كتب : أمير عبد الحليم | الخميس، 14 مايو 2015 - 04:12

ارحل يا أنشيلوتي

في الدقيقة 93 يجري كاسياس بحماس القائد نحو خط التماس ليلعب الكرة إلى مارسيلو حتى لا يجبر فريقه على خسارة لاعب من 9 في منتصف ملعب يوفنتوس. ولكن كاسياس أساسا لا يعرف كيف يلعب رمية التماس.

يخرج كاسياس مهرولا من مرماه بعدما فشل في التصدي لكرة كانت في المتناول من شاب عمره 22 عاما، تحركه مسؤولية شارة القيادة على كتفه ويخطف الكرة من يد مارسيلو بدلا من عودة لاعب من وضعية الهجوم. تسقط الكرة من يده بشكل غريب كما سقطت أمام أتليتكو مدريد وشالكه فيمنح الحكم رمية التماس أو المتنفس ليوفنتوس الذي نجح في إهدار الدقيقة المتبقية من الوقت.

معاناة ريال مدريد وأي مشجع له تتلخص في أن القائد لا يعرف كيف يساعد فريقه أو يوجهه بمعنى أصح في دقيقة فاصلة في الموسم. بل الأكثر أنه أهدرها.

غابت شخصية ريال مدريد على مدار الموسم كاملا وليس أمام يوفنتوس فقط، فخسر الفريق كل شيء. ويكفي أن قائده يتعرض لصافرات استهجان منذ أول مباراة في الموسم كان رده عليها "******".

فشل كاسياس في لعب الدور الذي نجح فيه بوفون على بعد 100 متر، فلاعبو ريال مدريد لا يحركهم القائد ولا يمنحهم القوة. هم يخشون أخطاء القائد أساسا وأصبح الدفاع عنه بعد كل مباراة مملا.

وطبعا، لم يجد كاسياس أمام يوفنتوس من ينقذه كما فعل راموس أمام أتليتكو مدريد.

عامة كمشجع لريال مدريد، لا أجد أي مشكلة تماما في رحيل كاسياس أو جلوسه على مقاعد البدلاء -لو أحب-، ولا أجد في الأمر أي نكران للجميل أو نسيان لتاريخه. الأمر في النهاية باختياره.

ويكفي أن تصدي كاسياس لأي كرة سهلة أو صعبة أصبح إنجازا بالنسبة لمشجعي ريال مدريد رغم أنها وظيفته، ثم يتحسرون وهو يشاهدون نوير وتير شتيجن ودي خيا.

بالنسبة لي نكران الجميل هو أنك ترى أن استمرارك في "تلبيس" الفريق أهون عليك من جلوسك على الدكة. ولكن أنشيلوتي يعلم جيدا ماذا كان مصير الرجل الذي أجلس كاسياس على الدكة.

الفرصة

سجل ريال مدريد في وقت أكثر من مثالي لإنهاء المباراة، فحقيقة كنت أعتقد أننا سنعاني في التسجيل حتى منتصف الشوط الثاني.

عندما تسجل مبكرا هذا الهدف الذي يقتل منافسك تماما. فهذا معناه أنه سيظل تائها حتى يعدل خططه في الاستراحة، وبالتالي فمن البديهي استغلال تحرك لاعبيه للتعويض لتنهي المباراة لصالحك.

وكنت أظن أن أنشيلوتي يتفق مع أليجري في أن الفريقين سيسجلان. ولذلك تمنيت أن يسجل يوفنتوس عندما يكون ريال مدريد متقدما بالفعل بهدفين أو ثلاثة، وأن يكون أنشيلوتي شاهد تسجيل نصف نهائي 2012 أمام بايرن ميونيخ.

