انتهت الأسابيع الأربعة الأولى من عمر مسابقة الدوري بتقدم الزمالك عن الأهلي بنقطة مما أمن له الصعود درجة أعلى في جدول الترتيب .. المباراة الأخيرة للزمالك انتهت بالفوز بـ10 لاعبين أما المباراة الأخيرة للأهلي فانتهت بهزيمة الفريق على ملعبه.

بعد قراءة السطور أعلاه تستطيع دون الحاجة لقدر كبير من الذكاء أن تتوقع إرتفاع الحالة المعنوية لجماهير الزمالك (بطل الدوري و الكأس و المتقدم في جدول الترتيب عن غريمه) عن جماهير الأهلي و لكن هل تعبر النتائج الرقمية عن حقيقة الأمور .. إجابتي في هذه الحالة هي لا.

يقدم الزمالك موسما فاترا ضعيفا على المستويين الفردي و الجماعي، بل و على مستوى الجهاز الفني ايضاً .

فردياً، لا يوجد بالفريق لاعب يمكن وصف أدائه بالجيد غير أحمد الشناوي و يأتي بعده بمسافة ليست قصيرة أحمد دويدار.

جماعياً، لا يؤدي الفريق جملة واحدة تكتيكية هجومياً. لا يأتي حتى بشكل هجومي واضح للتغلب على الضغط العالي الممارس ضده حالياً من كل المنافسين بداية من منطقة جزاءه، كما لا يدافع الفريق جماعياً بشكل جيد. تستطيع أن تقرأ هذا بسهولة عندما لا تلحظ في أي مباراة 3 أو 4 لاعبين يضغطون على الخصم معاً .. الأمر يبدو في كل مرة فرديا عنتريا عشوائيا.

أما الجهاز الفني، فهو لم يقدم حتى الآن إجابات للأسئلة الصعبة التي يفرضها عليه مدربو الخصوم مثل كيف ستتغلب على الضغط العالي الممارس عليك من منطقة جزاءك؟ أو كيف ستستغل ضعف الجبهة اليمنى هجومياً و الناتج عن زحمة عمر جابر ايمن حفني مصطفى فتحي أو دفاعياً الناتج عن إشراك أيمن حفني أصلا كارتكاز مساند ايمن؟

بل و يصر فيريرا على اشراك حفني في نفس المكان لينتج عنه نفس الثغرة كل مرة (تكرار الأمر كل مرة و إنتظار نتائج مختلفة ليس من صفات فيريرا كما اظن) .. كما لم يحسن فيريرا الأجابة على الأسئلة التي يطرحها ملعب كرة القدم نفسه بعيدا عن أسئلة الخصوم مثل كيف تستخدم الكرات الثابته؟ كم كرة يسددها لاعبو فريقك على مرمى الخصم؟ كم عرضية صحيحة؟ كم عرضية اصلا؟

الأهلي

لم يقدم الأهلي الأداء المتناسب مع كم المبالغ المصروفة في فترة الانتقالات كما لم يظهر بيسيرو بعد ما يدعم تحدي إدارة الأهلي به الجماهير، و لكن هل الأهلي سيء وهل يمكن تقييم بيسيرو الآن؟

سنبدأ بالسؤال الثاني. لا يمكن تقييم بيسيرو الآن و لكن يمكن القراءة بين سطور الرجل الفنية للتعرف اكثر عليه

بيسيرو يفضل مؤمن زكريا على رمضان صبحي وأحياناً وليد سليمان، إذن فهو مدرب يعطي أولوية كبيرة للضغط على الخصم من منطقة جزاءه الذي لا يجيده لاعب مهاجم في مصر بعد باسم مرسي موسم 2014-2015 مثل مؤمن.

بيسيرو يشرك عماد متعب في أواخر مباراة بتروجيت، فيسجل متعب فيما بعد الـ90 "كعادته" ليظفر له بالـ3 نقاط فيشركة بيسيرو أساسياً في المباراة التالية. لم يظهر الرجل في هذا الموقف رؤية ثاقبة تؤهله لفهم طبيعة لاعب ربما يستطيع تقديم في 10 دقائق أخيرة يشترك فيها بعد إنهاك مدافعين الخصم وقراءته هو نفسه لمنطقة جزاءهم ما لا يقوى على تقديمه طوال 90 دقيقة ينهك هو فيهم قبل مدافعين الخصم. باختصار شعر الرجل بالخجل من متعب فأشركه وهي ليست من سمات مدرب قوي الشخصية.

بيسيرو يفضل الضغط بأكبر قدر من اللاعبين في المساحة العرضية بعرض منطقة الجزاء مع إتاحة المساحتين أقصى اليمين وأقصى اليسار (على الخطوط) لتقدم الظهيرين الأيمن و الأيسر. إذن هو يجعل الكرة أغلب الوقت في العمق بل و يكثف عدد اللاعبين في العمق ثم إما يخترق فعلا من العمق أو تلعب الكرة لأحد الظهيرين الطائرين. لا يبني الرجل الهجمة بشكل تقليدي من على الأجناب تبدأ من العمق دائماً و تنتهي في أي مكان.

بيسيرو جيد أم سيء؟ هذا سؤال سابق لأوانه، هل ما سبق كل تفاصيل بيسيرو الفنية؟ هذا سؤال سابق ايضاً لأوانه، و لكن هل الأهلي عموماً جيد أم سيء؟

في الحقيقة و بتبسيط شديد لا استطيع وصف فريق يستحوذ على الكرة أغلب الوقت ويشكل خطورة ولا يتعرض مرماه للتهديد كثيراً بالسيء. إن عدنا لمباراة المقاصة مثلا وعرضنا أبرز لقطات المباراة (Highlights) وسألت من لم يشاهدها أو يعرف بنتيجتها كيف انتهت المباراة سيجيب "بفوز كبير للأهلي لا شك" .

انظر للزمالك الفائز بأداء باهت وللأهلي الخاسر بأداء قوي واسأل نفسك هل ان استمر الأداء ستستمر النتائج؟

الإجابة : الفوز لن يأتيك كل مرة و انت تتحداه بأداء سيء والهزيمة لن تعاندك كل مرة وأنت تترجاها بأداء جيد.

ربنا يستر

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر..

Follow @Ahmed1Afify

اضغط هنا