تحليل #في_الكلاسيكو بالصور – زيدان.. هل تتذكر خطأ مدربك ضد برشلونة؟ لا تكرره

السبت، 02 أبريل 2016 - 02:00

كتب : محمد البنا

19 نوفمبر 2005 هو تاريخ لن ينساه زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد. النجم الفرنسي وزملائه خسروا أمام برشلونة بثلاثية في مباراة وقف فيها جمهور "سنتياجو برنابيو" لتحية الساحر رونالدينيو على أدائه.

ريال مدريد تحت قيادة فاندريلي لوكسومبورج خاض الكلاسيكو بتشكيل يغلب عليه الطابع الهجومي، سقط بثلاثية نظيفة.

ما علاقة هذا بكلاسيكو السبت الذي يجمع الفريقين في كامب نو الثامنة والنصف مساء بتوقيت القاهرة؟ هذا ما يحلله تقرير عبر موقع (barcablaugranes)

زيدان سيقود ريال مدريد في أول كلاسيكو له كمدرب.. اللاعب الأسطورة يخوض مباراته رقم 15 كمدير فني ضد برشلونة، فاز في 11 مباراة وتعادل أثنين وخسر واحدة كانت أمام أتليتكو مدريد.

التشابه

في كلاسيكو زيدان الأول كلاعب، خاض ريال مدريد تشكيل فريقه مكون من كاسياس، سالجادو، راموس، هيليجيرا، روبرتو كارلوس، بابلو جارسيا (بابتيستا)، بيكام، زيدان، راؤول (جوتي)، روبينيو ورونالدو.

الأسماء يغلب عليها الطابع الهجومي.. ولم لا والميرنجي يلعب على ملعبه، لكنه سقط بثلاثية قاسية لبرشلونة وبسهولة.

ربما هذه المباراة لن تمحى من ذاكرة زيدان كونها الكلاسيكو الأول له.

التشكيل يضم أسماء هجومية كثيرة تتشابه إلى حد كبير مع النجوم الموجودة في صفوف ريال مدريد في الوقت الحالي ليس في القدرات ولكن في أسلوب اللعب.

فمارسيلو وداني كاربخال يتشابهان مع كارلوس وسالجادو، توني كروس يشبه بيكام في إجادته إرسال التمريرات الطويلة والقصيرة بإتقان دون وجود قدرة دفاعية أو القيام بدور لاعب وسط box-to-box.

جيمس رودريجيز وإيسكو يتشابهان في النزعة الهجومية التي كانت عند زيدان.. يقومون بأدوار المركز رقم 10 أفضل من 6 أو 8.

كما أن الهجوم الذي ضم رونالدو وروبينيو لم يكن في أشد توهجه خلال المباراة مثلما هو الحال لـBBC حاليا، رغم أن الثلاثي يحطم العديد من الأرقام. لكن تظل قوة MSN الهجومية لبرشلونة في مرتبة أقوى.

الأخطاء

المباراة الوحيدة التي خسرها زيدان كانت أمام أتليتكو مدريد.. لعبها على ملعبه بالثنائي لوكا مودريتش وتوني كروس.

في تلك اللقطة في وقت مبكر من الشوط الثاني يحاول ريال مدريد الخروج من الضغط العالي الذي قام به دييجو سيميوني.

خطأ في التمرير جعل أتليتكو مدريد يستحوذ على الكرة قبل منتصف الملعب، وتظهر الصورة التالية تمركز اللاعبين والمساحة خلف مودريتش وأمام خط دفاع ريال مدريد.

أتليتكو مدريد بدأ هذه المباراة بالثنائي الارتكاز جابي الذي يتمركز جيدا للضغط على إيسكو بينما أوجوستو فرنانديز يغلق زوايا التمرير ويترقب.. التفاهم واضح بينهما.

كما يظهر بطء الدفاع في تضييق المساحة خلف وسط الملعب، مع إهمال وتجاهل الجبهة اليسرى لأتليتكو مدريد تماما.

في تلك الصورة قطعت الكرة مودريتش وهنا عدة ملاحظات.. السهم الأحمر يشير ماذا حدث بعد ذلك، والسهم الأبيض يدل على ما كان على ريال مدريد فعله.

انطلق على اليسار فيليبي لويس وذهب أنطونيو جريزمان إلى العمق، ومازال كروس يراقب الموقف دون تدخل.. دانيللو يشاهد مثلنا تماما، بطء في ترحيل الدفاع من قبل فاران وراموس إلى اليسار.

انتقلت الهجمة سريعا ولم يحدث أي شيء من المفترض أن يفعله لاعبي ريال مدريد.

في تلك اللقطة يظهر كارباخال تاركا موقعه تماما لانطلاقة لويس صانع الهدف لجريزمان. بينما كروس ودانيللو خارج اللعبة تماما، أما مودريتش الذي قطعت منه الكرة في أقصى يسار الشاشة.

قبل أن يخرج مودريتش من الكادر تماما، وصدق أو لا تصدق.. ثلاثة لاعبين من ريال مدريد مقابل أربعة داخل منطقة جزاء الملكي.

تلك اللقطة تجعلك تنظر للصورة الأولى، ستة لاعبين خلف الكرة، فجأة أصبحوا ثلاثة مقابل أربعة لأتليتكو.

فلم يجد جريزمان صعوبة لتسجيل هدف فوز فريقه.

هذا المشهد يتكرر كثيرا وتلقائيا من هجوم برشلونة بسهولة.. وقد حدث بالفعل في لقاء الدور الأول تحت قيادة رافاييل بنيتيث.

انظر للمثال التالي في الهدف الرابع لبرشلونة ضد ريال مدريد في لقاء الدور الأول..

تظهر فجوة كبيرة دائما في وسط ريال مدريد عندما يفقد الكرة، وكاربخال يترك جبهته تماما للقادم من الخلف، وسط مشاهدة من مودريتش وكروس دون ضغط لأنهما ليسا بلاعبي ارتكاز.

الآن أمام ميسي أكثر من اختيار وجميعهم سيشكل خطورة على ريال مدريد سواء بالتمرير لنيمار أو ألبا على الجبهة اليسرى.

بوسكيتس Vs مودريتش

الفارق بين صانع الألعاب ولاعب الوسط الارتكاز (Holding midfielder) الأول لديه نوع من المغامرة في التمريرات الأمامية، لا يجيد الضغط.

على عكس الارتكاز الذي لديه أولوية عن زملائه في الضغط على المنافس ويضمن نقل الكرة لأقرب زميل بشكل سليم.

وهنا تظهر الفجوة في أداء ريال مدريد عن برشلونة، فالأول يعتمد على مودريتش الذي هو في الأساس صانع ألعب مع كروس في الضغط وكلاهما لا يعلم من له الأولوية في التحرك نحو المنافس.

بينما بوسكيتس لديه القدرة على الضغط بشكل سليم دون ارتكاب أخطاء ونقل الكرة لأقرب زميل لبدء هجمة برشلونة بشكل فعال، هذا بالطبع مع الضغط العالي الذي ينفذه كل مدربي البلوجرانا ويسهل من استرجاع الكرة سريعا.

صناع الألعاب بشكل عام لديهم دائما الإيمان بقدرتهم على اتخاذ قرارات جريئة في التمرير، مما يجعلها أكثر خطورة وهو ما حدث مع مودريتش في هدف أتليتكو مدريد.

مودريتش لا يصلح لأن يكون (holding midfielder).. لماذا؟ انظر معي

أمام فياريال في هذه اللقطة تلقى مودريتش كرة، المنطق يقول أن الكرواتي ينقل اللعب للأمام أو يعيدها من حيث جاءت.

لكن المشهد تطور سريعا وانقطعت الكرة من مودريتش الذي أراد اتخاذ القرار الأصعب والأكثر خطورة فانتقلت هجمة عكسية إلى فياريال.

وتطور الأمر لأكثر من ذلك بأن أصبح لاعبا واحدا من ريال مدريد خلف الكرة وثنائي لفياريال يهاجمان في مشهد خطير.

ملحوظة جانبية: انظر إلى مارسيلو بين الصورتين، أين موقعه مع انقطاع الكرة وبعد الهجمة.. تقريبا لم يتحرك وهو ما يدل على النزعة الدفاعية الضعيفة لمارسيلو، الذي كما ذكرنا يغلب عليه الطابع الهجومي مثل روبرتو كارلوس مع اختلاف الجودة.

الشاهد أن لمسة واحدة خاطئة أدت إلى هجمة عكسية في منتهى الخطورة.. ماذا لو كانت تمريرة سليمة سهلة لأقرب زميل؟ هذه من خصائص لاعب الارتكاز.

بوسكيتس

سيرجيو بوسكيتس واحدا من أفضل لاعبي العالم في نقل الكرة السهلة المضمونة بشكل إيجابي.

في الكلاسيكو بالدور الأول وفي الهدف الأول، لاحظ مشهد يشرح المطلوب تماما من زيدان في مباراة السبت لكي يتفادى أقل الأضرار.

مودريتش وكروس يضغطان لكن بعكس التفاهم الذي كان في لقطة هدف أتليتكو مدريد بين جابي وفرنانديز، والمساحة ذاتها خلفهما التي تشبه كثيرا نفس الفجوة، وأيضا ألبا أمامه مساحة طويلة شاسعة.

كان من المفترض أن يضغط مثلا كروس ويترك خلفه مودريتش لتغطيته حتى لا يتلقى زميله سيرجي روبرتو الكرة.

لكن سيرجي كان ذكيا واستغل الفجوة بين الوسط التي تقع خلف مودريتش والدفاع.

لكن ما علاقة لاعب الارتكاز بهذا؟

لاعب الارتكاز الثابت في موقعه يمكنه أن يملأ هذه المساحة بالتحركات خلف ثنائي الوسط، يكون إما له دور التغطية أو الضغط بحسب روؤيته.

وجود كاسيمييرو في خطة زيدان قد يقوم بهذا الدور.

لكن كروس ومودريتش في المواقف الدفاعية يعتمد كلاهما على الآخر أحيانا مما يُنتج فجوة خلفهما.

فكانت هذه النتيجة..

مع ملاحظة أن مارسيلو لا يقوم أيضا بدوره الدفاعي في التغطية ويترك الأمر لقلبي الدفاع، تدخل فاران فقير وراموس خارج اللعبة.. دانيللو يراقب القادم خلفه، واللعبة انتهت بهدف بعد بضعة أخطاء متكررة.

عندما خسر زيدان كلاعب أول كلاسيكو له، كان بسبب رغبة في وضع الأسماء ذات الصبغة الهجومية مما أدى لخسارة ثقيلة لريال مدريد على ملعبه.

الآن لمواجهة برشلونة في أفضل حالاته ولاسيما في توهج الـMSN ومع استمرار أخطاء ريال مدريد سواء مع بنيتيث أو زيدان.. يحتاج الفرنسي إلى لاعب بأدوار مختلفة عن الثنائي كروس ومودريتش.

التعليقات