كتب : عمر زعزوع | الخميس، 19 فبراير 2015 - 13:35

تشيلسي في طريقه إلى ثلاثية هذا الموسم

عرضية من جون تيري، كعب ’على الطاير’ من جاري كاهيل، و رأسية من برانيسلاف إيفانوفيتش تسكن المرمى... يبدو هدفا يلخص بشدة لماذا تشيلسي هو مرشح قوي لحصد ثنائية هذا الموسم بل ثلاثية أيضا.

هدف التقدم لتشيلسي في شباك باريس سان جيرمان – و الذي كانت بدايته كرة ركنية - يبرز أحد أبرز نقاط قوة البلوز؛ فهو أخطر فرق الدوري الإنجليزي الممتاز في الكرات الثابتة.

رأس الحربة دييجو كوستا وثلاثي خط الظهر تيري، كاهيل و إيفانوفيتش (وأحيانا نيمانيا ماتيتش) يجيدون التمركز في الكرات الثابتة داخل منطقة جزاء الخصم ومن ثم الارتقاء فوق منافسيهم لكسب الكرة في الهواء وإيداعها برأسهم داخل الشباك.

مع إثنين يجيدان لعب الكرات الثابتة (أوسكار و سيسك فابريجاس)، تشيلسي يمتلك سلاحا بالفعل مهم في إنهاء المباريات لصالحه، سلاح كان يسهل ضرب به برشلونة وهو في أشد قوته في وقت من الأوقات.

مثال لذلك كان الهدف الذي افتتح به التسجيل جون تيري من رأسية في فوز لتشيلسي 2-0 ضد ستوك سيتي في ديسمبر العام الماضي، وهدف آخر مهد لفريقه لفوز متتالي على وست هام في المباراة التالية (في البوكسنج داي).

لكن بالطبع ليس هذا السبب فحسب الذي يجعل من تشيلسي فريق قادر على حصد ثلاثية هذا الموسم بما فيها دوري أبطال أوروبا.

في الأعوام الأخيرة أثبت جوزيه مورينيو - ومعه دييجو سيميوني مدرب اتلتكو مدريد - أنه ليس مهماً أن تكسب معركة وسط الملعب؛ بل المهم هو أن تنتصر في ثلث فريقك الدفاعي والثلث الأخير من الملعب.

مورينيو ينتمي للمدرسة التي تحب كرة رد الفعل، والتي تقوم ببساطة على فريق ملتزم ومنظم دفاعياً يجيد إغلاق المساحات أمام خصمه في مناطقه الدفاعية مع استغلال سريع للهجمات المرتدة لضرب المنافس.

هذا ما عهدنا مورينيو عليه، ومباراة إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في 2010 أمام برشلونة لا تزال حية في ذاكرة الجميع.

لكن حقيقةً يختلف الوضع اليوم مع تشيلسي مورينيو، بالطبع المدرب البرتغالي لم يتخل عن منهجه و طريقته المفضلة - فقد لعب بشيء مماثل أمام سان جيرمان - لكن يضاف إلى ذلك نقاط أخرى تجعل من تشيلسي الأقرب بالفعل إلى أن يكون فريق متكامل.

تشيلسي يمتلك وسط ملعب غاية في القوة و كفيل بإعطائه أفضلية على كثير من الفرق الإنجليزية و الأوروبية.

فمن يمتلك ارتكاز بقوة ماتيتش و صانع ألعاب مثل سيسك ومن أمامهم مهارة كبيرة كأوسكار غالباً ما ستكون له الغلبة في معظم الأحوال.

ومن هنا مورينيو يستطيع أن يتخلي عن أسلوب رد الفعل الذي اعتاده إلى أخذ المبادرة ومهاجمة الخصم، مستغلا في ذلك حيوية و سرعة ايدين أزار وراميرس وويليان الذين هم دوماً في حالة حركة و تبادل للمراكز لغربلة دفاعات الخصم.

فتشيلسي يستطيع الآن أن يفوز بنتيجة 5-0 و ألا يجعل فرصه قائمةً فقط على تلك المساحات التي يوفرها له خصمه بالهجوم علي فريقه.

يضاف إلى ذلك خيارات مورينيو المتعددة التي تساعده في التحكم في مدى قوة و صلابة وسط ملعبه دفاعياً بناءً على المباراة و شخصية الخصم الذي يلاقيه.

فعندما تكون المباراة سهلة نسبيا يستطيع إن يلعب بتشكيله المعتاد في وسط الملعب المكون من ماتيتش (الذي لا غنى عنه في جميع الأحوال) و فابريجاس و أوسكار في الأمام.

كان الخصم متميزاً بعض الشيء في تلك المنطقة، يستطيع أن يستبدل أوسكار بجون أوبي ميكل بحيث يلعب النيجيري كارتكاز دفاعي ثاني بجوار ماتيتش مع إعطاء الفرصة لسيسك باللعب امامهم.

أراد مورينيو أن يزيد "الخناق" على خصمه أكثر من ذلك، يمكنه اللعب براميريس بدلاً من سيسك بحيث يكون ويليان لاعب نمرة 10 أمام ارتكازي الوسط، و لقاء تشيلسي مع مانشيستر سيتي الموسم المنصرم على ملعب الإتحاد أكبر نموذج لذلك.

وقتها خرج تشيلسي فائزاً خارج الأرض 1-0 بهدف لإيفانوفيتش بوسط ملعب مكون آنذاك من ديفيد لويز وماتيتش وويليان أمام فريق يمتلك يايا توريه و خيسوس نافاس و ديفيد سيلفا.

لعلك لاحظت اني لم اتحدث عن كوستا كمهاجم ولا عن رباعي خط الظهر و حارس المرمى تيبو كورتوا. فأنت بالتأكيد تعلم أنه لا يوجد خلاف علىهم على الإطلاق.

و إن وجب التنويه أنه حتى في تلك المراكز، مورينيو يمتلك من الخيارات أيضاً ما يساعده في إيجاد شخصية مختلفة لذلك الخط المعني - أقصد أكثر الهجوم.

ذلك إلى جانب كوستا القوي السريع الذي يكسب الكرات الهوائية ويجيد تهديد مرمى الخصم بقدميه اليمنى واليسرى، هناك لويك ريمي الذي يستطيع الجري خلف دفاعات الخصم وبين خطوته الطولية، وهناك أيضاً المخضرم ديدييه دروجبا.

الفيل الإيفواري وإن كان بالفعل في عامه الـ36، إلا أنه يتفوق على ريمي السريع في حسن تمركزه داخل منطقة الجزاء - أي ورقة يستطيع مورينيو الدفع بها في آخر اللقاء إن كان في احتياج للفوز و يصل للمرمى كثيراً من خلال العرضيات.

معظم الفرق الأوروبية الكبيرة في أشد قوتها كانت تعاني من نقطة ضعف معينة تعطي للخصم فرصة لاستغلالها، وقد ضربنا مثل ببرشلونة بيب جوارديولا الذي كان يعاني من الكرات الثابتة، سبب لذلك قصر قامة لاعبي الفريق، الى جانب المعاناه في فك طلاسم الفرق المتكتلة دفاعياً كإينتر في 2010.

ريال مدريد مورينيو رغم خطورة ميسوت أوزيل و كريستيانو رونالدو وأنخل دي ماريا في المرتدات إلا أنه طالما كان عرضة لتلقي هدف من كرة ثابتة.. وهناك أيضاً أمثلة أخرى متعددة كامنشستر يونايتد مع السير أليكس فيرجسون.

لكن الفريق الذي كاد أن يكون متكاملاً هو بايرن ميونيخ مع يوب هينكس، والذي استطاع أن يوجد توازناً لفريقه بين لعبة امتلاك الكرة واللعب أيضاً على المرتدات، فكانا يجيدان الإثنين معاً.

وقتها إستطاع الفريق البافاري أن يحصد رباعية من البطولات بعد أن انهوا الدوري متفوقين بـ91 نقطة من 34 مباراة والتي شهدت تسجيلهم لـ98 هدف و تلقي مرماهم لـ18 هدف.

تشيلسي اليوم يبدو مشابهاً جداً، و بعكس الموسم الماضي لم يعد يعاني أمام الفرق التي تتكتل أمام منطقة دفاعها - كما يحب مورينيو أن يفعل - لفتح ثغرات بها.

هذا علماً بأن تشيلسي قد خرج من كأس الاتحاد بعد خسارةٍ غير متوقعةٍ على أرضه من برادفورد سيتي، ينافس الفريق اللندني حاليا على ثلات بطولات هذا الموسم.

هم أقرب بالفعل لحصد بطولة الدوري الممتاز والكابتال وان و التي سيلاقون فيها توتنام في النهائي، و لكن الأمر ليس بعيداً أيضا على الصعيد الأوروبي.

ريال مدريد لم يعد بنفس المستوى الذي أنهى به 2014 و غالباً ستكون العقبة متمثلة في برشلونة بثلاثي هجومهم الخطير و بايرن - أول البوندزليجا بفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه وولفسبورج.

لكن تشيلسي فريق خطوطه متكاملة إلى أقصى درجة؛ والأهم من ذلك لديهم رفاهية تنويع طرق اللعب و عدم التقيد بطريقة معينة حسب نوع المنافس، فبهؤلاء اللاعبين و بهذا المدرب، يستطيع تشيلسي أن يحقق الفوز بثاني دوري أوروبي له.

لمناقشتي عبر تويتر..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات