كتب : أحمد عفيفي | الثلاثاء، 19 يناير 2016 - 15:35

بلوج عفيفي - بيسيرو.. كان سينجح

أسهل ما يمكن تخيله بعد قراءة العنوان أنها محاولة من زملكاوي لإفساد فرحة السواد الأعظم من جماهير الأهلي برحيل مدرب يعتقدونه فاشلا ولكن لحسن الحظ فالسوشيال ميديا تحتفظ بوجهة نظرك السابقة بتواريخها لتنفي بنفسها عنك تلك الاتهامات.

كتبت في نفس المساحة من قبل مع بدايات تولي فتحي مبروك الإدارة الفنية للأهلي مقالا بعنوان "مبروك لن ينجح". لم أكن ساعياً وقتها أيضاً لإفساد فرحة نتائج البدايات الجميلة لمبروك بل سردت مبررات كنت موفقاً إلى حد كبير فيها واليوم أسرد مبررات ايضا لأن الرأي - أي رأي - بلا مبررات لا يستحق عناء القراءة او الاهتمام.

اقرأ مقال فتحي مبروك بالضغط هنا..

هل فشل بيسيرو؟

- رقمياً.. الفوز في 8 مباريات والتعادل في مباراتين والخسارة في مثليهما لا يعتبر فشلاً بأي حال من الأحوال اذا وضعنا في الاعتبار أن دوري اليوم ليس دوري 2005..

الفوارق في مستويات اللاعبين المتزامن مع ظهور كوادر تدريبية شابه تقدم كرة قدم حديثة متطورة شجاعة تهاجم الزمالك والأهلي وتسعى أمامهما للـ3 نقاط ولو على ملعبيهما جعل الدوري مختلفا مما يجعل نتائج بيسيرو الرقمية في بداياته ليست فشلاً.. من وجهة نظري على الأقل.

- فنياً.. يقدم الأهلي مع بيسيرو أداء فنياً متصاعداً مباراة بعد الأخرى..

انظر لمعدل استحواذ الأهلي آخر 3 مباريات.. انظر لقدرته الفنية والبدنية على حصار أي خصم داخل آخر 30 مترا من أي مباراة بلا اي فرصة للمرتدات مما يعتبر حلاً للسؤال التعجيزي الأزلي كيف تفتح خطوطك ولا تتعرض لخطورة؟ والذي بدأ بيسيرو في الإجابة عليه بالفعل مستعيناً بمستوى مبهر في التمريرات الدقيقة السريعة المتنوعة بطول وعرض الملعب مما يهلك الخصم..

انظر لعرض الملعب المفتوح طول الوقت وتحركات الجناح للداخل بالتزامن مع انطلاقات ظهير الطرف للأمام في نفس الوقت التي تلعب فيه اتمريرة العالية للظهير الطرف المنطلق في المساحة والتي تتكرر في اغلب الهجمات بشكل طور دينامكية كرة الأهلي بفتح زوايا التمرير في وسط ملعب الخصم طول الوقت مما يجعل من التحكم بالرتم امام هجوم الأهلي امراً مستحيلاً..

وصل الأهلي بالفعل لمستوى مبهر من التحرك الدائم بدون كرة بين خطوط الخصم مما جعل الاستحواذ الدائم والخطير على الكرة قضية محسومة.

تسألني الآن وما فائدة الاستحواذ دون تسجيل أهداف؟ هذا السؤال يوجه للمهاجمين لا لبيسيرو فدور المدرب خلق جماعية دفاعية تصعب من الوصول لحارس مرماك وهجومية تسهل من الوصول لحارس الخصم..

أما صد الكرات فمسؤولية الحارس وأما تسجيل الأهداف مسؤولية المهاجم.. المدرب لن يصد او يسجل بنفسه.

- قناعات فنية.. تلك هي المنطقة الشائكة الوحيدة من وجهة نظري في تقييم بيسيرو.

عن نفسي لا أعتبر عدم الاقتناع بأحمد الشيخ ومحمد حمدي زكي أمراً خطيراً للدرجة التي تتناول بها بعض الجماهير الأمر فحتى وإن برز كليهما في ناديه السابق فأكم من لاعبين برزوا في ناد صغير ثم ابتلعتهم ضغوط قميص ناد اكبر..

قد يكون بيسيرو مخطئاً في تلك النقطة وقد لا يكون، أي انها من وجهة نظري ليست محسومة بل سيجيب عليها اللاعبين بنفسهم بعد اعطائهما فرصتيهما.. أما علامة الاستفهام الحقيقية كانت في الاستبعاد الدائم لجون انطوي حتى في غياب ايفونا وفي ظل عدم تقديم اي من مهاجمي الفريق لمستوى يجعل من الزهد في انطوي منطقياً.

على العموم لن احاول إقناعك بوجهة نظري في نقطة القناعات..

لنعتبر ان قناعات الرجل في اللاعبين محل شك ولكن اسأل نفسك: كم لاعب في حياتك ظننته جيداً ولم يكن؟ كم لاعب ظننته سيئاً ولم يكن؟

مسألة القناعات شائكة ومربكة ولا يوجد بها إجابات حاسمة الا بمرور الوقت ثم ما هي الأولوية اصلا بالنسبه لك شكل قوي متماسك للفريق دفاعاً وهجوماً يؤمن لك التفوق الفني على الخصوم أم أن يدفع المدرب بقناعاتك الشخصية بالتشكيل الأساسي وتكون باقي قناعاتك هي البدائل الأولى في التغييرات؟

تجربة شخصية.. كنت أقتنع بجيم باتشيكو جداً.. لم يكن يشرك مصطفى فتحي ابداً.. كان يغيظني الأمر بشدة ولكني واصلت الدفاع عنه لأن ما قدمه باتشيكو فنياً لفريق الزمالك ككل أمن للفريق تفوقاً فنياً في اكثر من 90% من المباريات وهو ما اعتبرته أهم.

وجهة نظري ان بيسيرو أمن للأهلي اهم ما يمكن ان يؤمنه اي مدرب .. كرة قدم قوية جماعية متماسكة وهي السبب الأكبر في نجاح مانويل جوزيه الذي كان يقدم كرة قدم أعلى كثيراً من الخصم فيبدأ كل مباراة بأفضلية فنية تعفيه من تفاصيل كثيرة

ملحوظة

لم أدعم وجهة نظري بالحديث عن ترشيح الرجل لقيادة بورتو ولا بأمثلة سابقه لمدربين ارتقوا بمستوى فرقهم الفنية وخانتهم النتائج في البداية (هذا ان اعتبرنا نتائج بيسيرو سيئة) ثم انتصر المنطق في النهاية.

بناء على ما سبق أرى من وجهة نظري التي قد تخطيء او تصيب ان بيسيرو كان سينجح بل كان قد بدأ بالفعل في النجاح و رحيله يعود بالأهلي الآن للمربع صفر.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر..

اضغط هنا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات