كتب : أحمد مختار | السبت، 16 أبريل 2016 - 00:06

تحليل أهلاوي - كيف استكمل الأهلي مباراة إنبي بـ 11 لاعبا؟

حقق الأهلي انتصارا جديدا، ووضع يده "نظريا" على لقب الدوري لهذا الموسم، ومع كامل احترامي لعبارة "كل شيء في الملعب"، يساعدنا التاريخ دائما في تذكر الفائز، وعندما يتصدر الأهلي بطولته المفضلة، من الصعب إبعاده عنها بشتى الطرق، حتى إذا وصل الأمر إلى طرد لاعبه الأفضل، رمضان صبحي!

- قيمة رمضان

لعب الأهلي بشكل عادي في الشوط الأول، صحيح هناك هجمات لكن الأمر يتعلق في النهاية بالناحية الفردية، وبصمة رمضان صبحي على كل الكرات. تحول اللاعب الصغير إلى أيقونة الهجوم داخل القلعة الحمراء في وقت قصير، وأصبح هو العنصر الأهم في تكتيك المدرب الهولندي مارتين يول.

لذلك وصل الأهلي إلى مرمى إنبي في بعض المحاولات، كان بطلها بكل تأكيد رمضان، وفي ضربة الجزاء التي سجلها عبد الله السعيد، احتسب الحكم اللعبة نتيجة عرقلة نفس اللاعب، رمضان صبحي، وبالتالي قدم اللاعب نفسه كأهم الحلول الفنية لمتصدر الدوري.

هكذا كان تمركز الأهلي في الشوط الأول، رمضان صبحي هو الجناح الداخلي، أو اللاعب الذي يبدأ المباراة على الورق في الطرف، لكن في حالة الهجوم والاستحواذ، يتحول سريعا إلى عمق الملعب، من أجل صناعة اللعب بأريحية، مقابل صعود صبري رحيل إلى الأمام كجناح حقيقي على الخط.

لذلك تعتمد خطة يول على صعود الأظهرة باستمرار إلى نصف ملعب إنبي، مع مد المهاجم بالكرات من الطرف والعمق، عن طريق العمل المشترك بين عبد الله، غالي، ورمضان، خلف الثنائي مؤمن زكريا وعمرو جمال.

- الكل في الكل

استلم رمضان صبحي الكرة في كل أرجاء الملعب خلال الشوط الأول، ورغم عصبيته المبالغ فيها، وخروجه عن التركيز في بعض اللقطات، إلا أنه كان السهم الأبرز لأفكار مارتين يول، لأن اللاعب الشاب قوي في الحفاظ على الكرة تحت ضغط، ولا يفقدها أبدا بسهولة، لذلك كان المحطة الأبرز لزملائه في نصف ملعب إنبي.

تزيد قوة رمضان في كونه لاعب حاسم في وبين الخطوط، بالتحديد في المنطقة بين دفاع إنبي وخط وسطه، أي أمام منطقة الجزاء تقريبا، وعندما يحصل على الفرصة أمام المرمى، يحصل على ما يريد، كما حدث في ضربة الجزاء،

ليتقدم الأهلي بهدف، لكن مع طرد رمضان صبحي، اللاعب الأهم في الأهلي، توقع أغلب المتابعين تعادل أو هزيمة، لكن مارتين يول تعامل مع الشوط الثاني بدهاء يُحسد عليه!

- بديل رمضان

لم يقم يول بعمل تغييرات سريعة بعد الطرد، بل حافظ على تشكيلته الأساسية، مع بعض التعديلات الفنية داخلها، من خلال إعطاء دور القيادة الفنية لعبد الله السعيد بعد خروج رمضان، والتحول إلى خطة قريبة من 4-2-3 أو 4-3-2، والسر في تحركات السعيد بين العمق والأطراف.

فخلال السيطرة والهجوم، يتحول السعيد إلى العمق كلاعب وسط ثالث أمام غالي وعاشور، بينما عندما يفقد الفريق الكرة ويهاجم إنبي، يعود السعيد سريعا إلى الطرف كجناح حقيقي دون تغيير، من أجل الحفاظ على توازن الوسط أثناء المرتدات المعاكسة.

أرقام الاستلام والتسليم للاعبي الأهلي خلال المباراة، يظهر أن السعيد وغالي هما "أصحاب الكرة" وهذا أمر إيجابي في هذه المباراة وليس سلبي، لأن الأهلي نجح في حرمان إنبي من الكرة رغم الطرد، مؤشر يحسب للمدرب يول، الذي دافع بالكرة، على الطريقة الهولندية القديمة.

وبالتالي استلم عبد الله 16 كرة من غالي، ومرر له في المقابل 13 كرة، مع تعاون واضح مع صبري رحيل الظهير الأيسر، في إشارة إلى دور السعيد المحوري، كجناح ولاعب وسط، 2 في 1.

- التغييرات

بدأ يول في التلاعب بمنافسه، بإشراك ماليك إيفونا مكان عمرو جمال في آخر ربع ساعة، نتيجة تفوق الجابوني في الانطلاق من الخلف إلى الأمام، وحبه الشديد للمساحات والفراغات خلف الدفاع، ومع إرهاق لاعبي إنبي وتقدمهم من أجل تسجيل هدف، كان هذا هو التوقيت المناسب لمشاركة إيفونا.

وصل إيفونا إلى مرمى إنبي في أكثر من محاولة، مع انفراد صريح وضائع، وبعيدا عن رعونة المحترف الأفريقي، فإن طريقة لعب فريقه هي من جعلته يستلم الكرة دون ضغط داخل منطقة جزاء إنبي.

ولم يكتف يول بهذا التغيير، فأشرك وليد سليمان مكان عبد الله السعيد، ليحصل وليد على الطرف ويهدد إنبي بعد مبالغته في الهجوم، لذلك لعب الأهلي في الدقائق الأخيرة على المرتدات، سواء من العمق عن طريق إيفونا أو الأطراف بواسطة سليمان، ثم التغيير الأخير بمشاركة سعد سمير مكان مؤمن زكريا، ليؤمن دفاعاته ويترك مهمة الهجوم على الحاوي والأسد.

هكذا كانت خارطة وليد سليمان خلال الدقائق التي شارك فيها، لاعب جناح حقيقي، يتحرك على الخط ويصنع الخطورة من الطرف إلى العمق، في مباراة تفوق فيها الأهلي تكتيكيا، بإظهار قدرات كبيرة لمدربه، الذي عرف كيف يتعامل مع طرد أفضل لاعبيه، ليظهر الفريق وكأنه يلعب بـ 11 لاعب في الشوط الثاني وليس 10، وكأن إنبي هو المنقوص!

للمتابعة والنقاش

التعليقات