كتب : أحمد نجيب | الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015 - 21:25

كيف يمكن أن يفوز ليفربول بالدوري؟ (3)

"هذا المقال مع جزئيه السابقين واقعي حقيقي وأي تشابه بينه وما يحدث في الدوري الإنجليزي ليس من محض خيال الكاتب ولا عشاق ليفربول في كل مكان فحق الحلم مكفول للجميع"..

سلسلة المقالات تلك وإن أثارت الكثير من اللغط حول مدي مشروعية وواقعية موضوعها فيما يخص ليفربول تحديداً لكن إلقاء نظرة محايدة علي المضمون سيجعل من السهل علي قاريء تلك السطور اعتبارها سرداً عاماً عن كيفية ومقومات فوز أي فريق بصرف النظر عن اسمه بلقب الدوري الإنجليزي..

تُنشر سطور هذه الحلقة بعد انتهاء الجولة 16 والتي تعادل فيها ليفربول داخل ملعبه مع وست برومتش ألبيون ليفقد الريدز نقطتين جديدتين ربما سيجعلانه مكتفياً بالمنافسة علي المقاعد المؤهلة لدوري الأبطال فقط لا غير..

فقدان خمس نقاط توالياً وإن أثَرَ علي حلم اللقب الذي يبدو منذ البداية بعيداً وغير واقعي إلا أنه لم يبتعد بالفريق عن مكانته فيما بين كبار فرق المسابقة..

--

كنا قد توقفنا في المرة السابقة عند المقارنة بين كبار فرق البطولة الإنجليزية من عدة جوانب.. يتبقي الاعتبار الأهم في تلك المقارنة وهو متوسط أسعار العناصر الأساسية داخل الفريق.. فهؤلاء هم اللاعبون القادرون علي صنع الفارق واستكمال مسيرة فريقهم لنهايتها..

تبقي الإشارة أن الأشكال التوضيحية اللاحقة تتناول حقائق أسعار اللاعبين منذ انطلاق عهد الدوري في أوائل تسعينيات القرن الماضي.. بالتالي متوسط الأسعار المبين أدناه بحساب معدل التضخم السنوي في الاعتبار..

يعد تواجد الروسي رومان أبراموڤيتش مالك تشيلسي الحالي خطاً فاصلاً في تاريخ البريميرليج.. مرحلة ما قبل أبراموڤيتش لم تشهد تلك الفروق الواضحة بين كبار المسابقة وإن كان أكثرهم إنفاقاً هو من يفوز في النهاية بأغلبية الألقاب مثل مانشستر يونايتد، بلاكبيرن، وأرسنال..

كذلك يقف كل من ليفربول، نيوكاسل، توتنام، وحتي تشيلسي (كلاوديو رانييري) في الجانب الاخر بسبب الميزانيات الأقل ولكن لا توجد تلك الفروق الصارخة وتبقي المنافسة والفوز في إمكان الجميع..

مرحلة ما بعد تواجد أبراموڤيتش شهدت العديد من المتغيرات يأتي أهمها في تولي جوزيه مورينيو المسؤولية الفنية للفريق الأزرق وارتفاع سقف الإنفاق السنوي لأرقام غير مسبوقة..

المتغير السابق ساهم في تغير تركيبة الفريق الفائز باللقب حيث أصبحت المنافسة علي اللقب حكراً بين فريقين فقط لاغير أحدهما هو تشيلسي بكل تأكيد والآخر مانشستر يونايتد أو أرسنال علي حسب أيهما أكثر انفاقاً في ذلك الموسم..

أرسنال لم يستمر طويلاً في الصورة لاتجاه أولويات إنفاقه نحو إنشاء ملعبه الجديد فيما ظل مانشستر يونايتد مناوشاً لتشيلسي من بعيد مثلما يوضح الشكل التالي.. تلك التركيبة الثنائية استمرت لعدة سنوات قبل دخول مانشستر سيتي لحلبة المنافسة..

من الجدير بالذكر أنه في تلك الحقبة الزمنية من المنافسة الثنائية في موسم 2006/07 الذي فاز به مانشستر يونايتد باللقب بات تشيلسي تلقائياً هو أغلي فريق لم يفز بالبطولة في تاريخها..

يبدو أنه كان علي الملياردير الروسي أن يُعيد الكَرّة في الموسم التالي وينفق أكثر علي قائمة لاعبيه.. فإن حقق اللقب كان له ما أراد وإن لم يفعل بات أغلي من الفريق الأغلي في تاريخ البطولة الذي لم يحقق اللقب..

الشكل السابق يوضح أن مانشستر سيتي أنفق ما يقارب متوسطه 300 مليون جنيه إسترليني حتي يحصل علي لقبه الأول.. انضمام فريق الجانب الأزرق من مدينة مانشستر لفرق النخبة في البطولة الإنجليزية جاء علي حساب الفريق الأكثر تتويجاً حتي تلك اللحظة ليفربول..

ليس ذلك فحسب. سيتي شَكَلَ مع يونايتد وتشيلسي أعضاء مثلث اللقب في البريميرليج وبات المركز الرابع شكلياً عند الحديث عن المنافسة علي البطولة ولا يعني شيئاً إلا مقعد دوري الأبطال.. أرسنال اكتفي بلعب ذلك الدور حتي إشعار آخر.

للتأكيد علي ماسبق ولإدراك أهمية التواجد في مثلث الكبار.. هناك قاعدة ذهبية تشكل خارطة الطريق للفريق الذي يسعي للفوز باللقب.. "لم يفز بالبطولة مطلقاً فريق احتل مركزاً أبعد من الثالث في الموسم السابق منذ انطلاق عهد الدوري الإنجليزي في موسم 1992/93"..

الشكل الأخير يعكس الوضع الحالي من المنافسة داخل الدوري الإنجليزي تماماً.. إجمالي النفقات وما تمثله قيمة هذا الفريق أو ذاك هو ما يحدد مصير اللقب في النهاية.. ليفربول كاد يتمرد علي ذلك الوضع ويحقق المفاجأة قبل موسمين ولكنه خسر اللقب في الجولة الأخيرة..

مؤخراً بدأ أرسنال في التمرد علي وضعه المالي بعد انتهاء تشييد ملعب الإمارات.. المدفعجية حصلوا علي لقبين متتاليين من كأس الاتحاد بعدما بدأوا في انتداب الصفقات الكبيرة خلال الموسمين الأخيرين.. ربما يحتاج الأمر لما هو أكثر من أرسين فينجر لتغير تركيبة ثلاثي منطقة اللقب..

--

يورجن كلوب وبصيص الأمل..

ضع أمامك كل ما سبق من أفكار، معلومات، بيانات، حقائق، وطموحات.. الأسطورة تقول إنك لا تستطيع تكوين تشكيلة فريقك من أغلي اللاعبين فقط، لا تستطيع كذلك الاعتماد علي العناصر الأسرع في قائمتك دون غيرها، ولا الأمهر أو الأكثر مجهوداً فقط لاغير..

إذن أنت تحتاج لمدير فني من طراز رفيع لإدارة مواردك أياً كان نوع تلك الموارد وتوصيفها.. تحتاج كذلك لصناعة أفضل مزيج ممكن من العناصر المتاحة وعندها فقط ستتضح قيمة وجودة تلك العناصر بحساب المتوسط السعري السابق تفصيله..

أين يقف يورجن كلوب بين مدربي الدوري الإنجليزي؟

مانشستر سيتي يملك مانويل بيليجريني.. ليس مدرباً من طراز فريد ولكنه بكل تأكيد جيد ومحبوب كذلك يستطيع إدارة عناصر من طراز عالمي كتلك التي يملكها فريقه..

فريق قابل للهزيمة ولكنه مع معدل مقبول من الإصابات والغيابات داخل قائمته تظهر قيمة وجودة عناصره..

مانشستر يونايتد لديه لويس ڤان جال.. مدرب كان عالمياً بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.. أثبت نفسه كثيراً فيما مضي ولم يعد لديه الجديد ليقدمه ولا يملك المساحة اللازمة للتطور بعدما وصل لذلك العمر المتقدم..

ليس مقنعاً لجماهير يونايتد قبل غيرهم ولا يبدو أنه يملك مشروع حقيقي ليستمر طويلاً من أجله..

تشيلسي يقوده جوزيه مورينيو.. تضعه إنجازاته مع الفرق المختلفة التي قام بتدريبها كواحد من أساتذة كرة القدم في العقد الأخير..

وفقد تشيلسي علي يديه كل الحظوظ هذا الموسم حتي في الفوز بأحد المقاعد المؤهلة لدوري الأبطال.. مورينيو نفسه قد يفقد منصبه في وقت قراءتك لهذه السطور بعدما تلقي هزيمته التاسعة هذا الموسم بعد مرور 16 جولة فقط من عمر البطولة..

أرسنال في ظل أرسين فينجر.. المدفعجية يملكون مؤهلات البطولة من ناحية توافر اللاعبين المؤهلين لذلك ما عدا مركز أو اثنين يحتاجان للتدعيم.. ما قد يحبط أرسنال كالمعتاد هو التذبذب الدائم في مستوي النجوم وذلك يحدث غالباً بسبب اتباع الفرنسي لسياسات تكتيكية وتدريبية معينة تؤدي في النهاية بعد ذلك الاختلال في المستوي إلي إصابات طويلة المدي..

توتنام مع ماوريسيو بوكتينو.. يبلون بلاءً حسناً ويملكون أسماء واعدة ولكن مع مدرب صغير السن لا يملك أي تاريخ تدريبي وفريق يُشبهه تماماً لم ينافس علي أي لقب قبل ذلك تبدو أقصي حظوظهم في الوصول لمقعد مؤهل لدوري الأبطال وهو ما سيعد إنجازاً قياساً بمتوسط القيمة السوقية لقائمة اللاعبين التي تضع الفريق بالكاد في المركز السادس بين أقرانه..

كلوب

أما ليفربول مع يورجن كلوب فهو يستطيع أن يكتب تلك النهاية الرومانسية بعد ربع قرن من الغياب.. الألماني فاز بألقاب كبيرة مؤخراً ويملك 12 لاعباً نافسوا علي الدوري قبل ذلك بعكس توتنهام مع بوكتينو.. أكثر حداثة وتطوراً عن الهولندي فان جال في مانشستر..

تعود أخر إنجازاته لثلاثة أعوام مضت بعكس الفرنسي فينجر الذي اكتفي بمركز الوصيف في دوري الأبطال قبل عشرة مواسم وقبله مباشرة لقب الدوري ثم لم ينافس علي أي شيء بعد ذلك طيلة عقد كامل..

يبقي التحدي الصعب في مواجهة مانشستر سيتي مع بيلجريني بما يمثلانه سوياً من أكثر الفرق تكاملاً من الناحية الفنية والتدريبية داخل الملعب وخارجه.. عند الرجوع للجزء الأول من تلك السلسلة يمكنك إيجاد التحليل الفني لعناصر ليفربول وأوجه النقص داخلها التي يحتاج كلوب لتغطيتها سريعاً.. كذلك في الجزء الثاني المقارنة الرقمية الكاملة بين فرق النخبة..

--

الخلاصة..

في ضوء كل ماسبق علي مدار 3 أجزاء طويلة.. سواء كنت تملك القدرة علي الحلم أو تعتبره غير واقعياً.. لكن بكل تأكيد فكلانا يمتلك الحماس اللازم لمتابعة تلك التجربة المثيرة الجديرة بالاهتمام.. ربما التفكير الزائد في تفاصيلها أو مدي واقعية عنوانها قد يفقدك المتعة والشغف اللازمين للمتابعة..

المفتاح بالنسبة لي هو أن نري تحسناً حقيقياً علي مستوي الأداء داخل الملعب وهو ما حدث بالفعل.. بعد ذلك نري ما يمكن أن يقوم به يورجن كلوب في فترة الانتقالات لمعالجة أوجه القصور والمراكز الضعيفة.. أيضاً أي نوعية من اللاعبين الشباب يستطيع جلبها لبناء مستقبل الفريق..

يورجن كلوب لديه الموهبة والثقة والمقومات الأساسية لتقديم الكثير وعمل شيء خاص ومميز يتم تسطيره في تاريخ نادي ملعب ميلوود.. ولكن محاولة الفوز باللقب قبل أن يتم وضع كل شيء في مكانه الصحيح لا يجب أن تؤخذ علي محمل الجد أكثر من اللازم..

--

Follow: @ahmednaguibgad

التعليقات