كتب : عادل كُريّم | السبت، 13 يونيو 2015 - 20:04

"اسمه محمد بركات"

طفل في الـ14 يجلس مع صديق عمره في نادي مدينة نصر.. "فيه ماتش لفرقة 15 سنة دلوقتي مع السكة الحديد.. ما تيجي نتفرج"..

في وسط المباراة يصرخ الطفل: "مين ده؟!!" سؤال وعلامة تعجب عن طفل آخر يلعب صمن فريق السكة الحديد قدم ألعاباً سحرية في المباراة التي فاز بها فريقه بنتيجة 5-3، وسجل هو منها أربعة أهداف بمفرده..

"إسمه محمد بركات".. كان الرد من مدرب السكة الحديد الذي جريت عقب المباراة لأسأله عن هذا العبقري.

أقنعت خالي (رحمة الله عليه) أن يضمني لعضويته في نادي السكة الحديد بطريقة أو بأخرى.

وبعد أن استخرج لي بطاقة العضوية أصبحت هوايتي المفضلة طوال الأجازة وخلال أيام الجمعة هي متابعة مباريات فرق الناشئين بنادي السكة والدوران ورائهم في كل ملاعب القاهرة. فقط حتى أرى المزيد من هذا الـ "محمد بركات".

--

في أحد ليالي عام 2004 على مائدة العشاء مع البرتغالي العائد لتدريب الأهلي.. يسألني مانويل جوزيه "ما رأيك في محمد بركات".. وهو ده سؤال!

قلت له إن حلم حياتي أن أرى هذا اللاعب بالقميص الأحمر.

قلت له إنني أتابعه منذ كان طفلاً في الـ14 وأرى فيه نجماً كلفني عضوية نادي السكة الحديد وتنقلات في كل أندية القاهرة للاستمتاع بموهبته.

--

على مدى تسع سنوات كان بركات يحقق الحلم برفقة زملائه. 4 بطولات لدوري الأبطال ومثلها للسوبر الإفريقي. 7 ألقاب للدوري واثنان للكأس و6 للسوبر المصري. وبرونزية مونديال الأندية.

وقبل عامين بالتمام والكمال قرر بركات أن يعلق حذائه للمرة الأخيرة.

يومها كانت كلمة "شكراً" هي أقل ما يقال.

شكراً من الطفل الذي دار في ملاعب القاهرة للاستمتاع بموهبته. من مشجع الأهلي الذي حلم بارتداءه للقميص الأحمر، فقط ليكون سبباً من أسباب فرحته ومعه ملايين مثله.

البعض تحدث عن أن بركات "زملكاوي" في الأصل. والبعض يؤكد أن هذه حقيقة لا تقبل الجدل.

لكن هذا لا يهم. بركات قدم كل ما يملك من أجل الأهلي.

أخلص بكل لحظة ارتدى فيها قميص الأهلي ودافع عنه. لم يخسر أي مباراة دربي مع الأهلي.

وسيبقى في ذاكرة وتاريخ الأهلي. للأبد.

--

في الذكرى الثانية لاعتزاله.. شكراً محمد بركات

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات