كتب : محمد خليفة | الجمعة، 18 سبتمبر 2015 - 18:11

تحليل زمالكاوي - جنش "باروكة" الرجل الاصلع أمام سموحة

بضربات الترجيح عبر الزمالك فخ الإسكندرية الثاني.. سموحة وبنفس الطريقة والأداء المتواضع الذي صاحب اداء الزمالك امام الاتحاد في اللقاء السابق.

وواصل محمود جنش تصحيح أخطاء جوزفالدو فيريرا في بطولة كأس مصر.

فيريرا وبطريقته الثابتة التقليدية 4-3-3 يعدل تشكيل أورلاندو بأربعة تغييرات حازم إلى الظهير الأيمن بدلا من أحمد توفيق الذي حل محل عمر جابر في الوسط بينما حل أحمد حمودي محل محمد إبراهيم كجناح أيمن يميل لوسط الملعب لصناعة اللعب بينما لعب باسم كرأس حربة صريح بدلا من أحمد حسن مكي.

الأسماء للأفضل والطريقة للأسوأ

علي الورق كل التعديلات تبدو للأفضل وللعناصر الأكثر قربا من التشكيل الأساسي

باستثناء الشناوي الذي حل بدلا منه جنش وحفني الذي حل بدلا منه حمودي. ويبدو تشكيل سموحة أقرب جدا للتشكيل الأساسي وللاعبين رقم واحد في مراكزهم بالنسبة لفيريرا.

الأداء نظريا كان من المتوقع أن يكون أفضل من أورلاندو. وإذا كان هذا هو تشكيل فيريرا شبه المثالي فأين المشكلة إذا؟

خط الوسط المبعثر

المشكلة أتت من بعثرة خط النص.

توفيق ومعروف التصقا بالخطوط خاصة الأول في الشوط الأول ومعروف في الثاني. بينما تأخر علي جبر وكوفي للخلف كثيرا لذا أصبح فريق الزمالك مبعثرا بكثافة غير ضرورية على الأطراف بينما يترك منطقة عمق الملعب ووسطه لطارق حامد وحده الذي خسر أيضا العديد من المواقف الفردية دفاعيا فزاد الطين بلة.

الزمالك سيظل معرضا لكوارث كلما ابتعد توفيق ومعروف عن المساندة الحقيقية للارتكاز الصريح في الوسط. خاصة أننا نحرم الفريق من الاستفادة من قدرات توفيق الدفاعية بينما يكون مردوده الهجومي علي الأطراف ضعيف.

ولم يستطع الفريق الاستفادة من الحالة الفنية المرتفعة لمعروف نظرا لكون أغلب لاعبي الفريق خارج الخدمة.

ربما كان مبررا قيام معروف بالاقتراب قليلا من الطرف الأيسر في ظل انعدام المساندة الهجومية من طلبة، لكن توفيق بتقدمه علي الخط في الجهة اليمنى يغلق تلك المساحة تماما أمام حازم إمام ويكفي علينا شهور عسل حازم المتعددة.. التي تغلق الطريق علينا في الجهة اليمنى فلا نستطيع أن نستحمل عليها توفيق أيضا.

الرجل الأصلع

رغم أن الأداء الفردي لمحمد إبراهيم لا يزيد عن الأداء الفردي لحمودي في لقاء سموحة وكلاهما سيء إلا أن طبيعة تحركات إبراهيم في عمق الملعب كانت أفضل علي المستوي التكتيكي للفريق عن تحركات حمودي الذي يميل لأطراف الملعب.

ميل حمودي على الأطراف والتصاق توفيق ومعروف على الخطوط جعل الزمالك يبدو كالرجل الأصلع الذي يمتلك الشعر على أجناب رأسه بينما يبدو وسط رأسه خاليا تماما من الشعر.

ثلاثة لاعبين في كل جبهة بينما أهم مناطق الملعب وعمقه خالي تماما إلا من لاعب واحد في 60 ياردة.

كذلك ما زال حمودي وكهربا غير متلائمين مع الأدوار الدفاعية المركبة لدوريهما في طريقة فيريرا حتى أن باسم في أكثر من كرة في الشوط الأول قام بالتغطية في الجهة اليسرى بدلا من كهربا الذي ما زال يؤدي واجبات رأس الحربة الثاني أكثر من واجباته كمهاجم أيسر في 4-3-3.

الحنفي أدار اللقاء قبل أن يُلعب

جاء محمد الحنفي من بيته خائفا مصمما على عدم أخذ أي قرار لقاء كبير في اللقاء لن يحتسب ضربات جزاء أو يطرد أحد ويميل من داخله إلى إنهاء اللقاء بتعادل سلبي وإن سجل أحد الفريقين أهدافا تأتي بعيدة عن تدخله.

باسم يتلقى دفعة واضحة من المهدي سليمان الذي ارتبك من ضغطه فدفعه بوضوح وتغاضى الحنفي.

حمودي يتلقى دفع واضحة ويتغاضى الحنفي أيضا وهي ألعاب سهلة شاهدها الحكم أمام عينيه.

واشترك كوفي مع مهاجم سموحة بتهور وتغاضى الحنفي.

حمودي يشترك مع المدافع ويسدد ليكملها باسم ويسرع الحنفي للأخذ برأي حامل الراية في كرة شاهدها بنفسه.

من جديد حاملي الراية الذين لا يظهرون إلا كخيال مآته في الكرة المصرية لا يتدخلون في قرارات كبرى إلا في مباريات الزمالك وكلها في قرارات عكسية.

مانجا يتدخل بعنف أكثر من مرة ويتغاضى الحكم.. الزمالك كان يستحق وقتا إضافيا كبيرا جدا في الشوط الثاني لكن الحنفي لا يعطي أكثر من الـ5 دقائق التقليدية.

حل مدربي السلة

شكل اللقاء كان من الممكن أن يتغير تماما في حالة تسجيل هدف في الشوط الأول من الكرات التي شهدت لغط تحكيمي. لكن باستثناء تلك الكرات، الزمالك فقد المبادرة في الشوط الأول وكان سموحة الأقرب كثيرا لمرمى الزمالك.

بينما فشل الزمالك في عملية البناء السليم للهجمات والتدرج بالكرة من الأسفل للأعلى.

واصلت المجموعة الخلفية في الزمالك كوفي وجبر وطلبة وطارق حامد الارتباك عند تعرضها للضغط المبكر.. يوسف لعب أمام الزمالك بالضغط العالي على دفاع ووسط الزمالك الذي لم يمتلك جملة سريعة للبناء عند التعرض للضغط.

الحل ربما يبدو لدى مدربي كرة السلة الذين يواجهون الدفاع الضاغط بالدفع بصانع لعب إضافي. هنا على الزمالك التفكير في تكليف لاعب إضافي وليكن معروف مثلا بالنزول مع طارق حامد للاستلام من رباعي الدفاع بدلا من ترك المهمة لطارق حامد أو إبراهيم صلاح وحده.

تدخلات فيريرا

حاول فيريرا كعادته التدخل لتعديل شكل الفريق للأفضل في الشوط الثاني وتم تقديم الدفاع لتضيق الملعب لكن قطار مباريات الكأس يغادر مبكرا خاصة أن دوافع المنافسين تزداد مع الاقتراب من نهاية اللقاء ولا يستسلمون بسهولة.

على الرغم أن شكل الزمالك في الشوط الثاني كان أفضل لكن سموحة لم يستسلم وقاتل للنهاية رغم تحسن شكل الزمالك على مستوى نقل الكرة وبناء الهجمات إلا أن الزمالك لم يشكل خطورة حقيقية على مرمى المهدي سليمان، إلا من ركلة حرة سددها مكي في الوقت الضائع.

بينما لم تسمح الحالة الفردية لحمودي وكهربا وباسم في استغلال "فوقان" الزمالك في بداية الشوط الثاني.

كهربا عليه التفكير في التسديد أو التمرير بعد المراوغة الأولي وعدم الاستسلام لسحر مطاردة الأهداف الأسطورية.

محمد إبراهيم ومصطفى فتحي بدلا من باسم وحمودي ليلعب كهربا كرأس حربة صريح لكن فتحي في الجهة اليمنى لم يقدم المردود المنتظر من مشاركاته كبديل قادرا دوما علي تحقيق انتعاشه بنزوله.

بينما ما زال محمد إبراهيم يلعب كرة التسعينات باللعب كثيرا من الوضع ساكنا ومحاولة المرور من بطن الخصوم.

أخر التغييرات كانت مجازفة في أخر 10 دقائق بالدفع بمكي بدلا من الغائب الحاضر حازم ليلعب توفيق كظهير أيمن ويلعب معروف بجوار طارق لتتغير طريقة اللعب إلى 4-2-3-1.

وإن كان الافضل عند اللجوء لطريقة 4-2-3-1 ان يكون الارتكاز الثاني بجوار طارق هو توفيق للاستفادة من مجهوده البدني الكبير. وما حدث بعد تغير الطريقة عاد سموحة لتشكيل خطورة علي الزمالك في ظل ضعف قدرات معروف الدفاعية.

هل يلعب جنش نهائي الكأس

رغم تميز جنش في لقاء سمحة وكونه بطل اللقاء الأول وكونه "الباروكة" التي غطت الصلع الذي أصاب طريقة لعب الزمالك وصعد بالفريق لنهائي الكأس إلا أن خطأين في الشوط الثاني أيا منهما كان كفيلا بإقصاء الزمالك من البطولة قبل أن يتألق جنش في ضربات الترجيح.

لا يوجد حارس بلا أخطاء لكن لقاء كلقاء الأهلي يستدعي البحث عن أفضل الأوراق والحارس الأقل في معدل الأخطاء بشكل عام.. وهو بالتأكيد الشناوي مع كامل الاحترام والتقدير لجنش ودوره مع الزمالك. وربما يكون مثلا لجنش كلمة الحسم في حالة الوصول لضربات الترجيح يوم الاثنين.

كلمات سريعة (الصمت)

- رئيس النادي إذا كان الكلام من فضة والسكوت من ذهب فأنت بالذات صمتك أغلى من الذهب لأن كلامك أرخص كثيرا من الفضة والنحاس.

- مرة واحدة نتمنى أن نخوض لقاء قمة بدون شحن زائد بدون اجتماعات بدون تصريحات نارية. مرة واحدة نتمنى أن نستعد لخوض لقاء نلعب فيه بمستوانا العادي يكفي ما باللاعبين من شحن وأجواء جماهيرية وإعلامية ضاغطة لا تعقدوا الأمور. ولا تضعوا أكياس من الرمل في أرجل لاعبينا.

التعليقات