كتب : محمد خليفة | الخميس، 21 يناير 2016 - 19:54

تحليل زمالكاوي - "تابلوه" مصطفي فتحي ينقذ ميدو في رحلة البحث عن الخط الرابع

بهدف أتى ليعيش في الذاكرة البيضاء ولن يخرج منها لجماله ولتوقيته ولقيمته انتزع زمالك ميدو فوزه الرابع على التوالي على حساب مصري حسام حسن.

نعتذر في البداية عن عدم الانتظام في تحليل المباريات السابقة للزمالك.. ولعل الأداء الذي ظهر فيها قد يكون شفيعا لنا.

الكهرباء لم تنقطع ولكن لم يضيء الزمالك

بدأ ميدو اللقاء بطريقة الزمالك المفضلة منذ رحيل جوزفالدو فيريرا 4-2-3-1، ولكن ميدو غير التكتيك بالاعتماد على كهربا كرأس حربة صريح ليلعب الثلاثي شيكابالا وحمودي وحفني أمام طارق وعبد الخالق.

بينما كانت خيارات الشناوي وجابر وعلي جبر ودويدار وطلبة هي الخيارات الأقرب للمنطق.

البحث عن الخط الرابع

لماذا كهربا؟

قبل الإجابة عن سؤال كهربا علينا أولا أن نجيب عن السؤال لماذا حمودي؟ ومن قبله لماذا اختار ميدو وقاتل على ضم صلاح ريكو ولماذا مستقبلا سيعطي ميدو مساحة لمحمد إبراهيم؟

يبحث ميدو بدأب عن خط رابع للفريق يلعب بين الوسط والهجوم. وصفقة ريكو تمثل له أهمية كبري لأن لاعب وسط الشرطة يتحرك ويتسلم في المنطقة الشاغرة في الزمالك بين الوسط والهجوم معطيا خط رابع للفريق.

لذا يحاول ميدو إعطاء مساحة لحمودي لأنه يدرك أن الثنائي شيكابالا وحفني في حالة بدنية لا تسمح لهم بالركض بمعدلات كبيرة لملء المنطقة بين الوسط والثلث الأخير كما يفعل عبد الله السعيد مثلا في الأهلي بمساندة غالي وصالح جمعة.

اختيار حمودي والرهان عليه مع عدم قدرة ميدو على استبعاد حفني وشيكابالا لثقته في قدراتهم الفردية أجبر ميدو على استخدام كهربا كرأس حربة خاصة أنه أيضا يمتلك قدرات فردية تجعله محلا للرهان.

هل فشل كهربا؟

يتبادر للذهن مع مشاهدة الشوط الأول أن كهربا فشل في مهمته كرأس حربة لكن بالرجوع للخيارات السابقة لميدو ففشل حمودي ولم يفشل كهربا.

فكهربا كمهاجم وحيد ذهب بانفراد صريح وسدد كرة أخرى بيساره بجوار القائم واستلم في قلب دفاع المصري أكثر من مرة لكن غابت الخطورة عن الزمالك لفشل حمودي مع إبراهيم عبد الخالق في خلق خط رابع فوق طارق حامد.

عقم الزمالك هل هو مسألة فردية؟

الشوط الأول كان يشبه مباراة بين اسكتلندا وايرلندا في الثمانينات قبل أن يكفر الإنجليز بكرتهم التقليدية حيث اعتمد الفريقان على تعليق الكرة ولعب كرات طويلة.

المؤسف أن الزمالك لم يدخل بتلك الاستراتيجية ولم تكن تلك تعليمات مدرب الزمالك، فميدو أدرك أنه بلا رأس حربة طويل. فكانت التعليمات للشناوي وجبر ودويدار بمحاول البناء من الخلف للأمام لكن التعليمات وحدها لا تكفي.

ميدو الذي يجيد إعطاء التعليمات وإجراء التغييرات ما زال ينقصه تعليم لاعبيه التطبيق، وهناك فرق بين لعب كرة سريعة وكان هو المطلوب، وبين لعب كرات طويلة هدية لمدافعي الخصوم .

فشل جبر ودويدار بمساعدة طارق وعبد الخالق بالخروج أكثر من مرة بالكرة عند التعرض لضغط أحمد رؤوف مهاجم المصري، حاول اللاعبون ولكن كان يتم الهروب للكرات الطويلة عند الارتباك الذي كان السمة السائدة.

تعشم الجميع في عبد الخالق لدور اكبر مما يعطيه. لكنه لم يلبي النداء.

الشوط الأول خاصة، شهد أداء كارثيا لعبد الخالق وإن تحسن في الشوط الثاني خاصة مع ميل طارق حامد لمساندة طلبة وملء عبد الخالق لمنطقة الوسط.

بجانب أن شيكابالا وحفني ليست لديهما ثقافة اختراق منطقة الجزاء ويفضلون اللعب خارجها لذا لم يصلح مثلا كهربا كمخلب قط يتيح مساحات لشيكا وحفني.

أوراق ميدو التي أنهت اللقاء

من ضمن أهم المزايا التي يمتلكها الزمالك هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي هو تعدد أوراق الزمالك الهجومية فالزمالك الذي كانت أهم صفقاته كهربا وشيكابالا وحمودي ومحمد ابراهيم كلهم يلعبون في الوسط الهجومي لذا تأتي تغييرات الزمالك في المراكز الهجومية. وتبقي احتمالات أن ينهيها أحدهم احتمالية عالية، فبالتأكيد واحد من ستة مهاريين سيكون في يومه وسيحالفه التوفيق.

باسم واللعب بثنائي هجومي

يمتلك ميدو شخصية تميل للمغامرة.. وهي شخصية تتناسب مع شخصية الزمالك فتغيير باسم بدلا من حمودي لم يتبعه بعودة كهربا للوسط بل ظل كهربا كراس حربة ثاني مع باسم ونرى ذلك بوضوح في الكرة التي فشل كهربا في ترويضها من عرضية طلبة.

وقدم طارق حامد لقاء مميزا وساعد ميدو في الشوط الثاني في نقل الكرة سريعا على أطراف المصري لاستغلال المساحات الشاغرة وراء طرفي المصري.

هدية حسام حسن

نزول مصطفي فتحي زاد من ضغط الزمالك على أحمد أيمن منصور فأخرجه حسام حسن ودفع بالعجوز في قلب منتصف الملعب ليحصل الزمالك على مساحة هائلة في يمين منطقة جزاء المصري كاد فتحي أن يهز منها الشباك من تمريرة هائلة لشيكا قبل تغيره بمحمد ابراهيم.

محمد ابراهيم لاعب المباريات القادمة

بعد فشل ضم ريكو وبعد الأداء الخجول لحمودي الذي أصبح أبرز انجازاته لجمهور الزمالك أنه لم يذهب للأهلي فمن المتوقع أن يحصل محمد إبراهيم على مساحة أكبر في المباريات القادمة. لعل ميدو يجد فيه الضالة للعب بين الخطوط والظهور لطارق وعبد الخالق للاستلام منهم والتسليم للثلاثي الهجومي.

مصطفي فتحي بعد أن أهان العجوز فور نزوله في الدقيقة 80 جعل العجوز يهرب من الضغط عليه في كرة الهدف في الدقيقة 83 ليبدأ فتحي الهجمة وينهيها بتابلوه رسمه معه كهربا ومحمد ابراهيم وباسم مرسي.

انقاذ في روعة الهدف

مثل روعة هدف مصطفي فتحي كان انقاذ جبر بقدمه فوق راس أحمد رؤوف في كرة اغمض الزملكاوية اعينهم لتخيلهم الكرة في الشباك.

من المؤسف أن سنوات كثيرة ضاعت على علي جبر قبل أن يجد فيه الزمالك ضالته الدفاعية متأخرا بعد ان ضاعت حتى آخر فرص لتطوير مهارات التسليم وكذلك المشاركة بفاعلية في الكرات الثابتة هجوميا لربما حصل الزمالك على المدافع المتكامل في تاريخه.

كلمات سريعة

- كلمات حازم إمام على قناة الحياة لا تقل عن أجمل هدف سجله الإمبراطور في حياته. حازم قيمة كبيرة جدا لجماهير الزمالك. وإحساس جماهير الزمالك أن رهانهم على فتاهم الأول في محلة دائما يزيدهم سعادة.

- تصريحات حسام وإبراهيم المتوددة للأحمر والتي تحمل عداء باردا للزمالك أمر مريح لمن عاش كل تفاصيل التسعينات مثلي. فعودة الأشياء لأصولها هو المصير دائما وكما قالوا أنه يمكنك السير مع الذئاب ولكن عليك أن تبق فأسك جاهزا طوال الوقت. سرنا وقضينا وطرنا منهما وعلينا الآن استخدام الفأس وقطع رأس الذئبين من الزمالك إلي الأبد.

التعليقات