كتب : أحمد السداوي | الأربعاء، 29 يوليه 2015 - 20:16

الزمالك المنصور

الزمالك بدأ الموسم تحت قيادة حسام حسن لـ3 مباريات، ثم محمد صلاح لـ6 مباريات، ثم البرتغالي جيمي باتشيكو في 11 مباراة، وأخيراً البرتغالي جيزوالدو فيريرا في 16 مباراة. رغم ذلك الزمالك بطل الدوري.

المتعارف عليه أن تغيير المدرب يؤثر بشكل سلبي على الأداء، ويقلل من فرص الفريق في المنافسة. لكن الزمالك بتتويجه قدم الاستثناء لهذه القاعدة.

ما السبب وراء ذلك؟ الأمر يعود إلى عدة عوامل، ربما لو سار عليها الزمالك دائما لتفادى 11 سنة أخرى بلا فرحة كبيرة كالتي يعيشها الفرسان حاليا.

أوًلا: الإدارة

الاختلاف الذي ظهر على إدارة الزمالك هذه المرة بدأ من أعضاء الجمعية العمومية للنادي والذين انتخبوا قائمة موحدة للمرة منذ زمن طويل.

كان السائد داخل الزمالك هو انتخاب مجلس إدارة من قوائم مختلفة. ما كان يزرع ويبرز الخلافات بين الأعضاء حتى قبل أي اجتماع سواء ودي أو رسمي.

هذه الولاية الرئاسية ليست الأولى للمستشار مرتضى منصور في نادي الزمالك، لكن ملامح الأزمات والمشاكل التي ظهرت في الولاية السابقة له كرئيس في 2005 ومن قبلها في ولايات أخرى كنائب للرئيس لم تظهر هذه المرة.

منذ الأسابيع الأولى التي تلت انتخاب مرتضى منصور وقائمته بالكامل لإدارة الزمالك أن الأمر مختلف هذه المرة.

الجديد الذي طرأ على إدارة الزمالك تجلى في الخلافات والصراعات بين أعضاء مجلس الإدارة والتي لم تعد تظهر في وسائل الإعلام بعد أن كانت مادة دسمة للبرامج والصحف خلال السنوات الماضية.

الشخصية القوية لمنصور مع قائمته الموحدة التي لا تضم رؤوف جاسر جعلته قادراً على السيطرة على أي خلاف أو اختلاف قد يطرأ في وجهات النظر داخل مناقشات مجلس الإدارة.

ورغم تقدم أحمد سليمان باستقالته من عضوية مجلس الإدارة، إلا أن الأمور مرت.لأن الأغلبية ماء واحد وعلى قلب رئيس واحد.

شخصية منصور أيضاً جعلت الجميع يخشى الدخول في مواجهات مع النادي خوفاً منه، بداية من اتحاد الكرة ورئيسه نهاية بأصغر أندية اللعبة في مصر.

هذه القوة جاءت ليس فقط من شخصية الرجل بل من الاستقرار في إدارته، ومن انتصارات فريقه، فدارت العجلة. استقرار جلب انتصارات والانتصارات جلبت الألقاب.

كل هذا لم يكن ليحدث لولا توفير سيولة مالية قضت على الأزمة المزمنة التي كان يعاني منها النادي بشأن مستحقات اللاعبين الجدد والقدامى وإبرام الصفقات.

فبعد "ناديك يناديك" الزمالك لديه شركة رعاية قوية بأموال جيدة، لكن هلا لاحظت شيئا؟

الزمالك عقده مع بريزنتيشن تضمن مبالغا مالية عادية جدا أو ليست كبيرة، لكن مع الألقاب يزداد الدخل وهذا الرهان دخله منصور معتمدا على صفقاته، فجلبت له الألقاب التي أمنت له الملايين وعوضته عما أنفق.

ثانيًا: صفقات

نجاح الزمالك بدأ مع بين محمد عبد الشافي. رغم أن القرار لم يكن جماهيريا لكن النادي نجح في العثور على عقد مده بالمال الذي مول المشروع بنجاح بصفقات قادت الفريق لبطولات جلبت للنادي بطولات!

من الخط الخلفي، الفريق دخل مرماه 19 هدفا فقط (قبل مباراة طلائع الجيش) في 36 مباراة بينما ثاني أقوى دفاع هو الأهلي فقد دخل مرماه 25 هدفا، ونجاح خط دفاع الزمالك يكمن في حارس مرماه أحمد الشناوي وثنائي الدفاع المكون من علي جبر ومحمد كوفي.

وشكل إبراهيم صلاح وأحمد توفيق ثنائيًا صلبًا في مركز الوسط المدافع، بالإضافة إلى طارق حامد الذي أثبت صحة إصرار النادي في ضمه.

وفي ظل وجود أيمن حفني امتلك الزمالك اللمسة الإبداعية وهو ما ساهم في صناعة العديد من الأهداف وركلات الجزاء.

وتوج باسم مرسي القادم من الإنتاج الحربي - أفضل صفقات الزمالك هذا الموسم - نجاح الصفقات البيضاء بعدما أحرز 17 هدفا في الدوري.

الزمالك يعيش حالة فريدة من نوعها ونجاحًا غاب عنه لسنوات طويلة، من المهم أن تستمر هذه الحالة ليبقى الزمالك على هذا المستوى، وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذا النجاح فالزمالك بطل الدوري عن جدارة واستحقاق.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف يحافظ الزمالك على هذا النجاح؟

الزمالك أمام مجموعة من العوامل أدت إلى نجاحه هذا الموسم، لكن هذا لا يعني أن السلبيات غير موجودة.

أحد أخطر الأمور السلبية التي تهدد هذا الاستقرار الأبيض المدعوم بالنجاح هو عدم الاحتفاظ بالبرتغالي فيريرا كمديرًا فنيًا للفريق، ظنًا أن الاستثناء الذي حدث هذا الموسم لقاعدة نجاح الفريق رغم تعاقب الأجهزة الفنية مضمونًا.

وإذا كان رئيس الزمالك حريصًا على استمرار النجاح الإداري والحالة الخاصة التي يعيشها مجلس إدارته يجب أن يتوقف عن الدخول في صراعات مقصودة أو غير مقصودة مع إدارة الأهلي ورئيسه.

فأي محاولة لجذب الأهلي إلى صراع لن تنجح، وعلى غرار ما حدث في أزمة ملعب القمة الأخيرة وقع ضغط نفسي على لاعبي الزمالك كان من أسباب الخسارة أمام الأهلي (هذا الضغط لم يكن السبب الرئيسي أو الوحيد)، لكن مثل هذه الصراعات والأزمات المفتعلة قد يكون الزمالك البطل هو المتضرر الأكبر منها.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات