مفتاح صفقات مينديش – (12) حكاية انتقال بيبي.. البقاء للأقوى
الخميس، 24 مارس 2016 - 13:31
كتب : محمد الفولي

هناك في كل مساء، كان يتوجه بصحبة أصحابه الأكبر سنا وعمره لا يزال 10 أعوام للعب الكرة، في بعض الأحيان مع أشخاص يبلغون ضعف عمره.
كانت الرمال والضربات القوية والكدمات هي مدرسته في كرة القدم التي تجري في عروقه، لكونه برازيليا قبل أي شيء.
ولد بيبي في كنف عائلة متواضعة ولكن طفولته لم تكن أبدا حزينة، حتى حينما اضطر لابتكار فكرة عمله الخاص لبيع أسماك الزينة والعصافير والدجاج للمساعدة في مصاريف المنزل، خاصة وأن أول مرة حصل فيها على قميص ريال مدريد كانت عن طريق هذا العمل.
الكل لديه أحلام ولكن يحققها من يسعى خلفها. لذا قرر بيبي عبور المحيط الأطلسي والسفر نحو البرتغال ليصل إلى ماديرا في 2001 ليلعب في الفريق الثاني لسبورت ماريتيمو ويشارك معه في ذلك الموسم بـ10 مباريات سجل في إحداها هدفا.
- الاتصال الأول: الوعد
سريعا جذب هذا المدافع قوي البنيان أنظار سرجيو ألفيش مساعد جورجي مينديش وحاول التواصل معه كما يقص بيبي بنفسه الحكاية قائلا: "أخبروني بأنهم يسعون لتمثيلي، ولكن رفضت لأنني لم أكن أحب عالم الوكلاء".
وتابع "كان والدي هو من يتولى مسألة عقودي ولم أكن أثق سوى به، ولكن جورجي اتصل بي وأخبرني بأنه لا يرغب في أن نوقع على أي شيء أو أي عقد. كان يرغب فقط في كلمة مني بأن يدعه يبحث لي عن أندية قد تكون مهتمة بي وهكذا كانت البداية".
يضيف بيبي "بدأت العروض مثل ذلك الذي جاء من سبورتنج وهناك تعرفت على كريستيانو رونالدو ولكن لم يصل الناديان لاتفاق وعدت إلى ماريتيمو. بداية من هذه اللحظة بدأ مينديش في الاعتناء بي. كانت خطوة كبيرة.. جورجي عبقري لأنه قال لي: (ستلعب ثلاث سنوات في ناد صغير وثلاث مثلهم مع أحد كبار البرتغال وبعدها سأنقلك لأحد عمالقة أوروبا) ".
مع مرور الوقت بدأت هذه الوعود تتحقق.
تعاقد بيبي مع بورتو بعدما انبهر بينتو دا كوستا صديق مينديش بمستوى اللاعب"، ثم ظهر اهتمام ريال مدريد بضمه بعد ذلك حيث يقول حول ذلك الأمر: "توجد الكثير من الأشياء الصعبة التي قام بها مينديش من أجلي، المفاوضات من أجل الرحيل للريال كانت أهمها".
- إلى مدريد: سكتة قلبية
في شهر 2007 توجه بيبي مع بورتو لفترة الإعداد في هولندا في الوقت الذي ترك فيه مسألة التفاوض بين أيدي مينديش الأمينة.
كانت الإدارة الرياضية في تلك الفترة تحت امرة كارلوس بوسيرو وبيدياج مياتوفيتش ولكن مسألة مطالبة بورتو بـ30 يورو للتخلي عن اللاعب مثلت المشكلة الرئيسية.
حاول ريال مدريد تخفيض هذا المبلغ دون نجاح ثم وافق ولكن على أن يكون هناك خطة سداد على ستة أقساط، ولكن بينتو دا كوستا كان يصر على أن يكون الدفع فوريا.
ظلت الاتصالات بين الناديين حتى ساعة متأخرة ليلا ثم انتهت دون الوصول لشيء.
في تلك الفترة كان مينديش يسافر جوا لمدينة تورينو الإيطالية مع لاعب آخر هو قلب الدفاع البرتغالي جورجي أندرادي الذي يقص بنفسه "الحقيقة أنني كنت في قمة تركيزي لأنني كنت سأذهب ليوفنتوس، ولكن سألت جورجي عن بيبي وريال مدريد لأنني كنت لم أعرف التفاصيل وبمجرد هبوط الطائرة أجرى مكالمتين وقال: (الأمور انتهت والصفقة أصبحت شبه رسمية).
من جانبه يضيف بيبي "فوجئت بهاتفي يرن. كان مينديش ووجدته يقول لي إنه من المستحيل أن اذهب لريال مدريد وقلت له لا تنطق هذه العبارة يا جورجى وأغلقت الهاتف".
وتابع بيبي "بعدها بدقائق وجدته يتصل مجددا وهو يضحك قائلا (كنت أمزح! يمكنك إخبار عائلتك بأنك وقعت مع الريال!).. اللعنة! شعرت حينها كما لو كنت أصبت بسكتة قلبية".
شعر بيبي بأن مينديش حقق له حلمه ولكن كان لا بد عليه مواجهة عدد من المشاكل التي تتضمن قصصا مضحكة وأخرى محزنها عايشها مينديش مع اللاعب بنفسه كما يفعل دائما.
- اللعنة والملعون والـ30 مليون:
تمثلت المشكلة الأولى في أن الجميع كان ينتقد الصفقة التي كلفت خزائن النادي 30 مليون دولار وهو أكبر مبلغ دفعه ريال مدريد مقابل مدافع، ولكن كان رأي ادارة النادي الذي ساهم مينديش في تثبيته هو أن بيبي لاعب جاء ليبقى 10 سنوات على الأقل.
كان بيبي هو واحد من ضمن محاولات الادارة الرياضية للنادي العديدة للعثور على قلب دفاع قادر بنفس خصائص فرناندو ييرو، حيث سبقه الكثير من المحاولات التي لم تكلل بالنجاح مثل والتر صمويل وجوناثان وودجيت وميتسلدر وفابيو كانافارو ولكنهم جميعا سقطوا في لعنة الفشل مع الملكي بهذا المركز.
يقول بيبي أن أول نصيحة قالها له مينديش "أنا أثق بك والشخص الوحيد القادر على على كسر هذه اللعنة هو أنت. ولكن فلتلتزم بالهدوء وتجتهد بتركيز. تقديم كل ما لديك هو ما سيجعلك تصل".
يضيف اللاعب "حينما سافرت من أمستردام لتورينو حيث كان مينديش ينهي صفقة أندرادي قال لي قبل التوجه لمدريد (لا تخف من كمية الصحفيين التي ستجدها في مطار مدريد) فقلت له (لا أحد يعرفني، ما الذي تقوله؟).
ولكن حينما كنت بصالة الوصول كانت ممتلئة عن آخرها بالصحفيين فتوقفت مندهشا فجذبني جورجى من ذراعي وقال مازحا (هيا! هذا ليس وقت التراجع) وأثناء خروجي وجدت صحفي أمامي ويقول لي (هل تحمل في حقيبتك هذه الـ30 مليون؟)".
طلب بيبي ومينديش بعد ذلك سيارة أجرة من المطار وفي الطريق كان السائق يستمع لأخبار الرياضة وحينها أذاعوا نبأ وصول بيبي ولكن السائق الذي كان لا يعرف أنه معه في نفس السيارة أخذ يهز في رأسه ويسب ويلعن على كمية النقود التي دفعها النادي الملكي في شراء هذا المدافع البرتغالي. كان بيبي يجلس سامعا كل هذا ولكنه لم ينطق ولا كلمة.
- التأقلم والذكرى السيئة:
على أي حال لم يكن تأقلم بيبي على ريال مدريد والمدينة سهلا ولكن كان وكيله يقف بجانبه كما يضيف اللاعب بنفسه "ساعدني كثيرا في التأقلم، وبالأخص خلال الشهور الأولى".
وتابع "ريال مدريد ناد كبير. وقف بجانبي في مسألة شراء المنزل.. عامة جورجي حينما تنتقل لفريق جديد يؤهلك بتقديم كل ما يعرفه بخصوص تاريخه وطريقة عمل الأمور داخله".
توجد في ذاكرة بيبي مباراة منحوتة بسبب واقعة سيئة كان هو بطلها، حينما كان الريال يواجه خيتافي واعتدى البرتغالي على اللاعب كاسكيرو بطريقة وحشية بركله وهو على أرض الملعب.
أثرت هذه الواقعة على اللاعب كثيرا وأوقف بسببها بل وكان هناك شائعات حول أن النادي الملكي سيطرده. كان بيبي محبطا للغاية ولكن مينديش وقف مرة أخرى بجانبه.
يقص اللاعب "بعد ذلك اليوم اتصل بي مينديش وقال لي بطريقة حازمة (عليك التفريق بين الحماس والعنف أخطأت ولم تقم بالأمور بصورة جيدة. الكل معرض للخطأ ولكن عليك الخروج والاعتراف بخطأك والأهم من هذا ألا تكرره)".
يضيف بيبي " قال لي إنه لا داعي لأن أصاب بالذعر بسبب كل ما قيل في الصحافة بخصوص أن النادي سيطردني، بل أن بعض الأندية اتصلت به لمحاولة التعاقد معي ولكنه رفض ولم يعرض علي الأمر حينها بل أخبرني به لاحقا".
نرشح لكم









