ربما لم يغلق الأهلي بعد قائمته من اللاعبين لكن التساؤلات بدأت منذ اللحظة التي أصر النادي فيها على ضم إيفونا مهاجم الفريق "أومال مين اللي هيلعب في الهجوم" .. "طب وجدو ومتعب هيروحوا فين" .. "عمرو جمال كدة مش هيشمها؟".

وامتدت حينما ضم الفريق صالح جمعة ويحاول بشتى الطرق إنهاء صفقة عمرو السولية لاعب الإسماعيلي والدخول في مفاوضات مع أحمد الشيخ لاعب المقاصة وإلى آخره.

...

"كنت أريد أن يسبب اللاعبون صداعا في رأسي.. لا أريد أن يكون الأمر سهلا علي في اختيار التشكيل"..

هذه كانت كلمات جوزيه مورينيو بعد أداء ضعيف من لاعبيه محمد صلاح وشورلي في إحدى مباريات الكأس.. اللاعبان خذلا البرتغالي جدا لدرجة أنه في عطلة الأسبوع التالية لم يجد أي مشكلة في اختيار التشكيل الذي سيلعب مباراة الدوري، بالطبع استبعد شورلي وصلاح.

ضع نفسك ببساطة في مقعد المدرب في بداية كل موسم مثلما تفعل أثناء كل مباراة عندما تطلب منه أن يشرك لاعبا أو يطيح بلاعب أخر من قائمة الفريق.. هل تحب أن تجد الأمر سهلا أم تفضل هذا الصداع؟

إذا كنت من محبي الاختيارات السهلة فأنت بالتأكيد لم تكن يوما مؤهلا لتدريب الفرق الكبرى التي تنافس على جميع الألقاب التي تشارك فيها.. ما الفائدة من امتلاكك لـ30 لاعبا إذا كان نصفهم لا يصلح للعب أساسيا!

هل جميعهم يلعبون نفس الأدوار؟ بالتأكيد لا.. إذن ما الفائدة من امتلاك قائمة قوية؟ بالتأكيد سيمنح المدرب خيارات كثيرة فأنت صرت تلعب قرابة الخمسين مباراة كل موسم ولكل واحدة ظروف واختيارات وحلول مختلفة ناهيك عن الإصابات والإيقافات الكثيرة.

وبإمكاننا أن نتحدث عن مثالين هنا تعاقد معهما الأهلي.

جون أنطوي مثلا من المهاجمين الذين يتحركون في المساحات ويصنعون لأنفسهم الفرصة دون أن تخرج الكرة من قدم زميله.. دائما يسبق المدافع بخطوة مثلما هو موضح في الصورة (هدفه في وادي دجلة هذا الموسم)

على الجانب الأخر ماليك إيفونا ليس مثل أنطوي ولا يمنح الفريق نفس الحلول التي يمنحها الغاني.. إيفونا ينتظر الكرة دائما يخترق من العمق ومن الأجناب يستخدم سرعته وقوته البدنية ويأتي من الخلف.

..

عد للخلف سنوات قليلة لماذا كان يصر الأهلي في العصر الذهبي له على ضم 7 لاعبين في الوسط مثلا وتقريبا جميعهم دوليين تقريبا ماعدا حسام عاشور والذي كان أساسيا.. لماذا تواجد غالي وشوقي وعاشور وأحمد حسن ومعهم بدائل كمعتز إينو وشهاب الدين أحمد في فريق واحد!

لماذا أصر الأهلي على ضم محمد عبد الله عندما كان نجما لامعا في الدراويش وهو يمتلك إسلام الشاطر.. ثم لماذا عانى في هذا المركز مع أحمد عادل وقم بقياسه في كل المراكز على كل الفترات الزمنية.

هل كان يحب مانويل جوزيه أن يصاب بالصداع أم يخشاه ويريد الاختيار السهل.. لا أعتقد أنه كان مع السهل ولا أعتقد أن أي مدرب كبير يحب السهل.

ربما شكوى جاريدو من كثرة اللاعبين هذا الموسم تفسر الكثير من فشله مع الأهلي خاصة وأنه لم يعتد تدريب الفرق التي تنافس على كل البطولات.. الأمر شكل له صداعا يؤرقه قبل كل مباراة فصار يختار تشكيلا جديدا ويغير هنا وهناك دون اللعب بملامح واضحة.