كتب : هشام إسماعيل | الخميس، 20 نوفمبر 2014 - 02:15

ماذا لو كان مورينيو مدربا للمنتخب

كعادة المؤسسات الهزيلة الضعيفة بعد أي فشل يخرج كل من هو مسؤول عنها ليبرر لنفسه أو لزملائه الفاشلين ما حدث، لكن قبل أيام خرج علينا هاني أبو ريدة يقول أن مورينيو كان سيحقق النتائج نفسها لو تولى تدريب المنتخب بدلا من شوقي غريب.

في مصر لا يُخفى سرا والجميع يعلم أن أبو ريدة هو من جاء بشوقي غريب وسانده منذ يومه الأول، وهو من حارب لاستمراره حتى النهاية.

..

لكن ماذا فعلا لو كان جوزيه مورينيو مدربا للمنتخب؟ دعونا نفترض لدقائق أنه بالفعل وافق على تولي مسؤولية منتخب مصر.

سنعود بالأحداث منذ تولي شوقي غريب، ونرى كيف كان يتصرف مع بعض الأحداث التي ساهمت في "العك" الذي رأيناه خلال تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015 ونقارنه بتصرفات مستوحاة من قصص حقيقية لجوزيه مورينيو.

(1)

تبريرات الهزيمة التي كان يقدمها شوقي غريب عقب كل مباراة كان أمرا مشينا، عار على الكرة المصرية التي كانت رقم 1 في إفريقيا حتى وقت قريب.

لكن تبريره للهزيمة الثانية أمام السنغال أمرا مختلفا، شوقي غريب رأى أن الأداء الذي للأسف الشديد شاهدته من الملعب هو الأفضل للفراعنة في التصفيات.

كان اللاعبون تائهين في الملعب، لم نصنع فرصا.. إلا واحدة على ما أذكر أما البقية كانت "تلطيش فردي".. السنغال لو كانت تريد مضاعفة النتيجة لفعلت بسهولة.

هل بتلك الطريقة كان سيعامل مورينيو لاعبيه بعد أي خسارة؟ بالعودة لمباراة شهيرة مثل خماسية برشلونة في ريال مدريد عندما كان يقود الملكي.. خرج بكل "أناقة" وحمل نفسه المسؤولية بعد أن تخلى عن وسط الملعب للكاتالونيين.

أمام كوينز بارك رينجرز مؤخرا على سبيل المثال فاز تشيلسي بصعوبة على ملعبه خرج لينتقد أداء لاعبيه، ليحققوا فوزا على ليفربول خارج ملعبهم الأسبوع الذي تلاه.. ليس عيبا أن ينتقد المدرب أداء لاعبيه فالجميع يفعل ذلك ماعدا الضعفاء.

وانتقد أكثر من لاعب سواء كبيرا أو صغيرا على الأداء الهزيل الذي يقدمه، أشهرهم أزار نجم الفريق بعد مباراة أتليتكو مدريد في دوري أبطال أوروبا.

(2)

لم أصدق ما قاله شوقي غريب عن عدم استدعاء الحضري لمباراة السنغال الثانية بعد أن أكد أن السد العالي "بيقريف" عندما لا يكون الحارس رقم 1 بالتالي لن يستدعيه إلا في حالة واحدة هي وأن يلعب أساسيا مثلما حدث في تونس.

أين شخصية المدرب؟ هل من الطبيعي أن يتم استدعاء أي لاعب حتى يلعب أساسيا فقط!

مورينيو سبق وأن أطاح بإيكر كاسياس من التشكيل الأساسي لريال مدريد وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت له إلا أنه ثبت على قراره سواء كان من الصواب أم لا حتى يومه الأخير.

الموسم الحالي وقع مورينيو في الاختيار بين حارسين ممتازين.. بيتر تشك بالتأكيد ليس مسرورا بفقدان المركز الذي اعتاد عليه طوال السنوات التسع الماضية لكن كيف تعامل البرتغالي مع الأمر؟ ليس مثل شوقي غريب لحُسن حظ مشجعي تشيلسي.

(3)

شوقي غريب "لا أتدخل في الأمور الطبية لأن طبيب المنتخب أكثر دراية مني".. الجملة الثانية هي الصحيحة لكن هل هذه هي الطريقة التي يتعامل بها المدير الفني لأي فريق مع المصابين؟

كيف لمدير فني أن يبعد نفسه عن الأمور الطبية في أي فريق.. فهم لم يطلبوا منك أن تنصحهم بتناول أدوية معينة، الأمر أكبر من ذلك.

ما حدث في أزمة الشناوي مع طبيب المنتخب كارثة بكل المقاييس سواء كان اللاعب مخطئا أو الطبيب أو كلاهما.. فإن شوقي غريب يتحمل خطأ لا يقل عنهما تماما.

على الجانب الآخر من العالم أثار مورينيو مشكلة كبيرة مع منتخب إسبانيا بسبب حالة دييجو كوستا التي منعته ذلك الوقت من المشاركة في المباريات مع المنتخب، وأقحم نفسه في الأمر حتى خضع ديل بوسكي لما هو صحيح في النهاية.

مورينيو لا يمتلك الحق في منع إسبانيا من استدعاء دييجو كوستا، لكنه على الأقل لم يكن مغيبا ويعرف ما يمر به مهاجم الفريق ونقله بدوره إلى ديل بوسكي.

(4)

شوقي غريب خرج منذ أول شهر له يؤكد أنه مازال يبني فريقا.. لو أنت من هواة متابعة تصريحات ما بعد المباراة أو اللقاءات التلفزيونية بالتأكيد سمعت مدرب منتخب مصر طوال العام الماضي يؤكد أنه يبني فريقا شابا.

جوزيه مورينيو قال نفس الأمر مع تشيلسي بعد أن عاد للبلوز مرة أخرى، وربما استخدمها لتبرير فشله في الفوز بأي بطولة طوال الموسم وهي المرة الأولى في تاريخه.

لكن الحصيلة مع مورينيو كانت أن البعض استسلم لفكرة أن تشيلسي هو بطل الدوري الإنجليزي هذا العام قبل حتى مرور نصفه بسبب قوة البلوز، يمكنك أيضا أن ترى معدل أعمار اللاعبين في البلوز كيف انخفض مع ارتفاع بمستوى الفريق.

أما الخلاصة مع غريب منتخب بلا شكل بلا أداء بلا أي شيء.. مورينيو ترى أنه استغنى عن لامبارد أيقونة تشيلسي مقابل شراء سيسك، كورتوا بدلا من تشك بالإضافة أنه منح أوسكار وويليان فرصا أكبر، دييجو كوستا بدلا من توريس.

شوقي غريب استدعى الحضري أكثر من مرة، المنتخب به أكثر من لاعب تخطى الـ30 من عمره أو تخطوا حاجز الـ100 مباراة دولية.. حتى أنه كان خجولا في الدفع بعمرو جمال أفضل مهاجم مصري طوال العام الذي قضاه في تدريب المنتخب.

..

تصريحات هاني أبو ريدة الذي يدير الأمور بشكل عملي ما هي إلا مبررات جديدة لفشل المنظومة الكروية في مصر التي لا تستطيع أن تنظم بطولة منتظمة معروف جدولها أو تبني فريقا لا يحقق ولو حتى درجات النجاة.

الإنجازات لم تقترن يوما ما بالعشوائية.. النجاح لا يأتي إلا لكل من اجتهد واتبع مسارا صحيحا أو كان الأقرب للصواب، لكن ما يحدث مع الكرة المصرية ليس إلا نتاج لفشل القائمين عليها.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات