كتب : محمد البنا | الجمعة، 15 أبريل 2016 - 01:05

حتى لا تبدأ سنوات الزمالك العجاف

بعد كل إخفاق للزمالك لابد أن تتجه الأنظار لقرار من مجلس إدارة النادي الأبيض انتظارا لرد فعل يخص المدير الفني.. حسنا ليس هكذا تدار الأمور.

قبل التعاقد مع أليكس ماكليش المدير الفني الاسكتلندي، أرسل الزمالك وفدا إلى أوروبا لعقد ما يشبه بـ(Interviews) للمدربين.. هذا ليس عيبا.

دعونا في البداية نتحدث عن أسلوب اختيار المدرب وكيف يتناسب مع أدواتك وطموحك.

- حدد المساحة المالية التي ستتحرك خلالها ليكون راتب مدربك الجديد.

- حدد أهدافك المنطقية المطلوب تحقيقها من المدرب الجديد.

- عقد اجتماعات ومقابلات مع المدربين المرشحين بعد دراسة السير الذاتية لهم لتحديد المطلوب منهم.

- وضع خطط لكيفية التعامل مع المدرب بشكل احترافي وقنوات الاتصال بينه وبين الإدارة.

- وضع خطط قصيرة وطويلة الأجل.

وفقا لتصريحات وفد الزمالك الذي تكون من خالد رفعت مدير التسويق وأمير مرتضى منصور وأحمد مرتضى فإن أكثر ما لفت نظرهم في ماكليش هو سؤاله عن أحوال الفريق قبل الماديات.

وضع الزمالك عدة معايير في التعاقد مع ماكليش أهمها قوة الشخصية والرغبة في الانتصارات، ومعرفته بطعم البطولات.

مما سبق يدل على أن الزمالك اتبع الخطوات السليمة في كيفية اختيار المدير الفني الجديد للفريق.

يجدر الإشارة إلى أن اتباع الخطوات السليمة في اختيار المدرب ليس شرطا أن يتبعها نجاحه بشكل مؤكد، لأن النجاح له معايير أخرى.

كيف تحاسب مدربا؟

لابد أولا عند تحديد أهدافك من المدرب الجديد أن تكون منطقيا.. لا تطلب من المدرب أن يطور من أداء لاعب لم يختاره من الأساس وفرضته أنت عليه في تعاقداتك.

لا تطلب منه رفع معدلات اللياقة البدنية للاعبين وقد تعاقدت معه في وسط الموسم دون أن يقوم بفترة إعداد.

لكن الحساب قد يكون بمتابعة مدى التطور في الخطط قصيرة الأجل، وهل يحدث تطورا فيها أم أنها ستؤثر على الخطة طويلة الأجل.

نعود للزمالك

بعد أنباء تأجيل قرار الإطاحة بأليكس ماكليش لما بعد مباراة مولودية بجاية المؤهلة لمجموعات دوري الأبطال، فإن الزمالك بات على شفا حفرة من تكرار السنوات العجاف.

ليه؟

عانى الزمالك في السنوات العشرة ما قبل الماضية من تخبط إداري أدى لعدم اهتمام بفريق الكرة أو تدعيمه بالشكل الأمثل، وإن تمت تعاقدات فإن الأجهزة الفنية لم تكن على قدر المستوى.. في المقابل تطور الأهلي إداريا وفنيا مع استقرار مالي أدى لنجاح منقطع النظير.

إذن حلقة الربط في الزمالك حاليا، هو الأجهزة الفنية لفرق كرة القدم.

يظن مرتضى منصور رئيس الزمالك أن القاعدة – بعد أن تُوج بثنائية العام الماضي- هي تغيير المدربين، كلما ساءت النتائج.. "شيل فلان وعيّن محمد صلاح لحد مانجيب مدرب".

واحد يقولي مالزمالك نجح السنة اللي فاتت وغير 5 مدربين؟

ستجد أن من حسن حظ الزمالك أن جوزفالدو فيريرا الذي تزامن تعاقده مع توقف مسابقة الدوري فترة طويلة بعد مذبحة الدفاع الجوي فاستغلها للتعرف على اللاعبين جيدا.. فحقق الثنائية، وحافظ على ما بدأه سابقوه دون أن يشعر لاعبو الزمالك بارتباك من كثرة تغيير الأفكار.

إذن هي ليست قاعدة، فالاستقرار الفني للاعب أهم كثيرا من الاستقرار الإداري الذي تعتقد فيه إدارة الفريق، وهو ما جعل جورفان فييرا مميزا لدى بعض جماهير الزمالك رغم أنه لم يتوج ببطولات لأنه نجح خلال العام الذي قضاه أن يحتوي اللاعبين ويفصلهم عن أزمات الإدارة.. الأمر الغائب عن لاعبي الأبيض هذا الموسم.

وإيه الضرر في كتر المدربين؟

سأضرب مثالا بعيد عن كرة القدم، إذا كنت مُقصر في عملك وتخطيء بشكل مستمر.. وقام صاحب الشركة بتغيير مديرك المباشر كلما أخطأت أنت. فكّر قليلا، ما شعورك؟

- كثرة تغيير مدربي الزمالك رفع المسؤولية عن اللاعبين تماما، مهما اجتمعت باللاعبين وحاولت تحفيزهم.. اللاعب لا يشعر بأنه مُقصر لأنه فاز مع مدرب آخر. إذن العيب في المدرب –أو هكذا يظن.

أبرز دليل على ذلك هو أن باسم مرسي –الذي لا يشعر مطلقا أنه تغير عن العام الماضي- يستمر في مدح جوزفالدو فيريرا مدربه السابق عبر "إنستجرام" الذي كان معه أحد هدافي الدوري وسجل هدفي الفوز على الأهلي في نهائي كأس مصر.

اللاعبون لا يشعرون بمسؤوليتهم الفنية داخل الملعب، فأصبحت أزمة بعض لاعبي الزمالك أن المدرب هو السبب.

- الضرر الثاني هو أنك ستبدأ من الصفر مع مدرب آخر سيعاني من الأمور التي عانى منها المدرب الحالي، لن تستطيع استقدام رجل أثناء الموسم يمكنه تقديم أفضل مما كان.

فكل مدرب يأتي يحتاج لوقت للتعرف على اللاعبين.. أجواء الكرة المصرية، شخصية مرتضى منصور، المنافسين.

خلاص ماكليش يكمل يعني؟

خيار الزمالك الآن هو استمرار ماكليش حتى مباراة مولودية بجاية، وهو الأمر الذي يضعه تحت ضغط رهيب بخلاف قوة المباراة وسط جماهير الفريق الجزائري.

ومع وضوح الزمالك برغبة النادي في التتويج بالدوري والكأس ودوري أبطال إفريقيا والسوبر وفقا لما صرح به رئيس النادي.

ومع ابتعاد لقب الدوري بثماني نقاط قابلة للزيادة عن الزمالك..

فإن استمرار ماكليش المتعاقد لمدة موسم ونصف الموسم هو القرار الصائب على المدى البعيد، مع ضرورة مراقبة الخطط قصيرة الأجل ومدى تأثيرها على الأهداف المحددة سلفا.

ماكليش أدار سبع مباريات مع الزمالك تعادل واحدة وخسر واحدة.. بالتأكيد ليس مقياسا على بصمات المدرب.

ليس دفاعا عنه فربما تسوء النتائج ويفشل.. لكنك تتبع الخطوات المنطقية للحكم على المدرب، وحتى لا تتكرر السنوات العجاف.

ناقشني عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات