كتب : عمر زعزوع | الخميس، 02 أكتوبر 2014 - 22:43

هل أصبح ويلبيك "مهاجم" أخيرا؟

بغض النظر عن انتماء حضراتكم للأهلي أو الزمالك أو لأي ناد آخر، وبغض النظر عن موقفك من لاعب كعماد متعب (تحبه أم لا)، هل تتذكر رأيك وقت أن كان حسن شحاتة يفضل الأخير كرأس حربة للمنتخب الوطني حتى على حساب آخرين ممن كانوا يبدون أفضل على المرمى آنذاك؟

إذا كنت ممن كانوا ينتقدون شحاتة حينها بسبب اعتماده وتفضيله لمتعب ’المبالغ فيهما‘، وإذا كنت من المهتمين بالكرة العالمية وخصوصا الإنجليزية، فغالباً أنت أيضا متبني موقف مشابه ضد داني ويلبيك مهاجم الأرسنال الجديد معتبرا إياه رأس حربة متواضع بسبب فشله في إنهاء الكثير من الفرص التي لاحت له وهو لاعب في صفوف مانشستر يونايتد.

هذا ليس تشبيها بين الدولي الإنجليزي ونظيره المصري، فالإثنان مختلفان تماما في صفاتهما كمهاجمين، ولكن موضع الشبه هنا يقع في تقييمهما فنيا بناء على خطورتهما التهديفية فقط – وهو للأمانة ليس خطأ، فمهمة رأس الحربة أولا هي تهديد مرمى الخصم وتسجيل الأهداف ولكن ليس هذا فحسب.

فمتعب لم يكن يسجل وإنما دوره كان أساسيا في منح آخرين فرص للتسجيل حتى و إن كانت بطريقة غير مباشرة.

يساعده في ذلك قدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط وأخذها إلى أماكن بعيدة عن مناطق التهديف داخل منطقة الجزاء (التي نظريا من المفترض أن يكون متواجدا بها) ومن ثم التمرير لزملائه القادمين من الخلف.

ومشجعو مانشستر يونايتد لا يحبون ويلبيك كثيرا، فالمهاجم الإنجليزي من الواضح أنه أحبطهم مرارا بفشله المتكرر أمام المرمى و خصوصا في مباراتهم العام الماضي أمام بايرن ميونيخ على ملعب أولد ترافورد في دوري أبطال أوروبا و التي انتهت بالتعادل 1-1.

من تعودوا على آندي كول و روود فان نستلروي و واين روني لن يرضيهم ويلبيك، يبدو منطقيا جدا.

ولكن هل هذا معناه أن ويلبيك مهاجم غير جيد؟ أو دعنا نكون أكثر دقة.. مهاجم ليس بمستوى فرق الكبار في الدوري الإنجليزي؟ أو كما قال لويس فان جال "ويلبيك ليس جيدا بما يكفي للعب في يونايتد".

للإجابة عن هذا السؤال نحتاج أولا أن نحدد ما هي معايير التقييم للمهاجم و التي تغيرت كثيرا في العقد الأخير.

مهاجم الصندوق The Poacher و هو نوعية رأس الحربة الذي يتواجد غالبا داخل منطقة الجزاء لاستقبال عرضيات زملائه و لإسكانها الشباك لم يعد متواجدا كما كان من قبل.

هدافون دورهم مقصور فقط على التسجيل مثل حسام حسن وروبي فاولر ورود فان نستلروي لم يعدوا موجودين اليوم، فكرة القدم الحديثة أصبحت تتطلب رأس حربة يقوم بمهام أخرى إلى جانب وظيفة التهديف.

وبناء على تلك المهام و امتلاك اللاعب للصفات المطلوبة للقيام بها يكون التقييم.

ويلبيك لاعب يمتلك سرعة كبيرة، يجيد التحرك خلف خط ظهر الخصم (يمكنك مشاهدة أهدافه الثلاث في شباك جلاتاسراي في دوري الأبطال لفهم ما أقصد و إن كان دفاع المنافس دون المستوى)، يضغط جيدا على ظهيري الجنب و لاعب ارتكاز الوسط، إلى جانب نسبة تمريرات دقيقة عالية للغاية.

لكن فان جال المدرب الكبير الذي قاد هولندا للمركز الثالث في كأس العالم يبدو أنه لم يكن مقتنعا به، فهل أخطأ فان جال؟

الحقيقة لا، لم يخطئ فان جال، كل ما في الأمر أن كل مدير فني يتطلب مهاجم بصفات معينة تناسب أسلوبه و طريقة لعبه و من الواضح أن ويلبيك لم يكن بذلك المهاجم.

الأمر قد يكون مختلفا تماما مع أرسنال و الذي دائما ما يأتي مدربهم أرسن فينجر بمهاجمين لهم مساهمات أخرى غير التهديف.

فأوليفيير جيرو كان مثار انتقاد الكثيرين من جمهور أرسنال العام الماضي لرعونته أمام المرمى، و لكن لا أحد ينكر دوره في بناء الهجمات و الـ link-up play

تييري هنري كان قناصا فذا، لكن من يقول أن دور الفرنسي كان يقتصر على التهديف فقط من الممكن أن يذهب لتحليل مباريات التنس بدلاً من الكرة.

فالزئبقي كان ماكينة صناعة أهداف عظيمة وفي أحيان نقطة انطلاقاته كانت تبدأ من الأجناب (وخصوصا الأيسر) لبدء هوايته في تعذيب حارس الخصم.

أتوقع أن يتألق ويلبيك مع أرسنال فهو يناسبهم تماما وإن أثار غضب جمهور المدفعجية في أوقات – فقط أتمنى ألا تكون حاسمة.

ولكن على هذا الجمهور ألا يعمل دوما على تذكير مشجعي يونايتد بخسارتهم الجسيمة لويلبيك (إن تألق)، ليس من أجل الحفاظ على وحدة صف الشعب الإنجليزي أمام مؤامرات الخونة و العملاء، و لكن ببساطة لأن أسلوب أرسنال و إحتياجات مدربه قد تختلف تماما عن طريقة يونايتد و متطلبات مدربه.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات