كتب : محمد خليفة | الثلاثاء، 02 يونيو 2015 - 21:18

تحليل زمالكاوي - الزمالك "ابن الناس الكويسين" يتعادل عاديا مع الجونة

في الفيلم السينمائي سهر الليالي أدى خالد أبو النجا شخصية الرجل العادي الذي سبب كمدا لزوجته جيهان فاضل بسبب رتم حياته العادي الذي نتج عنه مللا لها.

الزمالك متقمصا شخصية علي ابن الناس الكويسين خرج بتعادل عادي من ملعب الجونة بهدف لمثله.

فيريرا يختار طريقته المعتادة 4-3-3 لبدء اللقاء نفس توظيف اللاعبين في اللقاء السابق وإن اختار عيد لدور الوسط المهاجم او الجناح الأيسر بدلا من مصطفى فتحي وعمر جابر بدلا من معروف يوسف.

الحاجة لإستراتيجية جديدة

ملعب الجونة ليس كباقي ملاعب مصر. نفس الملعب شهد خسارة المنافس المباشر الأهلي لست نقاط في أربع مباريات مرشحه للزيادة في اللقاء الخامس بالجونة أمام المصري.

لذا كان علي فيريرا أن يعد أمرا غير عادي لمواجهة الجونة في ملعبها.

فيريرا حاول فقط أن يستغل سرعة عمر جابر لذا اختاره على حساب معروف يوسف واختار عيد لقدراته البدنية الأفضل من مصطفى فتحي لكن الزمالك كان بحاجة لأكثر من تغير اسم او أثنين.

الزمالك احتاج الي استراتيجية جديدة تتناسب مع حالة ملعب الجونة.

الاعتماد علي التمرير العرضي الكثير وبدء اللعب وتكوينه في أحد الأطراف ونقلها للطرف الآخر لم يكن ممكنا في ظل حالة الملعب والهواء وكان الأفضل للزمالك أن يختار خيار الـ10 دقائق الأخيرة عندما لعب بجناحين ورأسي حربة.

دفاعيا: الحسنات لا تمحو السيئات

فيريرا اختار اللعب بدفاع متأخر وهو قرار يبدو ملائما لحالة الملعب في الشوط الأول عندما كان الهواء ضد الزمالك. لكن كان علي فيريرا تقديم الدفاع في الشوط الثاني بعد إجهاد لاعبي الوسط فلم يكن منطقيا استمرارهم في تغطية تلك المساحة الشاسعة.

لا يوجد اندفاع هجومي بدون أخذ مخاطرة الدفاع المتقدم واللعب علي خط واحد لفترات في المباراة خاصة في ظل عدم امتلاك الجونة مثلا لمهاجم أجنبي يكسب سباقات السرعة وهو أكثر الكوابيس التي تطارد الدفاع المتقدم.

المدافع غير المهاجم ربما يؤدي المهاجم مباراة سيئة ولكن يوفق في لعبة أو أثنين فيخرج نجما للقاء. وربما لا يمتلك المهاجم إلا مهارة او اثنين ولكنهما يكفيانه للاستمرار كمهاجم ناجح.

بينما على المدافع دوما أن يقترب من المثالية فالمدافع يقيم بقلة الأخطاء التي يرتكبها وليس بالكرات الجيدة التي يلعبها لذا لا يكفي هدف كوفي في لقاء الشرطة لغفران خطأه ولا يكفي هدف علي جبر لنسيان منظره السيء وعمرو السعيد يتلاعب به.

إبراهيم صلاح ميزته روحه العالية في الشوط الثاني وكان من اللاعبين القلائل الذين ظهرت عليهم الجدية الشديدة في الملعب لكنه يملك مستوي أفضل وفي ظل التقارب في المستوى بين إبراهيم صلاح وطارق حامد وكان من الأفضل التدوير بينهما خاصة في المباريات المتتالية المتلاحقة للمجهود الكبير الذي يبذله لاعب الارتكاز الدفاعي في الزمالك.

هجوميا: المهاجم الثاني مشكلة بدون حل

ما زال المهاجم الثاني مشكلة بدون حل ولا يبدو أن الزمالك سيجد لها حلا في باقي الموسم سيظل فيريرا يقوم بالتبديل بين خالد قمر وأحمد علي دون أن يجد ضالته في المهاجم الذي يستطيع اللعب كجناح مهاجم.

ما زاد الطين بله حالة عدم التوفيق لباسم مرسي في كرتين واحدة في كل شوط كلاهما سددها بسن القدم وكلاهما خدعتا متابعي اللقاء وتخيلوها في الشباك.

من الممكن أن نبرر لباسم تلك الكرتين لكن لا يمكن التسامح مع كرة وصلت لباسم في الشوط الثاني واختار بأنانية التسديد دون ان يمرر لتوفيق ويؤدي إلى انفراد توفيق وسيسيه بالمرمى.

كرات كهذه أو تعامل خالد قمر الغريب مع انفراد الشوط الاول لا يمكن التسامح معهم.

وربما كان ممكنا التسامح مع حالة عدم توفيق مصطفى فتحي والتعامل مع أن أرضية الجونة لا تساعد طريقة لعبه لكن لا يمكن التسامح مع محاولته استلام كرة بكعبه أو محاولته عمل كوبري في نصف الملعب في الوقت الضائع أو محاولة تمرير كرات سهلة بخارج القدم بدلا من التمرير المضمون بباطن القدم.

سوء الحظ وعدم التوفيق وارد أما الأنانية أو الاستهتار وعدم الجدية في الأنفاس الأخيرة من الدوري لا يمكن التسامح معهم.

تدخلات فيريرا: نيران صديقة

فيريرا حاول التدخل أكثر من مرة لكن كلها عدا تغير أحمد سمير كانت سلبية ولم يتحسن الأداء بل تراجع فالزمالك كان يصل أكثر بوجود عيد مقارنة ببديل بداية الشوط الثاني مصطفي فتحي الذي لم يلعب كرة واحدة سليمة.

وإن كان هناك عذر للدفع بمصطفى فتحي فلم يتوقع منه هذا المستوى السيء بل انتظر منه أداء أفضل لكن اختيار عيد للخروج بينما كانت حالة قمر كجناح سيئة للغاية.

استمرار قمر في الملعب بهذه الحالة السيئة لم يكن مفهوما إلا لو تغير مركزه إلى مهاجم صريح والاعتماد عليه بجوار باسم ولعب الكثير من الكرات العرضية.

أما في حالة استمرار نفس طريقة اللعب والبحث عن لاعب مكان لاعب فالأفضل كان خروج قمر ونقل عيد للعب كجناح أيمن بدلا من قمر.. التغير الخاطيء لتصحيحه أدى إلى تغير ثان خاطيء أيضا، فلم يكن ممكنا الصبر على قمر أكثر من 10 دقائق أخرى فكان الاختيار الأسوأ سيسيه، وبالطبع مهما كان مستوى قمر في غاية السوء فلم يكن هذا مبررا لدخول سيسيه، فاللعب بـ11 لاعبا يختلف تماما عن اللعب بـ10 لاعبين.

انتقال مصطفى فتحي للجهة اليمنى لم يشكل فارقا فكما كان يقول الأباء للأبناء الراغبين في السفر في الخارج (خايب بلاده خايب بلاد الناس) فالذي فشل في الجهة اليسرى لم ينجح في الجهة اليمنى.

وعلي الزمالك عند البحث عن انتدابات للموسم الجديد البحث عن لاعبين لديهم قوة بدنية بجانب المهارة. فليس من المقبول إذا امتلكت أيمن حفني ومصطفى فتحي تبحث عن النسخة الأضعف أحمد صبري.

دفاع الزمالك المتأخر أرهقه كثيرا في الشوط الثاني بعد تعب حازم وطلبة وإبراهيم صلاح في المشاوير الطويلة المقطوعة وأصبحت كرات الجونة خلف حازم في غاية الخطورة. لكن روح لاعبي الدفاع وإبراهيم صلاح كانت عالية مما منعت الكثير من الخطورة بالفدائية.

لم يتغير أداء الزمالك للأفضل إلا بالتغير الأخير بسمير بدلا من توفيق واللعب بأجنحة يمنى ويسرى وثنائي هجومي.

الحكم والخوف من القرار الكبير

الدفعة في ظهر مصطفى فتحي كانت واضحة رغم عدم قوتها لكنها تبقى دفعة واضحة في ظهر اللاعب لكن الحملة الشديدة علي التحكيم اخافت الحكم من القرار وإن كان الحكم ادائه جيدا طوال اللقاء ولم يظهر تربصا أو رغبة في توجيه النتيجة. لكنه خشى أن يأخذ قرارا كبيرا غير واضح وحاسم.

التعامل العادي مع التعادل العادي

الجمهور يغضب ويتعصب لكن المسؤول عليه أن يتعامل بهدوء وثقة.. وهذا هو الفارق بين مشجع وشخص اختاره الناس ليمثلهم.

الجونة ملعب غاية في الصعوبة وخسارة النقاط فيه واردة وعادية، وعلى الزمالك كإدارة عدم الانفعال والسيطرة على حالة الهدوء المحيطة بالفريق والجهاز الفني وربما يكون للتعادل هذا نتيجة إيجابية في إحداث حالة استفاقة للاعبي الزمالك قبل لقاء سانجا وباقي مباريات الدوري لأخذ ختم الجودة للموسم الطويل المرهق.

التعليقات