ليفربول بالمصري - من هيلزبره للدفاع الجوي.. عن إخفاء الحقائق في الكارثة

الأربعاء، 25 فبراير 2015 - 17:50

كتب : وكالات

ما أشبه الليلة بالبارحة.. قبل ما يقرب من 26 عام أو في 15 إبريل 1989 علي وجه التحديد حدث ما يشبه ذلك تماماً ولكن في بلادٍ أخري، المأساة الأبشع في تاريخ اللعبة الشعبية الأولي إلي يومنا هذا حدثت في انجلترا خلال مباراة ليڤربول ونوتنجهام فورست في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي علي ملعب هيلزبره بمدينة شيفيلد..

القاصي والداني وكل من كان مرتبطاً بكرة القدم بشكل أو بآخر يعلم تماماً أن شعبية ليڤربول تفوق نظيرتها في نوتنجهام فورست أياً كان مكان إقامة اللقاء، ألا إن طرفين فقط لم يريا نفس الحقيقة..

الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والشرطة البريطانية كذلك قررا توزيع تذاكر المباراة بشكل مغاير للواقع، فجماهير ليڤربول الموصومة بالسمعة السيئة منذ حادثة ملعب هيسيل في بلچيكا سيتم منحهم النسبة الأقل من مقاعد المباراة.

ليس ذلك فحسب ولكنهم سيستخدمون عدداً أقل من البوابات للدخول إلي الملعب كذلك من أجل فرض أكبر قدر ممكن من السيطرة عليهم ولتسهيل عملية تفتيشهم والتحكم في تحركاتهم من وإلي المدرج..

موعد انطلاق اللقاء يقترب ولازال الجميع مكتظون خارج الملعب عند بوابات الدخول المحدودة ومع قلة أعداد التذاكر المتاحة بدأ الجميع في التدافع والاشتباك مع أفراد الشرطة المكلفين بتأمين اللقاء، وبدأت محاولات الكر والفر بين الجميع لدخول ملعب المباراة بأي شكل كان..

بدأت المباراة وفقدت الشرطة السيطرة كذلك في التوقيت نفسه، تحطمت البوابات وتدافع الجميع للدخول بأعداد أكبر من تحمل المدرج المخصص، والنتيجة الحتمية هي وفاة 96 شخصاً وسقوط 766 جريحاً..

هل بدأت أركان التشابه في الوضوح والاكتمال داخل ذهنك؟

هنا وهناك قرر الجميع أن يفرض حلاً أمنياً للسيطرة علي فئة من المشجعين تُعرف باسم الهوليجانز..

إذن فلتكتمل أركان التشابه المأساوي بأن تشير أصابع الاتهام للمشجعين أنفسهم بأنهم السبب الرئيسي فيما حدث نتيجة سوء تصرفهم وتدافعهم للدخول إلي ملعب المباراة بدون توجيه اللوم حتي للشرطة أو منظمي اللقاء..

هل انتهي الأمر عند هذا الحد؟

قرر أهالي الضحايا ونادي ليڤربول عدم التنازل والبحث عن المتسبب الحقيقي في الكارثة.. وفي سبتمبر 2012 ظهر إلي النور تقرير أحد لجان تقصي الحقائق المستقلة التي ظلت تبحث في الأمر لفترة طويلة.

التقرير المُكَون من 395 صفحة أكد أن إخفاق الشرطة في السيطرة علي الأحداث كان السبب الرئيسي في سقوط الضحايا، كما ألقي الضوء أيضا علي التستر من قِبَل السلطات التي سعت بانتظام إلي إلقاء اللوم علي المشجعين أكثر من الشرطة وخدمات الإسعاف.

كما أشار إلي تقديم أدلة فيها تغييرات جوهرية عن مثيلتها التي ظهرت خلال التحقيقات العلنية الخاصة بالكارثة..

وجد تقرير اللجنة المكونة من سبعة أعضاء علي رأسهم أسقف مدينة ليڤربول أن الشرطة حاولت التخفيف من الضغط الناجم عن تدافع الجمهور خارج الملعب من أجل الدخول إلي القسم المخصص لمشجعي ليڤربول، فقامت بفتح مدخل من أجل تسهيل دخول المشجعين فدفع من كان متواجداً منذ البداية في المدرجات الثمن لأن التدافع الآتي من الخلف ألصقهم بسياج الملعب وأدي إلي مصرع 94 منهم في أماكنهم قبل أن يفارق اثنان آخران الحياة في المستشفي..

من جهته تقدم رئيس الوزراء البريطاني "ديڤيد كاميرون" باعتذاره إلي عائلات الضحايا الذين لقوا حتفهم في المأساة عما سماه "الظلم المزدوج" الذي عانوا منه، وقال "كاميرون" أمام مجلس العموم البريطاني: "بإسم الحكومة والدولة بأكملها بطبيعة الحال أنا متأسف جداً علي هذا الظلم المزدوج الذي بقي دون تصحيح لفترة طويلة"..

كما أشار الشخص نفسه أمام البرلمان إلي أن الشرطة حاولت مراراً أن تخفي البراهين التي تكشف عن أنها تتحمل مسئولية ما حدث، كما سعت إلي تحميل المشجعين المسؤولية الكاملة في هذه المأساة، وكشف كذلك عن أنه كان هناك تقصير من قِبَل رجال الإسعاف أيضاً لأنه كان بإمكانهم إنعاش بعض الضحايا لو قدموا لهم المساعدة بشكل أسرع..

ونحن اليوم إذ نستعرض كل ما سبق تضامناً منا مع جماهير نادي الزمالك المصري وأهالي الضحايا في المطالبة بكشف الجناة الحقيقيين، ونُبدي استعدادنا التام بصفتنا الرسمية والشخصية لمشاركتهم ما تم إنجازه طوال الأعوام الماضية حتي الوصول للمتسبب الرئيسي في المأساة كما جاء علي لسان "أندريا كوبر" المسؤول الأول عن مؤسسة ليڤربول الخيرية خلال زيارتها الأخيرة لمصر..

في المقالات القادمة سنستعرض الحلول المقترحة للكارثة كما جاءت في تقرير لورد "تايلور" الصادر في أغسطس 1989 بعد 4 أشهر فقط من المأساة ولازالت بنوده تُطبق حرفياً في الملاعب الإنجليزية حتي اليوم..

ويبقي السؤال: كم سينتظر المصريون حتي يصدر تقريرهم المشابه وإلي متي سيصبرون حتي يتم تطبيق بنوده؟!!

المحتوى مقدم من: الرابطة الرسمية لنادي ليفربول في مصر.

أحمد نجيب جاد –Liverpool Supporters Club Egypt

للتواصل مع رابطة مشجعي ليڤربول الرسمية بمصر:

via facebook: "Liverpool Supporters Club Egypt"

via twitter: @liverpoolegypt

--

FilGoal.com يتعاون مع الصفحات الرسمية للأندية الأوروبية، يمنح زواره تجربة مميزة، لأن من يكون اسمه متواجدا في سجلات نادي ليفربول، بالتأكيد هو أقدر من يتكلم عن الحمر..

ليفربول ليس الوحيد الذي سيقدم جمهوره موضوعات شيقة ومعلومات مميزة، بل سنتعاون مع الروابط المعترف بها من قبل الأندية الكبرى في أوروبا، لتغطية في الجول.

التعليقات