخب مصر لا ضرر في ذلك، لكن أيضا لما لا يحلم أحد ما باللعب لوادي دجلة أو الإسماعيلي أو الاتحاد وذلك ليس تقليلا من كل ما سبقوا لكن امنحوا أنفسكم الحلم حتى تحققوا شيئا ما وتتوقفوا عن نبرة الأهلي والزمالك، ان ظلت تفكر طوال الوقت بأنك تلعب لنادي "صغير" فلن تصبح كبيرا أبدا وسيظل ناديك "صغير".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات