كتب : أحمد عفيفي | الأحد، 12 أبريل 2015 - 16:40

بلوج عفيفي – تعاطفا مع أبو تريكة

كزملكاوي "متعصب" كنت ولازلت أرى في أبو تريكة لاعباً فذاً يرتدي ألوان الفريق المنافس.. يحقق لهم البطولات ويسجل في مرمى فريقي ويحتفل بحركة "الطيارة" (اللطيفة) التي لطالما أردت تفجير التلفزيون بسببها.

كنت أراه أيضاً يسقط داخل مناطق الجزاء سعياً للحصول على ركلات جزاء وهمية متسلحاً بملائكية مصنوعة إعلامياً تضغط على الحكام لتصديقه.. أبو تريكة هيكدب يعني!! ده أبو تريكة يا جدع..

كنت أرى مبالغة شديدة في تمجيده ووصف ملائكيته بشكل لا تطيقه مرارتي الباسلة.

لطالما ارتبط تمجيد أبو تريكة إعلامياً بملائكية ما.. و لطالما رأيت أن كرة القدم للمتعة والبهجة ليست لدروس القراءة الرشيدة.

كما أني أعرف يقيناً أننا جميعاً كبشر، نفرح ونحزن ونحب ونكره ونسب ونلعن.. ليس بيننا ملائكة..

فكانت تستفزني الأوصاف الملائكية لاسيما إن كانت ألوان هذا الملاك المزعوم منافسه.. ولذلك كنت أهاجمه بشده.. أهاجم ما أراه سخيفاً في فكرة المبالغة القدسية دون المساس بإمكانيات فنية تميزه لا ينكرها إلا جاحد.

ولكن.. مؤخراً بدأت أضبط نفسي متلبساً بالتعاطف مع نفس الشخص.. مع أبو تريكة!!

نعم.. تعاطفت مع المنافس الرياضي عندما وجدت ما هو غير رياضي يلتهمني و يلتهمه .. تعاطفت معه ضد شيطان الاستقطاب السياسي البغيض الذي ما إن اقترب من أي شيء جميل حتى أفسده.

لم أعرف بالتحديد هل أنا متعاطف مع شخص أبو تريكة أم مع ما يمثله لي، ولكني أعرف يقيناً أني متعاطف.. متعاطف مع منافس ضد عدو.. عدو لي وله وللرياضة بكل تفاصيلها

الاستقطاب السياسي الذي اقتحم جلسات المقاهي وعالم السوشيال ميديا والذي قسم مجتمعنا شعوباً وقبائلا لتنافروا، والذي يزحف الآن لتشويه نجوم كروية على خلفية انتماءات سياسية ودينية التي لا دخل لكرة القدم بها.

تعاطفت معه أو بتعبير أدق تعاطفت مع ما يربطني به.. كرة القدم.

ما يجمعني بأبو تريكة أكبر وأرقى وأنقى مما يجمعني بقذارات الكون.. تعاطفت لأن أبو تريكة في الأساس لاعب كرة قدم موهوب منافس انتقده وأهاجمه ويدافع عنه في المقابل محبوه في إطارات بسيطة بريئة تدخل في نطاق التعصب الوسطي الجميل الذي لا يحتوي على كلمات مثل دم وإرهاب وخيانة عظمى وما شابه من مفردات أمنية حربية لا يروق لي التعامل معاها.

لا تخصني في أبو تريكة أخلاقه ولا معتقداته ولا أيدولوجياته ولا انتماءاته الفكرية ولا الاجتماعية ولا حتى الدينية .. تخصني موهبته، تخصني كرة القدم بكل ما فيها من عاطفة لفريقي وعدوانية (رياضية) تجاه المنافس..

هو في النهاية منافس في لعبه خلقت للمتعة وليس خصماً سياسياً أتمنى إقصائه أو إدخاله السجون أو أي من تلك المفردات البغيضة.

على فكرة.. لست هنا لأحدد الصح أو الخطأ، فأنا لا أحمل الحقيقة المطلقة .. ولا يحملها غيري بالمناسبة.. لست أدعو الناس للتعامل مع الأمور بطريقتي، فقط أطرحها لأني أراها الأسلم.

بالمناسبة. أنا لا أشارك أبو تريكة أيا من أفكاره تلك وأختلف مع 150% منها.. و لكنها أفكاره هو وأنا أؤمن بحرية الفكر والتعبير ولا أحب إفساد ما أحبه بخلطه بما لا أحبه..

ليبقى أبو تريكة رقماً فذاً في صفوف المنافس وليبقى شيكابالا أعظم مواهب كرة القدم في مصر، ومحدش يسألني ايه علاقة شيكابالا بالموضوع.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات