أنا جيرارد – (2) ألعب الكرة من أجل جون بول

الأربعاء، 04 مارس 2015 - 14:19

كتب : عادل كُريّم

الحلقة الثانية - 15 إبريل 1989.. يوم لا يُمحى من ذاكرة كل عشاق ليفربول.. يوم مأساة هيلسبورو حين سقط 96 مشجعاً من جماهير ليفربول ضحايا أثناء مباراة نوتنجهام فورست في نصف نهائي كأس الاتحاد الانجليزي..

جيرارد ابن التاسعة جلس يتابع المباراة في بيته.. المباراة تتوقف والأنباء تتسارع.. هناك ضحايا عددهم يتزايد في كل دقيقة..

عن قلب ليفربول.. حكايات لا يعرفها الكثيرون يحكيها بنفسه في كتابه "جيرارد.. سيرتي الذاتية".. يلقي FilGoal.com الضوء على بعض من تلك القصص في هذه السلسلة..

FilGoal.com يمنح زواره تجربة مميزة ويضع بين أيديهم سلسلة حلقات لأهم ما طرح من أسرار وخبايا داخل كتب العديد من المدربين واللاعبين على مستوى العالم..وبعد ما كانت البداية مع زلاتان إبراهيموفيتش، ثم الساحر بيرلو، والآن مع قلب ليفربول، جيرارد.

كل ما سيتم ذكره الآن، نُشر على لسان جيرارد نفسه..

"دين"

اعتدت الذهاب للمباريات في أنفيلد.. ليفربول في عائلتنا بمثابة دين يدين به الجميع.. لكنني لم أسافر خارج المدينة في هذا الوقت..

"جلست مع والدي بول ووالدتي جولي وشقيقي بول أمام التليفيزيون بذهول.. كنا نتساءل هل هناك شخص نعرفه هناك؟ لماذا حدث ذلك؟"..

"قبل النوم قمت بصلاة لأدعو فيها الله ألا يكون أحد معارفنا ذهب ضحية هذه المأساة.. حاولنا النوم لكننا لم نستطع.. وفي الثامنة صباحاً طرق باب المنزل.. كان جدي توني على الباب.. حينما رأيته عرفت أن العائلة لم تنجو من هذا الحادث"..

"إنه جون بول الصغير".. قالها الجد فقط ليسقط ستيفن منهاراً..

جون بول جيلهولي.. أصغر ضحايا مأساة هيلسبورو.. طفل في العاشرة من عمره وإبن عم ستيفن جيرارد.. والدته أرادت مفاجأته فأحضرت له تذكرة لمباراة نصف نهائي الكأس في شيفيلد.. وتركته لأحد أصدقاء الأسرة ليسافر معه.. لكنه لم يعد أبداً..

"كان جون بول يكبرني بعام واحد.. كانت كل أوقاتنا معاً حديث عن ليفربول.. النادي كان هو كل حياته.. كنا نلعب الكرة معاً في الحديقة وحينما التحقت بالأكاديمية قبله كان يقول لي سنلعب معاً يوماً ما في أنفيلد.. لكن جون بول ذهب إلى شيفيلد ولم يعد"..

"بعد سنة تقريباً كنت أتدرب في الأكاديمية.. نظرت في المدرج لأجد والد جون بول ينظر إلى ويبتسم.. يومها شعرت بعزيمة أكبر لأحقق حلمنا الذي اتفقنا عليه ولم يحققه هو"..

"قبل مباراتي الأولى بقميص ليفربول جاء والد جون بول ووالدته إلى النادي.. قالا لي جون بول فخور بك الآن، لا تخذله.. بعد المباراة وحين كان اللاعبون يحتفلون كنت أنا أفكر في جون بول.. كنت أعرف أنه يتابعني وهو سعيد لأنني حققت الحلم الذي حلمنا به معاً"..

خارج ملعب أنفيلد هناك شعلتان تضيئان بلا توقف تخليداً لذكرى ضحايا هيلسبورو، ولوحة تذكارية تحمل اسماء الـ96..

"في كل مرة أعبر فيها بوابة شانكلي في طريقي لأنفيلد أتوقف أمام اللوحة.. أنظر للأسماء وأتوقف عند إسم جون بول جيلهولي.. في كل مرة أشعر بنفس الرجفة في جسمي.. أصلي من أجله ثم أدخل للملعب"..

"لم أخبر أحداً بهذا من قبل، لكنها الحقيقة.. أنا ألعب الكرة من أجل جون بول"..

التعليقات
مقالات حرة