استلم رونالدو الكرة في منطقة الجزاء والنتيجة 1-0 وراوغ ليشتشتاينر بطريقة "خده على العاصي" ولكنه بدلا من أن يسدد "كالعادي"، مرر الكرة إلى بيل لتضيع. هل أصبح رونالدو يشاهد ميسي ونيمار ففضل بيل على نفسه؟

لماذا يلعب بيل؟

في الدقيقة 67 عندما ظهر تشيشاريتو على الخط يستعد للنزول. اعتقد أنك قلت بيل سيخرج، أثق في أن الكل اندهش وهو يرى بنزيمة من يخرج.

قبل المباراة، هاجم أنشيلوتي وكيل أعمال بيل لأنه قال أنه مكروه في ريال مدريد. فقرر معاقبة المشجعين بإشراكه أساسيا، ثم زاد العقاب بالاحتفاظ به في الملعب حتى الدقيقة الأخيرة.

إجراء تبديل بدلا من تغيير خطة أثبتت فشلها حتى قبل نهاية المباراة بـ20 دقيقة بالتأكيد يحتاج إلى تفسير. استبدال مهاجم بمهاجم وانت تلعب أمام فريق من المفترض أنك تدرك أنه سيغلق دفاعاته بعدما حقق مراده بالتأكيد يحتاج إلى تفسير.

فلنتفق أن دكة اتحاد الشرطة حاليا تمتلك بدائل أكثر من ريال مدريد، ولكن أنشيلوتي امتلك لاعبين في الملعب يمنحونه مرونة خططية لإخراج بيل واللعب بثنائي هجومي.

جيمس رودريجيز مثلا بالتأكيد كان سيصبح أفضل لو لعب في موقع بيل، وإسكو كان سيكون أخطر لو تحرر من الواجبات الدفاعية أمام فريق لا يخرج من منطقة جزاءه.

المهم أن أنشيلوتي قرر أن يلعب بيل رغم تصريحات وكيله التي من الطبيعي أن تؤثر على أي لاعب معه في الفريق، وقرر أن يتركه يهدر 3 فرص كانت كفيلة بإنقاذ موسم ضائع.

ما خرج به ريال مدريد أن وكيل أعمال بيل تأكد أن زملائه يمررون له حتى لو كان المرمى مفتوحا أمامهم.

ضحية بنزيمة

ما أستفزني أكثر في تبديل تشيشاريتو أن من خرج هو بنزيمة. اعتقدت أنني لن أراه يخرج من الملعب قبل الدقيقة 80 في عهد أنشيلوتي.

هو كان يؤدي مباراة جيدة بالمناسبة، وهذه من المرات القليلة التي من الممكن أن أتحدث عنه إيجابيا. ولكن أنشيلوتي لم يتفق معي.

اعتقد أن تغير أنشيلوتي المفاجئ سببه أنه شاهد موراتا الذي باعه ليحافظ على بنزيمة أساسيا، يسجل هدفين في ريال مدريد من نصف عدد الفرص التي حصل عليها مهاجمه وفشل في ترجمتها.

لماذا الرحيل

القائد يستمد قوته من نجاح قراراته وثقة من حوله. وهذا هو أكبر ضمان للبقاء، ولذلك أنشيلوتي لم يعد الأنسب لريال مدريد.

لن نعيد الحديث عن الموافقة على خسارة شابي ألونسو ودي ماريا والتي دفعها ثمنها الفريق غاليا، ولكن كيف يكون شعور القائد وهو يرى المهاجم الذي استغنى عنه يقتل أخر أمل لديه في الموسم.

هو حتى عندما اختار حماية لاعبيه من صافرات الجماهير. حرقهم.

إدارة ريال مدريد قد تكون أقوى من أنشيلوتي والجسر الذي كان يربطه زيدان بينهما انهار برحيله، وهذا يعجل أكثر برحيل أنشيلوتي. هو ليس الرجل المناسب.

وبالمناسبة الأمر ليس له علاقة بأن ريال مدريد خرج بدون بطولات، فحتى والفريق يخسر كل شيء في أخر مواسم مورينيو. كنت واثقا في أنه سيتوج بكل شيء في الموسم التالي لو استمر، لأن ببساطة شخصية ريال مدريد كانت قوية مستمدة من شخصية مدربه.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات