كتب : وليد الحسيني | الخميس، 27 نوفمبر 2014 - 06:57

الجلد التخين في الجبلاية

منذ خروج منتخب مصر من تصفيات أمم إفريقيا 2015، والكل يتحدث منتقدا اتحاد الكرة - وهو انتقاد في محله – بعد الفشل المتتالي للمنتخبات المصرية في التصفيات الإفريقية، ونال المدير الفني السابق للمنتخب شوقي غريب جانبا غير قليل من الانتقادات، لأنه يتحمل جزء من مسؤولية الفشل، ولكن...

شوقي غريب ليس المسؤول الأول عن فشل المنتخب المصري، كما أن اتحاد الكرة ليس المسؤول الوحيد عن الفشل المتتالي، ولكن عليه ان يتحمل تبعات سياساته، فالسبب الأول والرئيسي في فشل الكرة المصرية هو عدم وجود منظومة لكرة القدم من الأساس.

اتحاد الكرة الذي فشل مع كل المنتخبات المصرية، لم يخجل من فشله، وتفرغ للخلافات حول هوية المدير الفني القادم لمنتخب مصر، وكل عضو يسعى لفرض وجهة نظره، وكأن أزمة الكرة المصرية تتلخص في إسم المدرب الجديد للفراعنة، وهو تفكير سطحي وفج.

سياسة "الجلد التخين" التي يطبقها اتحاد الكرة بنجاح منقطع النظير غير مقبولة في الجبلاية، فالتمسك بالبقاء على الكراسي حتى أخر نفس في أخر مشجع مصري غير معقول ، ولابد أن يفكر اتحاد الكرة مجرد تفكير في الإستقالة لأنه فشل ، لأن "اللي عنده دم أحسن من اللي عنده عزبة ".

أعلم أن مطالبة مجلس إدارة اتحاد الكرة بالرحيل ممن تلقاء نفسه للشعور بالفشل ضربا من ضروب الخيال، ويحتمون في لائحة الفيفا التي تحميهم من الإقالة – ملعون أبو هذه اللائحة - خاصة وأن اتحاد الكرة ليس حالة استثنائية في مصر، ولكنها حالة عامة في البلد التي عانت طويلا وكثيرا من الفاشلين ، كما أن أغلب أعضاء الإتحاد يتمسكون بالكرسي لأنهم على علم تام بأن فرص نجاحهم في أي إنتخابات مقبلة سيكون صعبا.

منذ خروج منتخب مصر من تصفيات أمم إفريقيا ، خرجت أصواتا كثيرة في الوسط الكروي تنتقد الإتحاد والمنتخب وشوقي غريب - ولهم الحق في ذلك - ، وأقول أسفا أن الغالبية العظمى من هؤلاء المنتقدين لا يختلفون عن إتحاد الكرة ومستوى أدائه ، وكلهم طامعين في المناصب لا أكثر ، ومأساة الكرة المصرية في المحيطين بها الراغبين في العمل طمعا في ملايين كرة القدم.

الغريب أن ثلاثة على الأقل من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة منهم رئيس الإتحاد نفسه يفكرون جديا في خوض انتخابات مجلس النواب القادم، على اعتبار إنهم حققوا نحاجا باهرا في إتحاد الكرة، ويريدون نقل نجاحهم لمجلس النواب ، عرفتوا البلد هتروح فين؟ في 60 داهية طبعا!!

ماذا كنا ننتظر من اتحاد يقوده محاسب سابق بأحد فنادق الأقصر لا أكثر؟ وهو لا يمتلك من مقومات رئيس اتحاد رياضي شيئا.

وأغلب الأعضاء معه من المشتاقين الذين لم يحلموا مجرد حلم في وقت سابق في دخول مبنى اتحاد الكرة أوالتعيين كموظفين، ومنهم لله من كانوا السبب في وجود إتحاد على رأسه رجل يهوى السفر على حساب الإتحاد مثله مثل كثير من أعضاء مجلسه.

اتحاد الكرة يبحث حاليا عن مدير فني جديد للفراعنة، وتجاهل أن الأنسب الأن هو البحث عن مجلس إدارة جديد يقود الجبلاية بعد الفشل المؤكد والواضح للمجلس الحالي.

فهل ننتظر نجاحا لاتحاد وافق وبالإجماع على تعيين مدير فني لمنتخب 97 وهو لم يكمل تعليمه ، وهو معتمد جمال؟ لمجرد إنه أحد المقربين من قلب هاني أبوريدة.

كما وافق على تعيين مدرب مساعد في المنتخب الاول وهو لا يحمل مؤهلا دراسيا، وهو عبد الستار صبري؟ لمجرد أن المشير طنطاوي يحبه وأوصى به الاتحاد خيرا.

على الرجل الخفي داخل اتحاد الكرة هاني أبوريدة، أن يرجع خطوة للخلف بعد أن ورط اتحاد الكرة في اختيارات أكلت الأخضر واليابس للكرة المصرية، وأن ينتظر قليلا لحين إستعادة الكرة المصرية لعافيتها، وبعدها ممكن أن يعود للهو بالكرة المصرية من جديد، طالما كان مكتوبا على جبين الكرة ، أو كونها جزءا من إرثه عن عائلته العريقة على ما يبدو ، وكفاه خرابا في الكرة المصرية.

إذا كانت اختيارات وقدرات أبوريدة العقلية والفكرية هكذا ، فالمؤكد أن الله كان رحيما بإتحاد الكرة حينما أبعده بقدرة قادر عن رئاسة الاتحاد ، ويبدو أن قدراته الإدارية أقل بكثير من الصورة التي يسعى البعض لغرسها في عقل الرأي العام على اعتبار أنه عضو بالاتحادين الأفريقي والدولي.

ولكن العالمين ببواطن أمور إنتخابات الكاف والفيفا يعلمون كيف تدار إنتخاباتهما ، فالأكثر فسادا هو الأكثر حظوظا في كلا المؤسستين الكبيرتين، وليس لها علاقة بالقدرات الذهنية أو الإدارية أو العقلية.

نقطة أخيرة

صمت وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز، على المهاترات غير المقبولة في الوسط الرياضي بصفة عامة والكروي بصفة خاصة غير مبرر ولا يصح، ويجب أن يتحمل مسؤولياته ، ويتخذ القرارات التي تعيد الهيبة والهدوء للوسط الرياضي ، لأن مسك العصا من المنتصف يأخذ من رصيده .

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات