كتب : أمير عبد الحليم | الإثنين، 27 أبريل 2015 - 22:55

الأهلي يستحق جاريدو

لا أجد أفضل من صورة حسام عاشور "الجاهز" وهو يضع يديه على رأسه في حسرة على حال الأهلي من على مقاعد البدلاء، لتلخص وضعه حاليا.

صورة عاشور لخصت كل شيء يحدث في الأهلي هذا الموسم، بعدما انتقل إليه ما عاشه الزمالك في 10 سنوات. كل هذا حدث في موسم لم يكتمل لإدارة جديدة وجهاز فني يعمل في إفريقيا لأول مرة.

حقيقة، لا أجد جاريدو مخطئا في كل ما صرح به في حواره الذي خلق أزمة. هو فعلا لا يمتلك مقومات النجاح مع الأهلي ولا يتحمل وحده الفشل.

أنا من الذين يحبون أن يتحمل كل شخص نتيجة قراراته سواء إيجابية أو سلبية، وألا يتراجع عنها ويحملها على غيره.

لذلك يستحق الأهلي جاريدو سواء فاز أو خسر، يستحق فشله لأنه لم يبحث أساسا عن النجاح معه.

سيرة ذاتية

من البديهي أن أي مدير عمل ناجح لن يوظف شخصا لا يمتلك سيرة ذاتية وخبرة كافيتين. وهذا أول ما قد يبحث عنه رئيس النادي الأهلي الذي ينافس على كل البطولات كل موسم.

بعد فوز الأهلي بالدوري بمدرب الناشئين، استمر النادي في بحثه عن مدرب أجنبي. وهذا يعني أن سقف الطموحات لدى الإدارة والجماهير أكبر من مجرد الفوز ببطولة.

وأعتقد أن إدارة الأهلي كانت مدركة تماما وهي تتعاقد مع جاريدو أنه مدرب طارده الفشل في كل مكان ذهب إليه حتى في بلده إسبانيا. فمن المفترض أن اختياره كان بسبب الـCV.

فإذا كانت مثلا إدارة الكرة في الأهلي لم تعرف أن جاريدو أقيل من ريال بيتيس بعد 9 مباريات فقط حقق خلالها فوزا وحيدا تاركا الفريق في المركز الأخير في الليجا، فهذا يعني أنها لم تقرأ سيرته ولا تستحق أن تستمر في موقعها.

زيادة عن فترته الكارثية مع بيتيس، لم يسبق لجاريدو العمل في إفريقيا. ولذلك كان أيضا طبيعيا أن يشكو الرجل من عدم وجود طائرة خاصة للأهلي.

إفريقيا

جاريدو محق تماما فيما صرح به بشأن الإرهاق الذي يضرب الفريق في الرحلات الإفريقية، والاقتراح الذي تحول لشائعة بأن الأهلي سيمتلك طائرة خاصة كان رائعا للفريق سواء مع جاريدو أو بعده.

ولكن الأهلي فاز بدوري أبطال إفريقيا 8 مرات بدون طائرة خاصة. وهذا يبدو أن جاريدو لا يعرفه أو لم يخبره به أحد بمعنى أصح.

فالطبيعي أن إدارة الأهلي اجتمعت بجاريدو قبل التعاقد معه ونقلت له ظروف الفريق والمطلوب منه بشكل مفصل.

وهذا ينقلنا إلى ما صرح به جاريدو بشأن بناء الفريق.

فالرجل قال إن إدارة الأهلي طلبت منه إعداد فريق جديد، ولذلك الفوز ببطولتين يعد إنجازا. هو محق.

وبالتالي، الأهلي يستحق جاريدو لأنه يبني فريقا جديدا من عناصر شابة دون أن يضم 19 صفقة مثلا كالزمالك، وخسارة الدوري لأول مرة بعد 8 مواسم متتالية في سبيل بناء فريق قوي ليس كارثة.

وهذا ينقلنا للسؤال الإجباري مع كل مدرب جديد. إشمعنى مانويل جوزيه؟

جوزيه

جوزيه جاء إلى مصر في 2001 لأول مرة. خسر الدوري ولكنه فاز بدوري أبطال إفريقيا. ورغم ذلك رحل لأن ذلك لم يكن كافيا.

كان قرار خاطئا على أي حال، ولكنه أفاد الأهلي وجوزيه نفسه عندما عاد في 2004 لأنه ببساطة منح جوزيه ما كان يحتاجه لينجح. رفض العمل مع علاء عبد الصادق.

هو رأى أن ذلك ما سيمنحه النجاح. هذا قراره وله الحرية التامة في ذلك كما كان للإدارة الحرية في إقالته لو كانت النتائج سيئة.

هل يمتلك جاريدو نفس الدعم؟ أشك في ذلك، والدليل إنه قال أنه طلب زيادة عدد أفراد الجهاز الطبي، وهو شيء بسيط، أكثر من مرة دون أن يتم تلبية طلبه.

وإذا كانت إدارة الأهلي أجبرته على قبول أشخاص معينة في جهازه الفني، فالانتظار حتى نهاية الموسم لتلبية اختياراته بعدما يكون بات يعرف أكثر عن الكرة المصرية ومن حوله لازم.

هو قال أساسا إنه مجبر على التعامل مع قائمة تضم 31 لاعبا، فحتى الرجل لا يختار لاعبيه.

التعاقدات

تعاقد الأهلي في الشتاء مع مؤمن زكريا وبيتر إيبيموبوي وهندريك هلمكه في يناير، وهي مراكز استحقت التدعيم في الأهلي. ولكن هل ضم الأهلي اللاعبين المناسبين؟

بصرف النظر عن الـ5 ملايين التي دفعها الأهلي لضم مؤمن زكريا، فهو الوحيد الذي عاد ضمه بفائدة على الفريق. إيبي يصاب أكثر مما يسجل. ويبدو أن هندريك سيرحل قبل أن يلعب.

الأخير بالذات يكشف كيف تدار الأمور في الجهاز الفني، فالأهلي ضم لاعبا مصابا دون أي سيرة ذاتية مع شائعات أن إصابته تلك مزمنة ورحل عن فريقه مجانا دون أن يلعب مباراة رسمية واحدة.

هذه المواصفات وجدها قطاع الكرة في ناد يفتخر بأنه الأكثر تتويجا على مستوى العالم، مناسبة لضم لاعب.

في المقابل، أتم الزمالك 19 صفقة قبل بداية الموسم، لم يظهر لاعب منهم بشكل مخيب، ورغم ذلك لم يخرج المدير الفني ليشكو من كثرة اللاعبين.

تعاقب على الزمالك 4 مدربين منذ بداية الموسم ولم يخرج واحد منهم يشكو كثرة اللاعبين وتحملوا المسؤولية دون مبررات. وفي هذه أيضا ليس العيب على جاريدو وحده.

الشماعة

في كل مباراة كان يخسر فيها الأهلي أو يتعادل، كان يخرج علاء عبد الصادق أو وائل جمعة ليصرح أن المشكلة في الحكام وليس في الأداء.

قال جمعة في بداية الموسم إن إنبي منافسنا في الدوري، وعبد الصادق صرح بعد التعادل مع الإسماعيلي أن الأهلي أفضل فريق في الدوري. ولا ترى الجماهير ذلك.

الجهاز الفني واللاعبون وجدوا الشماعة المناسبة لتبرير الخسارة من الرجاء والتعادل مع الأسيوطي، فلا يهم المنافسة أو اللحاق بالزمالك. فهم سيفوزون بالدوري لأن الشركة الراعية "مظبطة" لجنة الحكام.

خسر الأهلي السوبر الإفريقي وقد يودع دوري أبطال إفريقيا، وبات واضحا أن الخسارة ليس سببها برزنتيشن.

مشاكل الأهلي ليست في اللاعبين أو صفقات الزمالك أو في لجنة الحكام أو ملعب الجونة. بل ليست حتى في جاريدو.

فمن اختار جاريدو ومن خسر أمام الزمالك في موسم الانتقالات واختار ضم لاعبين مصابين، هو الذي يتحمل مسؤولية الانهيار.

فأنا واثق تماما من أن حتى إقالة جاريدو لن تحسن نتائج الأهلي أو تحل الأزمة، لأنه سيكررها باختلاف الأسماء والتفاصيل.

في الزمالك الآن يستقيل عضو مجلس إدارة لأن المدير الفني رفض أن يكون هناك مشرفا على الكرة. رفض أن يعلو صوت غير صوته في غرفة اللاعبين.

تحمل مسؤولية اختيارك حتى النهاية، وقبل أن تبحث عن النجاح وفر أسبابه.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات