كتب : أمير عبد الحليم | الأربعاء، 11 نوفمبر 2015 - 18:33

كيف صنع هدف أبو تريكة في رادس تاريخا

لن نتحدث هنا عن هدف عادي، أو حتى حقق بطولة فاز بها الأهلي 8 مرات أساسا.

في رأيي، هدف أبو تريكة في رادس هو الأهم في الكرة المصرية خلال 10 سنوات وربما أكثر. ليس مجرد هدفا عاديا وليس أيضا هدف بطولة فقط. تسديدة أبو تريكة نقلت هذا الفريق وجيلا من اللاعبين إلى مستوى آخر. مثلما كان هدف حسام حسن في الجزائر في تصفيات مونديال 1990.

هو الذي مهد لسيطرة استمرت لسنوات للأهلي على إفريقيا، ولمنتخب مصر على كأس الأمم، هو الذي فتح الطريق لمحمد حمص ليسجل في إيطاليا.

وقبل كل هذا، أول من استفاد بهذا الهدف كان أبو تريكة نفسه بكل تأكيد.

في مثل هذا اليوم، تحول أبو تريكة من أهم لاعب في الأهلي إلى أسطورة. هل يمكن أن تقلل من فائدة هذا التطور في صالح الفريق ومنتخب مصر؟

هذا التطور أفاد منتخب مصر الذي لم ينتظر طويلا في ليجد قائدا مع أحمد حسن في الملعب لنجوم 2008 بعيدا عن حسام حسن وميدو، تغيرت حتى نظرة الجماهير إلى أبو تريكة، فدخل كأس الأمم مع منتخب مصر قائدا واستمر حتى 2014.

لم تكن الشارة على ذراع أبو تريكة، ولكنه كان يحرك الفريق أمام البرازيل بعد خروج أحمد حسن ثم يعود ليقود فريقا غاضبا يفوز على رواندا في تصفيات كأس العالم بعد شائعة فتيات جنوب إفريقيا.

هذا القائد هو ما يميز الأهلي عن الزمالك الآن في وجود حسام غالي، ويفتقده الجيل الحالي لمنتخب مصر.

----

هدف أبو تريكة هو الذي مهد لسيطرة الأهلي على بطولات إفريقيا، فلو كان الفريق خسر هذه المباراة، ربما لانتهت حقبته التاريخية قبل أن تبدأ.

تتويج الأهلي ببطولتين متتاليتين كان السبب الأكبر في تحوله إلى الفريق الذي يخشاه الكل في إفريقيا. ليس مجرد فريق فاز ببطولة ووصل للنهائي في العام التالي ثم سقط.

هذا التتويج هو الذي منح الأهلي شخصية البطل القادر على الوصول للنهائي في 2007 أيضا، ثم يستعيد الكأس في النهائي الرابع على التوالي.

فجوزيه كان يريد بناء فريق جديد، وكان له ذلك بضم أفضل لاعبين في مصر. ثم بدأ الخطوة التالية بإكساب هذا الفريق شخصية البطل، وخسارة نهائي 2006 كان كفيلا بضرب هذه المرحلة في مقتل.

وصل الفريق لدرجة النضج تحت قيادة جوزيه، ومن ثم كان قادرا على التتويج بدوري الأبطال بعدها بـ7 سنوات تحت قيادة مساعد مساعد جوزيه.

-----

وصول الأهلي لمونديال الأندية للمرة الثانية على التوالي، ربما كان مفيدا للكرة المصرية أكثر من الفريق نفسه.

الفريق ذهب إلى مونديال 2005 وهو في عز تألقه. الكل كان ينتظر التوهج وفي النهاية عاد بدون فوز واحد، ليصبح الحديث عن أن اللاعب المصري لا يستطيع المنافسة على المستويات العالمية أكيدا مهما امتلك من مهارات.

مشكلة المنتخبات والفرق المصرية لم تكن في المهارات الفردية بقدر افتقاد اللاعبين للثقة في أنفسهم قبل أي مواجهة من هذا النوع. فلازلت أتذكر مشاركة منتخب الجوهري في بطولات ودية "نص كم" كان التعادل فيها مع الصين والخسارة من إيطاليا الأوليمبي إنجازا.

كان يحتاج هذا الجيل أو يستحق فرصة ثانية، وذلك تحقق في مونديال 2006. ولذلك البرونزية كانت مهمة لهذا الجيل الذي يعتبر قوام المنتخب.

نتحدث هنا عن إنجاز لم يحققه فريق إفريقي قبل الأهلي، ولايزال يفتخر الفريق الأحمر به. فهو نقل لاعبي الأهلي إلى مستوى أعلى من التنافسية، فالقلق من مواجهة أي فريق من خارج إفريقيا أو منتخب يضم لاعبين محترفين بات أقل.

----

قبل نهائي رادس 2006، كانت أي مواجهة للاعب المصري تتوقف عند نتيجة مباراة الذهاب. حتى في مصر اعتبروا أن العودة أمام الصفاقسي لن تتحقق وكان الكوميدي أكثر الحديث عن رحيل جوزيه.

هذا الانتصار ربما لم يكن ليتخطى أهميته سوى تحقيق الزمالك عودة تاريخية أمام النجم في نصف نهائي الكونفدرالية.

أعتقد في الأساس أن هدف أبو تريكة هو منح فتح الباب أمام اللاعبين المصريين للثقة في قدراتهم على تحقيق مثل هذه العودات. أصبح لديهم الشخصية التي تجعل أقدامهم ثابتة في الملعب 90 دقيقة.

هو من فتح باب الثقة في أن مصر تستطيع أن تفوز على الجزائر 2-0 في 2009 ليلعب الفريق هجمة منظمة تنتهي بهدف بعد الدقيقة 90، حتى البرازيل حققنا عودة أمامها في كأس القارات.

كل هذا يخلد ذكرى هدف رادس بأكثر من بطولة توج بها الأهلي، مهما كانت درجة أهميتها. لن نبالغ إذا قلنا أن هذا الهدف صنع تاريخا.

شكرا أبو تريكة ..

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني

ناقشني عبر فيسبوك

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات