كتب : محمد خليفة | الأربعاء، 24 يونيو 2015 - 22:18

تحليل زمالكاوي - سر الخلطة .. وكيف حصل الزمالك على المقاولون ببلاش

وجهان لكرة القدم .. الأول هو العمل على تفاصيل صغيرة وانتظار براعة الإمكانات الفردية لتكون حاسمة في حسم نتائج المباريات، والثاني هو أن لها وجها منطقيا يكافيء المجتهدين وأصحاب الاستراتيجيات الواضحة والنظام في الملعب.

الأول هو ما فعله أحمد الشناوي .. والثاني هو ما حققه جوزفالدو فيريرا منذ توليه المسؤولية.. فماذا لو امتلكت الوجهين؟

من الرائع أن تمتلك المزيج.. مدرب ذو فكر واستراتيجية ونظام، وكذلك تمتلك لاعبين قادرين على صنع الفارق بمهارات فردية.

المقاولون العرب

فيريرا بنظامه المعتاد وطريقته التقليدية 4-3-3 يختار إسلام جمال بدلا من علي جبر ويقوم بتثبيت باقي التشكيل. لكن يتدارك خطأ لقاء بتروجيت ويميل توفيق للداخل قليلا ليساعد إبراهيم صلاح دفاعيا وكذلك يتبادل الانطلاق في الجهة اليمنى مع حفني لمساندة حازم إمام ويصبح التبادل بين توفيق وحفني بين عمق الملعب وبين الطرف الأيمن اكثر تناغما.

خريطة تحركات توفيق في مباراة بتروجيت

خريطة تحركات توفيق في مباراة المقاولون

عمر جابر يستمر كنجم اللقاء للمباراة الثانية على التوالي وكأحد أهم نجوم الدور الثاني.

هناك فارق بين النظرية والتطبيق عندما تولى ميدو الفريق العام الماضي طلب من جابر أن يكون مؤثرا ذو بصمة هجومية ويسجل 10 أهداف.. هذا كلام نظري تحليلي وملاحظات حول الفريق.

لكن وجود فيريرا الرجل القادر على تطبيق هذا الكلام .. ليصبح جابر مثلما شاهدنا لاعبا حاسما في 10 مباريات.

دخل الزمالك المباراة هادئا كما هو الحال مع فيريرا الذي يخزن طاقات لاعبيه، خاصة مع الكثافة في ملعب منتصف ملعب المقاولون.. وبعد مرور ربع ساعة بدأ الزمالك يطع يديه على اللقاء ومارس عادته في الاختراق بين الظهير والمساك وخلق كثافة هجومية مباغته بأكثر من لاعب ليضغط جابر وعيد على المساحة بين الظهير الأيمن والمساك ويمرر عيد لحفني لكن ترد العارضة تصويبته.

كرة حفني في العارضة تتشابه مع هدفي أحمد عيد ومن الرائع أن تصل ثلاثة مرات لمرمى المنافس بثلاث كرات متشابهة.

لو صنعت صورة كاملة من خبر (من المران) الذي ينشره FilGoal.com في يوم المباراة وكذلك الصورة الكربونية لهدفي عيد وكرة العارضة لحفني لاستطعنا تكوين فكرة أن هناك عملا في التدريبات وراء ظهور الزمالك بهذا الشكل المنظم في الملعب.

أكثر من محاولة لاستغلال الضربات الثابتة وخلق جملة لا تثمر حتى تأتي لقطة خداع جابر لمدافعي المقاولون. ليرسل عرضية رائعة ارتقى لها كوفي بشكل أكثر من رائع وجعل النتيجة 1-0.

ومن نقطة ضعف الزمالك في الظهير الأيسر ينجح المقاولون في الحصول على ركلة جزاء صحيحة. لكن الشناوي ظهر في واحدة من أفضل لقطاته هذا الموسم ويرد ركلة جزاء بابا أركو ومنها يصنع الزمالك مرتدة الهدف الثاني لتكتمل منظومة فريق بين مدرب يجتهد ويخلق نظاما وبين لاعبين بإمكانات فردية تتدخل للحسم.

وبدلا من استقبال التعادل الزمالك يحسم اللقاء بالثاني ويُسقط المعلم يديه ويصبح جاهزا لتلقي الضربات. وهنا يشعر الزمالكاوية شعور رجلة الاسكنشايزر الذي اشترى الكيس ببريزة ووجد داخله عشرة قروش ليحصل على العبوة مجانا.

في الشوط الثاني يمتلك الزمالك زمام اللقاء ويكثر من نقل الكرة، ويحاول حسن شحاتة المغامرة بإجراء تغييرين أحدهما بطابع هجومي بسحب معتصم سالم والدفع بعمر جمال، فيأتي العقاب سريعا وبالطريقة المفضلة للزمالك وفي اختراق المساحة بين الظهير الأيسر والمساك.

يخترق حفني بتابلوه رائع ويصنع لعيد الذي لا يتردد في انهاء اللقاء تماما.

انذار باسم مرسي الذي ما زال يتخيل أنه قادرا على خداع الحكام كان سببا في غيابه عن لقاء المقاصة وسببا في الدفع بخالد قمر بديلا له لكي يضع قدميه في الملعب قبل لقائي الصفاقسي والمقاصة.

وحالة عيد البدنية المتراجعة جعلت تغيير مصطفى فتحي بدلا منه أمرا منطقيا خاصة أنه سيغيب عن مواجهة الصفاقسي أيضا.

يسيطر الزمالك ويكثر من نقل الكرة وتتقلص خطوة المقاولون في الكرات العرضية لأحمد علي الذي أرهق دفاع الزمالك بعرضياته المتقنة من آخر 30 ياردة دون الحاجة للقرب من خط المرمى.

ويدفع فيريرا بطارق حامد بدلا من حفني ليتم تكليف عمر جابر بواجبات هجومية مع مصطفى فتحي.

وتمر الدقائق الباقية برتم هاديء خاصة أن اللقاء تم قتله في دقيقة الحسم الـ35 .

كلمات سريعة

ثقافة الاستقرار: لو فرضنا فرضا جدلا أن مستوى فيريرا 6/10 فإن استمراره أفضل للزمالك من استقدام مدربا جديدا حتى ولو كان مستواه 8/10. فما باك لو أراد الرئيس أن يغير جهازا كاملا من المدير الفني إلى مخطط الأحمال.

سننتقل من مرحلة العلم والتحليل الرقمي إلى مصطلحات الروح والشباب والخبرة وأولاد النادي.

التدريب علم وهذا العلم لم ينهل منه المصريين بعد.

طالع باقي تحليلات الكاتب

التعليقات