كتب : عمر زعزوع | الإثنين، 28 سبتمبر 2015 - 12:33

لماذا لا يصلح فيريرا وسط ميدانه؟

كما كان الحال في الهزيمة من الأهلي 2-0 في الدور الثاني من الدوري العام الذي فاز به الزمالك، كان السقوط المدوي 5-1 في تونس كاشفا مرة أخرى لمشاكل فنية متعددة ظل يعاني منها الفريق حتى وهو يفوز ويحصد الثنائية هذا الموسم.

دعونا لا نلقي باللوم على حمادة طلبة و ثنائي قلب الدفاع الذي ظهر مهتزا على غير العادة، ودعونا لا نركز في الإشادة بأداء النجم الساحلي والضغط الشديد على حامل الكرة الذي نفذه والذي فشل الزمالك في مواجهته.

أنا معني بأكثر من أي شيئ بوسط ميدان الفريق؛ الثلاثي المتمثل في طارق حامد ومعروف يوسف وعمر جابر.

مع استخدام الدفاع المتأخر - المتأخر جدا في الحقيقة - الذي يلعب به فيريرا، أصبح الفريق عرضة أكثر لترك مساحة أكبر بين الدفاع والوسط – مما يتطلب من الأخير توفير حماية أكبر لخط ظهره.

ولكن هل تلك الحماية متوفرة كما يجب؟ الإجابة: لا.

ولعل كم الكرات التي شتتها كوفي و جبر في نهائي الكأس أمام الأهلي أبرزت أن الزمالك يفتقد من يسترجع الكرة من أمام الخط الخلفي بشكل فيه استمرارية أكثر.

إذا ما هي المشكلة؟ هل طارق حامد و ثنائي الوسط المتمركز أمامه لا يقومون بواجبهم كما يجب؟

القول بإن الزمالك لا يضغط ووسطه يكتفي بالمشاهدة كثيرا ليس بجديد، فأصغر مشجع للزمالك يعلم ذلك.

لكن إذا اتفقنا أن طارق حامد أو إبراهيم صلاح لن يستطيع واحد فقط منهما تغطية تلك المساحة بعرض الملعب (خصوصا مع دفاع الفريق المتأخر كما ذكرنا من قبل) لماذا لا يجاوران بعضهما البعض؟

نعم، كان صلاح غائبا لانضمامه للمنتخب العسكري لكن.. كلنا نعلم أنه حتى لو كان متواجدا، لم يكن فيريرا ليغير من تشكيل وسط ملعبه – فكثيرا ما جلس طارق بديلا لإبراهيم و العكس.

وإذا أخذنا في الاعتبار أيضا أن إبراهيم كان يعاني وحده كثيرا في مباريات سابقة حينما كانت الكرة تُلعب في ظهر معروف و توفيق، وجب أن نسأل لماذا يصر فيريرا على تشكيل وسط ملعب لا يؤَمن دفاعه كما يجب.

طارق جنب إبراهيم؟

لن أخوض كثيرا في أمر لماذا يتمسك فيريرا بطريقة 4-3-3 ، فهذا الموضوع قد قتل بحثا، كما أن أبسط قواعد التحليل هي أنه لا يوجد شيئ إسمه "العيب في طريقة اللعب الفلانية"، إنما تنفيذ الطريقة نفسها.

يلعب فيريرا بطارق (أو إبراهيم) أمام الدفاع وعمر (أو توفيق) إلى جانب معروف أمامه لأن كل واحد منهم ببساطة يعطي الفريق ميزة ليست متوفرة في الآخر.

طارق كمثال يمتاز بالصلابة الدفاعية والوعي التكتيكي للمساحة التي يتركها خلفه وقدرة عالية على افتكاك الكرة، شأنه شأن إبراهيم و إن كان الأول يمرر للأمام بشكل أفضل.

معروف ممرر من الدرجة الأولى، ليس صلبا دفاعيا.. قدرته على الاستخلاص ليست عالية، لكن تمريراته للأمام تصل الوسط بالهجوم. وجود ممرر في وسط الملعب أصبح مطلوبا اليوم بشدة.

عمر – حاله كحال توفيق – يمتاز بالقدرة على الركض بالكرة والانطلاق من الخلف إلى الأمام حينما يكون الأول في أفضل حالاته بالطبع.

توفيق يمتلك تلك الميزة كما ذكرنا، لكنه ليس بصلابة إبراهيم و طارق.. على الأقل من وجهة نظري التي ليس لها أي قيمة على الإطلاق.

إذا، اللعب بالثلاثي المذكور يضمن تنوع في وسط الميدان، لكنه لا يوفر التأمين الدفاعي بنفس القدر بالضرورة. فالفائدة هنا هجومية أكثر منها دفاعية.

لست وحدك يا فيريرا

وللحق تلك المعضلة، أو بلاش معضلة، ذلك السؤال: التنوع أم التأمين؟ لا يواجهه فيريرا وحده.

فلك أن تختلف بالطبع، أنا مقتنع بوجوب تواجد إبراهيم إلى جانب طارق (وليس أمامه). ولكن هناك من يعارضني قائلا "الإتنين كتير وشوف مورينيو اللي بيلَعب فابريجاس جنب ماتيتش مثلا".

حينها أجد نفسي غير قادر على الرد، هو يضرب مثال بمورينيو وأنا مطلوب مني أن أثبت أن طريقة المدرب البرتغالي والتي فاز بها بالدوري الإنجليزي بها خطأ ما.

آخذا في الاعتبار أن تشيلسي لم يكن يلعب بخط دفاع متقدم الموسم الماضي، كما كان مهاجمو وسط ملعبه في أحيان يضغطون من الأمام – مما يزيد العبء على ماتيتش بسبب المساحة المطلوب تغطيتها إن تجاوزت الكرة مهاجمي الفريق.

ولكن حقيقة، عاني تشيلسي بسبب ذلك .. أو بلغة أخرى، عاني تشيلسي بسبب ضعف إمكانيات صانع الألعاب فابريجاس الدفاعية.

ولعل الهزيمة 5-3 أمام توتنام في مطلع العام أظهرت ذلك: قام أريكسن بسحب ماتيتش إلى طرف الملعب تاركا وسط تشيلسي لفابريجاس فشاهد ماذا حدث..

أحرز هاري كين هدف فريقه الأول في اللقاء بتسديدة من خارج منطقة الجزاء بعد أن فشل الإسباني في إيقافه.

الدفع بفابريجاس أمام سترلينج و ديفيد سيلفا كان أيضا له عواقبه أمام السيتي الذي هزم تشيلسي 3-0 هذا الموسم. ضعف قدرات سيسك الدفاعية منحت سيلفا المساحة التي يريدها حتى أن كاد يصنع هدفا لأجويرو في الدقيقة الأولى من اللقاء.

يواجه أرسين فينجر أيضا مشكلة شبيهة حينما يلعب بكوكويلين ارتكاز مدافع.

فالفرنسي لاعب دفاعي من الدرجة الأولى، لكنه يحرم فينجر من إمكانية الدفع برامسي (الذي يجيد الانطلاق بالكرة من الخلف) إلى جانب كازورلا صانع الألعاب لتتأثر قدرات الأرسنال هجوميا في سبيل تأمين خط الظهر دفاعيا.

الدولي غير الدوري

باختصار، هل يتحمل فيريرا نتيجة تشكيل وسط ملعبه و تفضيله للهجوم على حساب الدفاع؟ سأتركك لتجاوب على هذا السؤال البديهي.

ليس المطلوب أن يحول فيريرا الزمالك إلى فريق صاحب عقلية دفاعية، فإن كنت تفوز بتشكيلك الحالي .. إذا، استمر.

لكن المطلوب بعض المرونة وذكاء تكتيكي أكثر من ذلك.

قد تستطيع أن تفوز بوسط هجومي أمام فرَق الدوري التي لا تستطيع استغلال الثغرات في وسط ميدانك، و لكن ليس بالضرورة أن يكون هو ذاته مفتاح الفوز أمام الأهلي أو النجم الساحلي.

ففي بعض الأحيان - و كما قال أسطى التحليل الكروي - يكون "الدولي غير الدوري".

--

لمتابعة الكاتب اضغط هنا..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات