تقرير في الجول – لست وحدك يا ليستر.. فريق روسي يعود من الهبوط إلى القمة بسبب "المسلم المتدين"

الأحد، 24 أبريل 2016 - 22:44

كتب : محمد البنا

على بعد ما يقرب من 2000 ميل من استاد كينج باور معقل ليستر سيتي.. ظهر فريقا في الدوري الروسي يحقق ما يفعله الثعالب في الدوري الإنجليزي.

روستوف متصدر الدوري الروسي حتى الجولة 25 بفارق نقطة عن سسكا موسكو وقبل خمس جولات من النهاية يخطف الأنظار في أوروبا.

ظاهرة ليستر ليست الوحيدة هذا الموسم، فبعد أن كان يصارع على تفادي الهبوط الموسم الماضي يعتلي قمة الدوري الأقوى في العالم بفارق ثماني نقاط عن توتنام هوتسبر الوصيف قبل ثلاث جولات من النهاية.

أما روستوف فقد حقق انتصارا كبيرا بثلاثية نظيفة على العملاق زينيت بيترسبرج حامل اللقب الموسم الماضي يوم الأحد معوضا هزيمته بالنتيجة ذاتها في لقاء الدور الأول.

كما فاز روستوف على ضيفه سسكا موسكو وصيف البطولة الحالية في ملعبه الذي يتسع لـ15 ألف مشجع فقط.

الموسم الماضي

في الموسم الماضي كان روستوف أحد الأندية التي تعاني من الإفلاس ووصل به الحال إلى المركز الـ14 ليلعب المرحلة الإقصائية وينجح في البقاء بالدوري الدرجة الأولى الروسي.

وطوال تاريخ روستوف لم يحدث أن تجاوز الترتيب السادس في الدوري الدرجة الأولى.

لكنه يبدو أنه على مشارف تحقيق إنجاز لم يحدث في تاريخه إذا حافظ على فارق النقاط مع سسكا.

المسلم المتدين

ووصفت صحيفة (ذا جارديان) الإنجليزية الشهيرة كوربان بيردييف المدرب التركمانستاني للفريق الروسي بأنه "مسلم متدين" إذ لا يترك المسبحة من يديه سواء في المؤتمرات أو المباريات.

ومثلما يوجد كلاوديو رانييري المدرب الإيطالي ليقود ليستر بطريقة جعلت الفريق يصل للقمة، فإن بيردييف نجح في وضع هيئة ثابتة للفريق بالاعتماد على طريقة 3-5-2 في أغلب مبارياته.

ويتبقى أمام روستوف خمس مباريات ضد موردوفيا سارنساك ولوكوموتيف موسكو ودينامو موسكو وأورال قبل ختام الدوري أمام تيريك جروزني.

أصعب هذه المباريات أمام لوكوموتيف موسكو صاحب الترتيب الثالث، لكنها على ملعب روستوف.

خطة الرجل المسلم تعتمد في المقام الأول على التأمين الدفاعي، إذ اهتزت شباكه بـ16 هدفا فقط.

أهداف؟ لا طبعا

"لا أحد وضع أهدافا أمام الفريق.. نلعب كل مباراة على حدى ونعرف الأزمة المالية الطاحنة التي يعاني منها الفريق. كيف تضع أهدافا حقيقية وسط هذه الظروف؟" هكذا صرح بيردييف مدرب الفريق.

رفع بيردييف الضغط عن لاعبيه مبكرا.. وبدأ يتسلل لقمة الدوري في هدوء حتى وصل إليها.

ورغم عدم وجود نجم في الفريق إلا أن بيردييف نجح في لعب كرة هجومية. لدرجة أن هداف الفريق ديميتري بولوز سجل سبعة أهداف فقط.

تصريح بيردييف انطبع على أداء الفريق الذي سجل 32 هدفا فقط في 25 مباراة ويأتي في المرتبة الثامنة كأقوى خط هجوم من بين 16 فريقا.

10 لاعبين من لاعبي روستوف سجلوا الأهداف الـ32 هذا الموسم من بينهم أربعة لاعبين سجل كل منهم ثلاثة أهداف.

وفي وجود بيردييف الذي تُوج بالدوري الروسي مرتين من قبل مع روبين كازان، فقد استعان بخماسي سابق لعب مع روبين بما فيهم المهاجم أليكساندر بوخاروف.

بداية ولا أسوأ

قبل انطلاق الموسم الحالي لم يتوقع أي فرد في روسيا أو متابع لما يحدث لروستوف هذه الانتفاضة.

فبعد صراعه على البقاء بدوري الدرجة الأولى الروسي، هرب من كارثة إلى كارثة أخرى.. فالفريق بدأ موسم 2014-2015 وهو يحارب على مدى شرعية مشاركته في الدوري الأوروبي بعد إدعاء الاتحاد الروسي ضد النادي بإشراكه لاعبين بشكل غير شرعي.

لكن النادي ربح الاستئناف وعاد للدوري الأوروبي.. الأمر الذي لم يكن سعيدا كفاية لرستوف بعد خسارته في تمهيدي الدوري الأوروبي أمام طرابزوسبور 2-0 بمجموع المباراتين ووداعه مبكرا.

خرج من الدوري الأوروبي ليصطدم بأزمة إيقاف مدربه إيجور جامولا بسبب تصريحه العنصري:"لا أريد لاعبين أصحاب بشرة سمراء في الفريق.. لدينا ما يكفي وأنا أخشى من إصابتهم بالإيبولا".

بعد هذه الأزمات، اندلعت أزمة السيولة المالية الطاحنة وكان على وشك الإفلاس بعدما توقفت الحكومة عن دعمه نتيجة توجيه الأموال إلى دعم اللاجئين الأوكرانيين.

ومع تأزم الموقف وعدم حصول الموظفين على رواتبهم.. في أكتوبر 2015 كانت النتيجة إضراب في النادي.

الحل؟

نجحت إدارة نادي روستوف في التعاقد مع شركة راعية لتدر دخلا على النادي وكانت مع عملاق التبغ ورجل الأعمال الروسي ذو الأصول اليونانية إيفان سافيديس.

ومع مرور الوقت مرت الأزمة المالية.. وتخطى روستوف أزماته مع مدربه بيردييف ويفصله خمس مباريات على التتويج التاريخي بالدوري الروسي.

التعليقات