تحليل #ليلة_الأبطال – برشلونة ضد أتليتكو.. سلاح إنريكي لردع أسطول سيميوني

الثلاثاء، 05 أبريل 2016 - 01:09

كتب : محمد البنا

كل محارب يملك سلاحه.. والقائد الذكي هو من يستغل القوة الخاصة التي يملكها لردع المنافس، وعلى ملعب كامب نو هناك معركة جديدة بين برشلونة وأتليتكو مدريد.

لويس إنريكي مدرب برشلونة يستضيف نظيره في أتليتكو دييجو سيميوني في مواجهة حدثت قبل 65 يوما فقط.

وسلط موقع (barcablaugranes) الضوء على المباراة التي انتهت بفوز برشلونة 2-1 على أتليتكو.

ويحلل FilGoal.com ميزة وعيب كلا من خطة إنريكي وسيميوني في مواجهتهما بالدوري الإسباني، وذلك قبل لقائهما مساء الثلاثاء في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

المباراة ستنقسم إلى ثلاثة أقسام..

أولا) ميزة برشلونة

لا تخفى على الجميع، برشلونة يمرر كثيرا في مساحات ضيقة، يعتمد على الدفاع العالي وسرعة استرجاع الكرة مع حرية الثلاثي MSN في الهجوم.

ثانيا) ذكاء سيميوني

يعتمد سيميوني وفريقه على القوة البدنية في الالتحامات واللياقة العالية للاعبي الوسط في تضييق المساحات.

فكيف واجه ميزة برشلونة؟

في الصورة التالية مع ثنائي ارتكاز في الوسط ثابتين (داخل المستطيل) يؤمنان الملعب، ما يمنح فرصة للاعبي وسط أتليتكو بالضغط على أجنحة برشلونة قبل منتصف الملعب.

الضغط المبكر غرضه سرعة استرجاع الكرة وإفساد هجمة برشلونة، وهو ما يظهر مبكرا.

ويظهر ميسي محاطا بأربع لاعبين من أتليتكو وفي أعلى الصورة ستجد التأمين حول إيقاف خوردي ألبا أحد أهم مفاتيح لعب برشلونة.

والذي اعتمد عليه البلوجرانا كثيرا في أكثر من مباراة، على سبيل المثال لقاء برشلونة وريال مدريد في الدور الأول من الدوري الإسباني أثناء الهدف الأول في لقاء انتهى 4-0.

لاحظ ألبا في الصورتين.. الأولى المساحات مغلقة تماما ويظهر تعليمات سيميوني بإلزام قلب الدفاع بترحيل نفسه عدة أمتار ليغلق المساحة على ألبا عندما ينوي التقدم.

أما الثانية ريال مدريد تحت قيادة رافائيل بنيتيث ترك الأمر "سداح مداح" فخسر 4-0.

وكيف رد برشلونة؟

من أجل تجاوز الضغط المبكر، عمل برشلونة على تضييق المساحات والاقتراب من بعضهم البعض لتبادل التمريرات والصعود بالكرة سريعا بسلاستهم المعهودة.

لكن ذكاء سيميوني هو استمراره في الضغط العالي بنفس القوة واستغلال انتعاشة لاعبيه مع بداية المباراة قبل انخفاض معدلات الركض في الملعب.

اقتراب لاعبي برشلونة من بعضهم البعض أدى لسهولة ضغط أتليتكو معا، فانقطعت الكرة مبكرا.. وفجأة!

6 لاعبين من أتليتكو ضد 7 من برشلونة في هذه المساحة الضيقة.

انظر الاعب رقم 1 من أتليتكو مدريد.. هو من استغل عدم رؤية المدافع رقم 1 من برشلونة فانطلق خلفه وسجل الهدف.

ثالثا) سلاح إنريكي

لم يجلس لويس إنريكي دون حراك لتفادي الضغط العالي من لاعبي أتليتكو مدريد، فما هو سلاحه؟

قرر إنريكي أن يستخدم سيرجيو بوسكيتس وطلب منه العودة وسط قلبي الدفاع خافيير ماسكيرانو وجيرارد بيكيه.. والصورة التالية توضح ذلك.

طلب إنريكي فتح الملعب عن طريق خوردي ألبا في اليسار، وداني ألفيش على اليمين.

تلك الخطوة أجبرت أتليتكو على مطاردة الكرة بثنائي مهاجمين مما يخفف الضغط على لاعبي برشلونة في الوسط، ارجع للصورة السابقة لتتأكد من ذلك.

كما منحت حرية للاعبي الوسط في الابتكار والانتقال للأمام وتحولت الطريقة إلى 3-4-3 صريحة.

ولم يخذل بوسكيتس مدربه على هذه الخطوة الذكية بعد قيامه بنسبة تمريرات سليمة وصلت 90 % وقطع ست كرات من تسعة التحامات والتحامين هوائيين من ثلاثة اشترك فيهم.

الأرقام ربما تراها قليلة، لكن لاحظ أنه يواجه فريقا ربما هو الأعنف في أوروبا في الالتحامات والحوارات الثنائية.

هذه الخطوة أعادت برشلونة للمباراة تماما، بداية الهجمة باتت سهلة وساهم في الزيادة العددية جيرارد بيكيه وأصبح أتليتكو في وضعية دفاعية.

هذا ما يحبه برشلونة ويجيد التعامل معه.. وقد كان، استغل وضعيته التي لم يجد لها سيميوني حلا وسجل هدفين خلال ثماني دقائق.

الأول كما ذكرنا مسبقا بصناعة خوردي ألبا أهم مفاتيح لعب برشلونة لاستغلاله الانطلاق السريع من الخلف للأمام.

ومع استمرار وجود بوسكيتس في قلب الثنائي الدفاعي منح الحرية لظهيري برشلونة والأجنحة من التحرر مع تمركز لاعبي أتليتكو بعد فشل خطة سيميوني.

وها هو ألفيش يصنع الثاني بكل ارتياحية لسواريز.

هذه هي النهاية، فاز برشلونة قبل أكثر من شهرين بقليل على أتليتكو مدريد 2-1.. لكن في مراحل دور المجموعات هذه النتيجة خادعة.

سلاح إنريكي باستغلال بوسكيتس ومنح الحرية للظهيرين والأجنحة ربما درسها سيميوني أملا في عدم تكرار هزيمة الدوري الذي اقترب من برشلونة.

فهل يبتكر له حلا في مواجهتهما بدوري الأبطال؟

التعليقات