رحيل كرويف – 6 مشاهد من حياة الهولندي الطائر صنعت الأسطورة

الخميس، 24 مارس 2016 - 18:39

كتب : هشام إسماعيل

أكثر أغنية جعلته يشعر بالقشعريرة في ملاعب الكرة كانت "لن تسير وحدك" التي ينشدها جماهير ليفربول لفريقه، هذه أفضل رسالة وداع للهولندي يوان كرويف الذي بالتأكيد لن يسير وحده في العالم الآخر.

كرويف أسطورة هولندية ليس فقط كلاعب وإنما كمدرب نجح في صنع وتطوير فلسفة كروية أمتعت مليارات من عشاق الكرة على مدار سنوات طويلة.

في حياة أي أسطورة وأيقونة لكرة القدم مشاهد كثيرة صنعت هذا المجد الذي سيفتخر به أبناءه وأجداده حتى أبد الدهر.. كرويف كان ناظرا لمدرسة أنجبت مدربين متميزين.

FilGoal.com يستعرض معكم المشاهد التي صنعت أسطورة يوان كرويف الكروية.

1 – الطفل

مادة فيلمية بالأبيض والأسود تعود للخمسينات، رجل هولندي يدعى مانوس كرويف يصور نجله الصغير يوان وهو يراوغ صديقه الأكبر سنا، موهبة الطفل ظهرت مبكرا كان "الأمهر" من بين أصدقائه يتوقع له الجميع أن يصبح لاعبا كبيرا ربما في أياكس الذي يسكن بجانب استاده.

لكن وفاة والده المفاجئة وهو طفل ربما حولت حياته للأفضل بسبب الصدفة، والدته اضطرت للعمل كعاملة نظافة في أياكس أرينا مما جعله يتردد على الملعب كثيرا ليصبح الجميع هناك يعرفه وينضم للفريق في عمر العاشرة.

2 – دوري الأبطال

مادة فيلمية بالأبيض والأسود أيضا لكن هذه المرة في السبعينات، شاب في أوائل العشرينات هو الأفضل على الساحة الآن.. بيليه تجاوز الـ30 والآن هو عصر كرويف.. هذا الشاب الهولندي قاد أياكس للفوز بدوري أبطال أوروبا عام 1971 والآن العملاق الهولندي تأهل للنهائي أمام إنتر ميلان الذي يسعى للثأر ليوفنتوس وشرف الكرة الإيطالية.

الكرة عندما تأتي تحت قدميه لم يكن يجرؤ أحد أن يحصل عليها حتى فاكيتي أسطورة دفاع إنتر.. المباراة تنتهي بهدفين دون رد سجلهما كرويف ليلامس الذهب مرة أخرى.

3 – كأس العالم

حياة كرويف المهنية مرت بأسوأ لحظاتها بعد خسارة كأس العالم 1974 في النهائي أمام جيرد مولر هذا القصير الألماني النسخة الطيبة من هتلر والذي اشترك معه في حلم السيطرة على العالم مع الفارق أن الأخير نجح في مخططه.

بعد 4 سنوات عاد الحلم من جديد يراود كرويف لكن تفاجأ الجميع، السبب وقتها كان لأسباب سياسية بسبب الحكم العسكري في الأرجنتين وأشياء كهذه قبل أن يخرج الهولندي بعد 30 عاما مفصحا عن السبب الحقيقي وراء الغياب.

عام 1977 عندما كان كرويف لاعبا في برشلونة، اقتحم مسلحون منزله ووجهوا فوهة بندقية صوب رأسه بعد أن قيدوه هو وأسرته قبل أن ينجو من القتل ليظل في حالة سيئة لأشهر بعدها بل ظل يسير في حراسة الشرطة في ذلك الوقت.

هولندا ذهبت بدون كرويف وكانت قريبة من اللقب مجددا لكنها خسرت النهائي أمام أصحاب الأرض بفضل كيمبس الذي سجل هدف المونديال للأرجنتين.. ربما لو كان كرويف موجودا لتغير الأمر وحصدت الطواحين اللقب الأول لهم.

4 – عودة سينمائية

بعد رحلة في إسبانيا وأمريكا عاد كرويف من جديد لبيته الأول والقديم أياكس في عمر الـ34، الجميع هناك في أمستردام كان يتحدث عن الرجل العجوز الذي جاء ليمضي أخر أيامه مع كرة القدم.. وشكك الأغلبية في قدرته على أن يكون كرويف القديم.

بالطبع لن يستطيع أن يكون كرويف القديم بسبب عامل السن، لكن العقل لا يصيبه العجز بنفس سرعة الجسم.. كرويف كان دائما أذكى من الذين حوله.

مباراته الأولى كانت أمام هارليم، الملعب يمتليء لمشاهدة نجمهم السابق يعود للقميص الأبيض والأحمر من جديد لا يهم أنه بات عجوزا لن يستطيع أن يقدم الكثير في الملعب لكنه يظل أسطورة.. لكن هذا لا يرضي كرويف.

في الشوط الأول الكرة معه راوغ لاعبين من هارليم ليصل إلى حدود منطقة الجزاء قبل أن ينظر إلى حارس المرمى ويضع لوب بطريقة ذكية جعلت الهدف يحتفظ به المراهقون عام 2000 على الكمبيوتر الشخصي لهم بعدها بربع قرن.

5 – يلمس السماء

هل سمعت عن فريق الأحلام؟ كثيرون أطلقوا على فريق ذهبي هذا الاسم لكن الحقيقي يعود للذي صنعه يوان كرويف مع برشلونة مطلع التسعينات.. رحلة ذهبية للبلوجرانا مع جيل قدم الكرة الأجمل والأفضل في هذا الوقت تحت قيادة الهولندي الطائر.

4 بطولات دوري متتالية، الفوز بدوري الأبطال لأول مرة في تاريخ برشلونة عام 1992 على حساب سامبدوريا، الكلاسيكو 5-0 والفوز على مانشستر يونايتد 4-0 ونتائج قاسية على عمالة كرة القدم بالتأكيد جعلت كرويف يلمس السماء.

6 – السقوط

في بعض الأحيان يسقط البطل سقوطا مدويا حتى لو كان المشهد الختامي، روكي بالبوا في أفلام هوليوود أو ويليام والاس في التاريخ الإنجليزي القديم سقطوا كذلك سقط كرويف مع برشلونة أمام كابيللو في نهائي دوري الأبطال عام 1994 برباعية نظيفة.

كرويف لم يجد السجائر التي تخلص منها قبل 3 سنوات ليخرج من توتره، لم يجد الدعم من لاعبي برشلونة في ذلك اليوم ولا من الحظ الذي خذله أيضا ليكون مشهد السقوط الأبرز لرحلة الهولندي مع برشلونة التي انتهت عام 1996 لكنه ليس الأخير بالطبع بسبب إرث لا ماسيا العظيم الذي تركه للكاتالونيين.

التعليقات
/articles/257969