كتب : محمد البنا | الثلاثاء، 23 يونيو 2015 - 11:32

الحرية للمحترفين

هل شاهدت المقاهي المصرية وقت مباريات فيورنتينا في الموسم الماضي بسبب لاعب واحد؟ فماذا لو امتلكت مصر 4 محمد صلاح في دوريات أوروبية مختلفة؟

بين الحين والآخر تصل عروض احتراف مميزة لبعض لاعبي مصر الشباب .. أخرها محمود تريزيجيه من أندرلخت وقريبا بحسب التقارير رمضان صبحي من روما.

أعلن الأهلي في وقت سابق عن رفضه التفريط في تريزيجيه والاحتفاظ باللاعب الشاب وإغلاق ملف أندرلخت.

الأهلي طلب في تريزيجيه الحصول على ثلاثة ملايين ونصف مليون يورو وحتى وإن كانت موافقة أندرلخت على هذا المبلغ مشروطة.. فلماذا الرفض؟

وحتى وإن كان العقد غير مجزي ماليا.. الصحف السويسرية قالت إن المقاولون أخطأ بالتفريط في محمد صلاح مقابل 1.5 مليون يورو.

لكن رئيس المقاولون شريف حبيب قال إنه وضع بندا يتيح له الاستفادة بنسبة 25 % من إعادة بيعه.. وقد كان!

فلتتعلم الأندية المصرية من تجربة المقاولون التي عادت بالنفع ليس فقط على النادي ولكن على مصر وأيضا متابعي الكرة.

كم من تطور حدث لمحمد صلاح في تجربته وإلى أين وصل طموحه؟ أندية عملاقة مثل ميلان وإنتر ويوفنتوس يدخلون سباق الظفر بخدماته.

ومصر بالفعل لديها أكثر من محمد صلاح .. لكن العقبات المتمثلة في المطالب المادية المبالغ فيها وتمسك الأندية بلاعبيها تضيع علينا منتخب مكون من 11 صلاح!

النجاح؟

الأهلي ترك رامي ربيعة يخوض تجربة الاحتراف في الموسم الماضي في سبورتنج لشبونة، ورغم أنه لا يشارك إلا أننا شاهدنا كيف أصبح مستواه مع منتخب مصر أمام تنزانيا.

وفي حالة تفكير ربيعة في العودة أو الرحيل ستكون بوابته هي النادي الأهلي.. إذن فلماذا تحرم اللاعب من تجربة ستعود بالنفع عليه وعليك وعلى مصر لاحقا؟

وبرر علاء عبد الصادق المشرف العام على الكرة رفض رحيل الشباب هو أن الأهلي ينتظر من اللاعبين الواعدين مثل تريزيجيه ورمضان أن يقدموا له أولا.

رغم أننا نسمع دائما مقولة "الأهلي والزمالك مبيقفوش على لاعب" .. إذن فلتتركهم يحترفون، هل قطاع الناشئين بالقلعة الحمراء سيفشل في تعويض تريزيجيه ورمضان؟

هل لجنة التعاقدات في الأهلي ستفشل في استقدام لاعبين ذوي خبرة سواء محليين أو أجانب من المقابل الذي سينعش الخزينة نظير رحيلهما؟

الزمالك أيضا يضم نجوما واعدة تحتاج للنضج مثل مصطفى فتحي وأحمد سمير وباسم مرسي.. لكن السياسة مختلفة وهي إذا وصلت العروض ففكرة قبولها موجودة. والدليل محمد إبراهيم.

ولا بد من الوضع في الاعتبار أن النجاح في تجربة الاحتراف من عدمها لا يلغي فكرة منح الحرية للاعبين الواعدين.

فليس معنى أنني سمحت لربيعة بالاحتراف ولم يحقق النجاح المطلوب هو أنني سأغلق على نفسي وأضيع الفرصة على المواهب التي أمتلكها.

فماذا لو لاقدر الله تعرض أحد المطلوبين لإصابة قوية؟ هل سيغلق النادي أبوابه؟ عمرو جمال مثال حي.

فلتتركوهم يحترفون..

أحمد حسن "كوكا" الذي تم وصفه بـ"الهارب" من منابر عديدة بعد رحيله عن الأهلي في سن صغيرة، أصبح الآن مطلوبا واقترب من الانضمام إلى بنفيكا بطل الدوري البرتغالي.

محمد النني استغنى عنه الأهلي وهو صغيرا فانتقل للمقاولون وأصبح أول لاعب مصري يحقق دوري أوروبي في ثلاثة مواسم متتالية.

أحمد المحمدي أصبح أكثر اللاعبين العرب مشاركة في الدوري الإنجليزي. والأكثر بشكل عام في خوض مباريات متتالية.

علي غزال يسير بخطى ثابتة .. ومجرد أن الناس علمت أن هناك لاعبا بهذا الاسم رغم عدم لعبه للأهلي أو الزمالك فهذا نجاح في حد ذاته.

كل هؤلاء نجحوا رغم عدم الخروج من الأهلي أو الزمالك..

الأمثلة عديدة على نجاح تجربة الاحتراف المصرية لكن بشرط أن يخرج اللاعبون في سن صغيرة .. وقلما تجد الفرصة أن يكون الانتقال من مصر إلى ناد كبير في أوروبا مباشرة.

أشجع بقوة تجربة الاحتراف لتريزيجيه -20 عاما- ورمضان صبحي -18 عاما- ومصطفى فتحي -21 عاما- حتى نرى بعد ثلاث سنوات 4 محمد صلاح في منتخب مصر.

ألا يريد الأهلي أن يتباهى بتقديم موهبة مصرية عبر بوابة أوروبية؟

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات