كتب : أحمد عفيفي | الأحد، 15 فبراير 2015 - 22:09

بلوج عفيفي - طيور الظلام

مقدمة لابد منها.. بسم الله الرحمن الرحيم.. حشر هذا الكم من البشر في هذه المساحة هو استهانه بآدميتهم ومخاطرة بحياتهم.. إطلاق الغاز عليهم هو قرار بموتهم فعلا دون ترك مساحة للحظ لإنقاذهم من مخاطرة الحشر.. لا أعتقد أن لدى أي منا صعوبة في رؤية هذه الحقائق إن كنت تريد الرؤية فعلا.. لا شيء آخر.

كالعادة.. تربص البعض بكل ما هو بعيد عن جوهر الحدث بكل ما هو غير مهم من تفاصيل المأساة وعلى رأس أولويات كل منهم السؤال الأهم:

كم من النقاط ستحتسب لي إن شككت في فلان أو زايدت على علان أو ابديت من الحزن أكثر مما أبداه ترتان..

هل ستجعل مزايدتي عليهم مني بطلاً.. هل سيعتبرني الرأي العام أكثر جدارة منهم بمكانتهم؟ هل سيضعون صورتي وبجانبها أشعار أمل دنقل ويدوسوا Share؟

على كم لايك سأحصل وكم ريتويت؟ مولد.. هذا يزايد هذا يمثل هذا يعتلي قمة خشبة المسرح ليصرخ بأعلى صوت بكلام فارغ وجمل جهورية غير مترابطة غير مفهومة ليس لها أي علاقة بصلب الحدث ..

صرخات فيها من الادعاء والرياء ما يكفي لطمس الأثار الحقيقية للدماء.. هناك من صب جم غضبه على المهندس محمود الشامي عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم.. و لما لا فمحمود الشامي هو من أعاد الجماهير وصمم القفص الحديدي وضرب الغاز.. محمود الشامي هو مخترع الغاز أصلا..

حلقه تلفزيونيه كاملة تبكي فيها المذيعة من التأثر وهي تطالب رئيس الجمهورية بإنقاذ عمر جابر.. كم هي شجاعة؟ ربنا سيختطفها الحوثيون بعد تلك الحلقة النارية عن عمر.. خصوصا بعد ما أبدته من حقائق ربما تقلب طاولة المفاوضات بين السيسي وبوتين الذي كان ينوي الاستعانة بعمر جابر للتأثير على الجماعات اليمينية المتطرفة بحكم خبرته كباك اليمين.

وسط الدخان والضجيج و في ظل ترك الأصول والانغماس العمدي في الفرعيات لم يتردد البعض في انتهاز الفرصة للانقضاض على الزمالك نفسه بكل ما يمثله تحت شعار الغضب من أجل الدم.. ما علاقة الدم والغضب بالزمالك؟

بدأت تعلو فجأه الأصوات اقتلوا هؤلاء من أجل الشهداء.. احرقوا هؤلاء من أجل الشهداء.. خونوا هؤلاء من أجل الشهداء ..

من يتردد عن سحق هؤلاء هو بلا شك خائن لدماء الشهداء.. كل شيء ممهور بالتوقيع المقدس "من اجل الشهداء" ويا ويل من يحاول مجرد التفكير أو التعقل ..

مجرد استخدام عقلك سيقابله اتهاماً اوتوماتيكي بالخيانة فتجد نفسك أمام خيارين إما الانقياد او الصمت خوفاً..

فكروا بما تبقى لديكم من عقلانية بماذا سيستفيد من نحتسبهم عند الله شهداء او ذويهم فعلا من حرق هؤلاء أو سحق هؤلاء أو تدمير هؤلاء؟ علماً بأن أولئك وهؤلاء ليس لهم أي علاقة بمسؤولية الدم نفسه لنتحدث عنهم بهذا الحماس.. لنتحدث عنهم أصلا..

من المستفيد الوحيد إذاً من كل هذا الخراب المحتمل؟ هل تسمح لي بالإجابة ؟ انهم طيور الظلام من اعداء الزمالك .. أعداء قبل وأثناء وبعد الكارثة.. أعداءه في كل وقت و حين

سيزايدون عليك سيبتزونك سيرهبونك فكرياً لتسكت وتشاهد الدمار مكبل اليدين حقناً لنفسك وكرامتك و خوفاً على ما تبقى من مكانتك من أن تلطخ بعار ما يسمونه خيانة الشهداء.. ولكن أرجوك اصمد .. لا تحني رأسك وصوتك وكرامتك صمتاً على تدمير الزمالك الذي هو وحده الرباط المقدس الذي يجمعنا معاً.

الزمالك هو أصل الحكاية هو كلمة البداية و المقدمة و العقدة و الحل.. هو دائماً كلمة النهاية .. كل من ننعيهم و نبكي من أجلهم ما كانت خطوطنا لتتقاطع معهم إلا عنده.. ما كنا أحببناهم صدقناهم او حتى عرفناهم إلا بحبه

لو كان منهم من لازال معنا لكان يقاتل الآن من أجل الزمالك بهتاف في مدرج أو بجدال مع أصدقائه في الكلية أو المدرسة أو مكان العمل أو حتى بكلمة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي بحساب شخصي مزين بصورة صاحبه بقميص الزمالك هذا إن لم تكن الصورة لشعار الزمالك نفسه..

لو كانوا معنا لكانوا في صدارة المتصدين لكل من تسول لهم أنفسهم تطويع كل حدث ضد الزمالك

إن كنت تتمزق فعلاً من أجلهم .. اجتهد لإظهار حقيقة موتهم.. ارفض تمييع وتشعيب القضية وإغراقها في بئر المسؤولية الجماعية الذي يخرج منه الجميع سالمون.. أضعف الأيمان تصدق من أجلهم.. واسي أهلهم .. ولكن لا تعتدي على من كان حلمهم

أصدقائي .. يا من فصلني عن مصيركم عدة دقائق تأخير عن موعدي في يوم لم تتأخروا فيه انتم كعادتكم للأسف عن موعد الزمالك..

سيجاهد كل منا لحفظ القضية من التشعيب والتتوية وإدخالها متاهات.. سنقاوم عجلة الحياة في دهسها القاسي لكل ذكرى .. تغمدكم الله برحمته و تقبلكم عنده من الشهداء.

--

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر

وتابع أحمد عفيفي على فيس بوك بالضغط هنا..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات