أغرب القصص الكروية (7) - حارس الأرجنتين الذي اعتزل في سنوات مجده لاعتقاده أن العالم سينتهي

الأربعاء، 30 ديسمبر 2015 - 14:52

كتب : هشام إسماعيل

هل تتذكرون هذا الرجل؟ الأرجنتيني كارلوس روا حارس منتخب التانجو في كأس العالم 1998 الذي قاد بلاده للصعود لدور الـ8 بركلات الترجيح أمام إنجلترا.

كارلوس روا كان حارسا ليس كبيرا في السن آنذاك يبلغ من العمر 29 وهو ربما العمر الذي يبدأ فيه الكثير من الحراس الوصول لأعلى المستويات في مسيرتهم.

نترك الأرجنتيني روا جانبا، هل تتذكرون الهوس الذي أصاب العالم بعام 2000؟، مع اقتراب الألفية الثالثة ومنذ بداية القرن التاسع عشر وبدأ الناس يرسمون أشكالا وتخيلات غريبة لهذا العام.

صحفي أمريكي يدعى توماس أندرسون عام 1900 تخيل مثلا أن سكان مدينته بوسطن في 2000 سيقودون سيارات تطير، الرسام الفرنسي فيلمارد توقع أن يطير رجال الإطفاء مثل باتمان وبضغطة زر ستسطيع النساء أن تضع مستحضرات التجميل وأن يقص الرجال شعرهم بالطريقة ذاتها.

ومع مرور الوقت ازداد الهوس بعام 2000 وكيف سيصبح شكل العالم في هذا العام.. حتى اقتربت وأصبحت أكبر مشكلة تواجه العالم قبل عام 2000 هي "الصفرين"، وكيف تتحول أجهزة الكمبيوتر من 99 لعام 2000 والتي قد تعطل العديد من الأجهزة التي تعمل في الطيران مثلا وغيرها من القطاعات شديدة الحساسية لكنها مرت بسلام.

في العالم الموازي كان هناك الحارس الأرجنتيني كارلوس روا الذي كان يؤمن بأن نهاية العالم اقتربت وأنه في عام 2000 تحديدا سيكون العالم شاهدا على موجة من الحروب والفقر والجوع إلخ..

عام 1999 كرويا بالنسبة لروا كان عظيما، كان يلعب في صفوف ريال مايوركا الذي وصل معه لنهائي كأس الكؤوس الأوروبية في نسختها الأخيرة قبل أن يخسره أمام لاتسيو وبعد موسم واحد فقط من الفوز بلقب أفضل حارس في الليجا واللعب أساسي في المونديال.

انتهى الموسم ودخلنا صيف 1999 ورفض روا التجديد أو مناقشة عقد جديد مع مايوركا لاعتقاده بأن العالم سينتهي بعد أشهر قليلة فقط.

وقال روا آنذاك في تصريحات أبرزتها شبكة بي بي سي "العام 2000 سيكون صعبا، ستندلع حربا وسينتشر الجوع والفقر ومرض الطاعون وكذلك الفيضانات".

وأضاف "أؤكد لكم أن أي شخص لا يتقرب إلى الله سيعاني من مشاكل عديدة".

روا كان من الادفنتست أو السبتيون وهم طائفة بروتستانتية تتفرغ فقط للخدمة في الكنيسة والأعمال الخيرية، حتى أنه توقف عن أكل اللحوم.

بعد أشهر قليلة اكتشف روا أن عام 2000 ما هو إلا عام عادي مثل 2008 أو 1995 ليعود مجددا إلى كرة القدم مع مايوركا لكنه فشل في أن يلعب أساسيا بعد أن فقد الكثير من مستواه لينتقل إلى ألباسيتي.

عاد من جديد روا ليقدم مستويات طيبة جعلته يختبر في أرسنال لكن ابتعاده عن منتخب الأرجنتين وعدم امتلاكه لجواز أوروبي منح ألمونيا الأفضلية عليه ليصبح البديل لينز ليمان آنذاك.

ما بين الإصابة بسرطان الخصية والعلاج والعودة لبلاده انتهت مسيرة روا كحارس كان من الممكن أن يصبح ضمن الأفضل في العالم لولا الهوس بعام 2000.

التعليقات