كتب : هشام إسماعيل | الأربعاء، 10 فبراير 2016 - 20:09

وللأهلي في زمالك ميدو عبرة

هل الأهلي فريق بطبعه يكترث كثيرا للأداء أكثر من النتيجة؟ هل تاريخيا اهتمام الجماهير كان متوازنا بين النتيجة على لوحة الاستاد وأداء اللاعبين؟

ربما هي دائما أسطورة تداولت أن الأهلي لا يهتم بالأداء أكثر من النتيجة بالتالي هو يلعب على الانتصار حتى لو بأداء قبيح فقط ومن هنا نجح الفريق في أن يبتعد عن الجميع في التتويج بالبطولات.

الحقيقة أن هذه الأسطورة ظالمة قليلا فهي مستوحية من أداء الأهلي الممل بعض الشيء في أغلب حقبة التسعينات فقط وخاصة بالسنوات السبع التي توج خلالها بالدوري والتي جاءت بعد 4 سنوات ربما لم ولن تتكرر مجددا.

الأهلي آنذاك كان فريقا يقدس وجود لاعبين من نوعية أسامة عرابي ومشير حنفي ومحمود أبو الدهب وهادي خشبة مع ظهيرين لديهما نزعة هجومية مثل ياسر ريان وإبراهيم حسن ومهاجمين يسجلون من أنصاف الفرص مثل حسام حسن وفيلكس.

أصحاب المهارات كانوا قليلين للغاية فظهور سيد عبد الحفيظ على سبيل المثال كان طفرة في فريق الأهلي وقتها.

لكن هل كان الأمر ناجحا بدون أداء مقنع؟ الأهلي غاب إفريقيا قبل المقاطعة وبعدها ولم يشكل خطرا على القارة السمراء في الوقت الذي نجح الزمالك في الفوز بدوري الأبطال مرتين وفي مرة منهما شارك بدلا من الأهلي الذي كان بطلا للدوري واعتذر!

...

الأهلي تحت قيادة بيسيرو عادت له نغمة التسعينات خاصة وأنه جاء بعد فترة خسر فيها كل شيء، الفوز هو الأهم الآن لكن الأداء سيتحسن مع الوقت لكنه لم يحدث حتى بعد فترة توقف طويلة.

لم يستطع الفريق أن يجد حلولا كلما تعقدت الأمور وبات واضحا أن الفوز القبيح ما هو إلا مسكن سيزول مفعوله.

الأمر تكرر على الناحية الأخرى مع الزمالك تحت قيادة ميدو الذي نجح في الفوز بأربع مباريات متتالية دون أن يدخل مرماه هدفا واحدا لكن الأداء لم يكن فيه شيء مبشر واحد.

بناء الهجمات، ترابط الخطوط.. وسط الملعب به حلقة مفقودة دائما ومهاجم لا يجد من يمده أخطاء متكررة في الزمالك هدأتها بعض المسكنات بالفوز على إنبي والمصري والداخلية والشرطة.

قبل أن يزول المفعول أيضا أمام سموحة ثم الإسماعيلي وأخيرا الأهلي في نتائج طبيعية لما يقدمه الفريق وهكذا هي كرة القدم في الحقيقة.

أرى شخصيا أن الأهلي هرب من سيناريو مشابه بعد أن قادته الظروف فقط لرحيل بيسيرو وإلا كان سينتهي به الأمر لسقوط مماثل لما حدث للزمالك تحت قيادة ميدو.

الأهلي تحت قيادة بيسيرو كان لا يجيد الخروج بالكرة من الخلف للأمام، يعتمد على الكثافة في وسط الملعب والاعتماد إما على تواضع المنافسين أو مهارات فردية لبعض لاعبيه بلا جمل وبلا شكل واضح.

..

هل زيزو قدم للأهلي حلولا فنية؟ نعم.. الفريق أصبح يجيد خلق مساحات أمامه يجيد الضغط يستطيع أن يسترجع الكرة بسهولة كلما فقدها ولا يترك الفرصة أمام الخصم للعب خلف دفاع بطيء بالتالي تفادى أخطاء كثيرة تكبد بسببها أهدافا مع بيسيرو.

هل هي كافية؟ لا أعتقد ذلك.. مهمة زيزو كانت إعادة الفريق فقط للنقطة التي ينبغي أن ينطلق منها وللأمانة نجح بشكل ممتاز على الصعيدين الفني والانضباطي.

الأهلي قبل 15 سنة كانت طموحاته وطموحات جماهيره تتمثل في الفوز بالدوري والكأس إن أمكن، أما التتويج بإفريقيا سيكون أمرا رائعا لو حدث.

قبل أن ينجح في وضع سقف أعلى بعدها بسنوات لتصبح بطولة إفريقيا هدفا رئيسيا لا غنى عنه ومن ثم التركيز على الوصول لبطولة العالم للأندية والحصول على مركز جيد.

أعتقد أن الأهلي عليه أن يتجه لمدرب يعي جيدا أن هذه هي الأهداف التي يجب أن يحققها فهو سيدرب فريقا يتصدر بفارق 7 نقاط في نهاية الدور الأول ولديه قائمة مكتملة، لا يخرج بتصريحات مثل "نحن نمر بمرحلة انتقالية ونحاول بناء الفريق إلخ إلخ إلخ".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات