كتب : عمر زعزوع | الثلاثاء، 25 أغسطس 2015 - 21:10

ماذا يريد أرسين فينجر؟

أنا مشجع لأرسنال هكذا يعرفني أصدقائي. لكن لسبب ما أتحدث عن الفرق المنافسة ولا أبدو مهتما كثيرا بالنادي الذي أشجعه.

السبب يتعلق بمدرب أرسنال مقارنة بمدربي الأندية الأخرى. فهناك مدير فني يقدم الجديد من أساليب اللعب وتوظيف اللاعبين ويبطل مفعول الخصوم حتى لو كان هذا الخصم يقوده ميسي.

ولعل مباراة إنتر وبرشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال في 2010 أبرز نموذج على ذلك. وهناك كذلك فوز ريال مدريد على بايرن ميونيخ جوارديولا بنتيجة 5-0 بإجمالي المبارتين.

ففي المبارتين قدم مورينيو وأنشيلوتي أسلوب "رد الفعل" واللعب بدفاع حصين مع هجمات مرتدة سريعة كوسيلة معتمدة لإحباط مفعول مدرسة التيكي تاكا أو الاستحواذ بشكل عام.

لكن على النقيض أرسين فينجر مدرب تستطيع أن تتوقع أسلوب لعبه بغض النظر عن طبيعة المنافس أو اللعب داخل الديار أو خارجه.

فينجر يلعب بالاسلوب ذاته دوما باستثناء فوز أرسنال خارج الأرض ضد مانشستر سيتي 2-0 الموسم الماضي ومن بعدها التعادل مع يونايتد 1-1 في أولد ترافورد.

ففي تلك المبارتيين – على عكس المعتاد – غير فينجر من أسلوبه المعتاد لينتهج الرجوع للوراء مع إغلاق المساحات و إعطاء الكرة للخصم.

لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار تأثير فينجر على أرسنال منذ أن قدم إليه عام 96 وجعله أمتع من يمتلكون الكرة في إنجلترا، و لكن...

لم تكن مشكلة فينجر الوحيدة هي عدم التنوع في التكتيك ومفاجأة الخصم، أو عدم شراء مهاجمين وقلب دفاع يعتمد عليهم، لكن قراءته لمباراة أرسنال و ليفربول.

غموض فينجر وتغييراته

بدأ ليفربول المباراة بطريقة 4-3-3 بثلاثي وسط ملعب يميل للدفاع أكثر منه إلى الهجومي؛ لوكاس ليفا، جيمس ميلنر وإيمري كان.

ومنذ البداية وضح تكتل ليفربول في وسط الملعب لإغلاق المناطق المواجهة لمرماه، فانفتحت المساحات تلقائيا على جانبي الملعب.

وبالفعل ظهرت خطورة أرسنال حينما كان يستغل ظهيري الجنب بيليرين و مونريال. وإن ظهرت خطورة معاكسة لليفربول حينما تحرك المهاجم بينتيكي في تلك المساحات، حتى كاد الزوار أن يعاقبوا صاحب الأرض لولا العارضة و القائم والعملاق بتر تشك.

أصبح واضحا تماما أن التوغل ولعب البينيات من القلب المزدحم أصعب كثيرا من اللعب على الطرفين الخاليين، وإن استطاع كازورلا بالفعل التمرير لرامسي ليحرز هدفا ألغاه الحكم خطاً بداعي التسلل.

تزامن ذلك مع عدم وجود أوزيل في مستواه، كما لم يكن سانشيز في أشد خطورته، مع العلم بأن رامسي ليس أكثر اللاعبين موهبة في الفريق.. فبات واضحا الآن أن التغيير مطلوب في خط ثلاثي الوسط الهجومي المساند لجيرو في الأمام.

وليس هناك أفضل من والكوت و تشامبرلين على دكة الإحتياط، فكان المطلوب هو الدفع بهما على الأطراف (تكون مهمتهما اللعب على خط التماس أكثر من التوغل إلى الداخل المتكتل) لاستغلالها بإنطلاقاتهما و سرعتهما لفتح مساحات بدورهما أيضا في عمق الوسط و الدفاع.

لكن كانت المفاجأة هي سحب جيرو!

نعم لم يكن خطرا أو متعبا لدفاع المنافس، لكنك إن لعبت على طرفي الملعب إحتجت لرأس حربة هداف كلاسيكي داخل المنطقة. أو هذا مالم يهتم به فينجر.

نزول والكوت للعب كرأس حربة لم تتطلبه طبيعة المباراة أيضا.

فوالكوت بالفعل يتميز بالسرعة واستغلالها خلف دفاعات الخصم، ولكن لم تكن مشكلة أرسنال في المباراة هي البيينيات الكثيرة التي فشل جيرو في استغلالها و لانفراد بمرمى الخصم بسبب بطئه في الركض.

كما أن تغيير كوكويلين لم يكن مفهوما بالنسبة لي على الإطلاق، نعم لم تكن حماية ثنائي قلب الدفاع المهتز – التي أجبرت الظروف فينجر على اللعب بهما – كما يجب، لكن الفرنسي اعترض الكرة العديد من المرات أمام منطقة جزائه خصوصا في شوط المباراة الأول.

فقد تحتاج إليه في إبطال أي مرتدة سريعة للخصم و نقل الكرة بسرعة إلى ألأمام .. كيف كان يفكر فينجر أو ماذا يريد، لم أفهم على وجه الدقة.

كل هذا مع استمرار أوزيل و رامسي داخل الملعب، كان لابد من تغيير لاعب الريال السابق على الأقل.

ليفربول كان الأفضل، هذه حقيقة، ولاحت له الفرص الأخطر خصوصا في شوط المباراة الأول، لكن فينجر كان يستطيع أن يتصرف بشكل أفضل و لا يترك المباراة وهو واضح للجميع أن رودجرز كان متفوقا عليه في التكتيك.

جدير بالذكر أنني تذكرت و أنا أشاهد اللقاء ذلك المتصل الذي بدا متلهفا وهو يسأل مدحت شلبي "هي الناس دي عايزة مننا إيه يا كابتن متحت؟"

لأجد نفسي أسأل نفس السؤال، غالبا بفعل يأسي من المدرب الفرنسي "هو فينجر عايز مننا إيه يا كابتن متحت".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات