كتب : أحمد عز الدين | السبت، 14 يونيو 2014 - 07:10

هل - ماتت التيكي تاكا؟

ريال مدريد سحق بايرن ميونيخ بأربعة أهداف، وهولندا أسقطت كرامة إسبانيا بخماسية، هل هناك إثبات أكثر أن التيكي تاكا ماتت؟

في الحقيقة لم تمت التيكي تاكا، لا توجد خطة تموت، توجد فكرة تحتاج لتعديلات حتى تناسب الأوضاع الجديدة وهلم جرة.

هل تذكرون 3-5-2 وكيف ماتت وكنا نقول العالم كله أصبح يلعب 4-4-2.

حسنا، هناك نظرية لتطور الخطط في السنوات الماضية، سناقشها في عدة حلقات، كل مرة سنضع خطة ونشرح مميزاتها وعيوبها، متى ظهرت، ولماذا اهتزت، وكيف تتطور.

اليوم فقط بداية، مقدمة تأتي بعد جرعة الحماس الهائلة القادمة من فوز خطة هولندا على تيكي تاكا إسبانيا، وبعد ظهور البرازيل مهتزة رغم أنها لم تواجه فريقا عظيما.

1) ظهرت 4-2-3-1 لتقضي على 4-4-2

4-4-2 كانت تعتمد على جناحين يبتعدان كثيرا عن منطقة الجزاء.. الجناح الكلاسيكي مثل ديفيد بيكام وبيرند شنايدر.

هذا الجناح الذي يرسل كرات عرضية بعيدة المدى، دقيقة، لكنها لا تضايق كثيرا فريق يتمركز بشكل سليم وبكثافة عددية كبيرة.

هنا جاءت 4-3-3 ثم تطورت إلى 4-2-3-1، لتعلن عن الجناح الهجومي، آريين روبن اخترق أقوى الدفاعات لأن الفرق المنافسة لم تكن مستعدة لمثل هذا الجناح الذي لا يحمل أعباء دفاعية كبيرة.

مورينيو طور 4-2-3-1 في 2009-2010، طلب من ظهيري الجنب ألا يزيدا في الهجوم بشكل كبير، بل يدخلان للعمق أكثر لتأمين دفاع الفريق أمام الأسماء الهجومية الكبيرة.

2) ظهرت التيكي تاكا لتقضي على مدرسة 4-2-3-1.

التيكي تاكا الحقيقية ليست فقط استحواذ، بل هي دمج بين الاستحواذ والهجمات السريعة المنظمة.

ما فعله منتخب إسبانيا في 2014 كان استحواذا فقط.

فليس الاستحواذ 70% مع صنع 3 هجمات هو التيكي تاكا.. بل أن تصنع 40 هجمة، وفي كل مرة تكون دقتك في إنهاء الهجمة بشكل سليم سببا في وصول الاستحواذ لنسبة 70%.

اللعب القطري كان سلاح بيب لشن هجمات سريعة، وحين تنتهي الهجمة تسترجع الكرة بفضل الضغط العالي من ديفيد بيا وليونيل ميسي وبيدرو رودريجز.

كانت قاتلة، لم يستطع أحد الوقوف أمامها، باتت مدرسة دفعت أندية عديدة أموالا طائلة لتقليدها دون جدوى.

3) عادت 3-5-2 لتقتل التيكي تاكا

التيكي تاكا و4-2-3-1 مورينيو رقصا كثيرا، تصارعا طويلا.. إلى أن عادت 3-5-2 للحياة.

فالعيب الرئيسي في التيكي تاكا و4-2-3-1 مورينيو، أن ظهيري الجنب لا يلعبان بشكل تقليدي.

مع بيب ظهيرا الجنب يهاجمان من العمق كثيرا، لأن اللعب يكون قطريا، وبالتالي تظهر مساحات خلف الظهير الذي يدخل للعمق.. ومع مورينيو ظهيرا الجنب يدافعان بعمق منذ البداية للنهاية.

وهذا التحرك للعمق من ظهيري الجنب، جعل الجناحين في 3-5-2 أمامها مساحات واسعة جدا للتحرك والتقدم.

3-5-2 فيها مدافع في العمق، ومدافعين يتقدم كل منهما على جبهة، وبالتالي يمنحان فرصة لظهيري الجنب للاندفاع الهجومي بحرية أكبر.

نابولي فعلها، أودينيزي من قبله، وجاء يوفنتوس بعد ذلك وإن كانت حالة السيدة العجوز مختلفة نوعا ما.

4) استخدموا 4-4-2 لسحق 3-5-2.

و4-4-2 الكلاسيكية تقضي على 3-5-2، لأن 3-5-2 فيها جناح واحد، أما 4-4-2 الكلاسيكية جناحها يدافع.

ريال مدريد هذا الموسم قتل بايرن ميونيخ بهذه الطريقة، تشيلسي أفلت من فيسنتي كالديرون في جولة الذهاب بتلك الطريقة، وأتليتكو سحق تشيلسي نفسه في الإياب بالفكرة نفسها.

---

كرة القدم علم يتطور، لا يوجد صواب وخطأ.. بل مفاجأة للخصم بفكرة جديدة، سرعان ما يظهر من يقتلها، هذه هي متعتها، وهذا هو ما نراه في المونديال.

4-2-3-1 كانت الزعيم في 2010، مع البرازيل في 2014 تجد السليساو يعاني دفاعيا بسبب عدم التزام هالك ونيمار بواجبات دفاعية.

التيكي تاكا كانت مهيمنة على العالم لسنوات وسنوات، ومع هولندا 3-5-2 سحقت إسبانيا.

و3-5-2 إن كانت حلا للتيكي تاكا، لكنها أسقطت يوفنتوس كفريسة سهلة لريال مدريد بعدما استخدم مع أنشيلوتي 4-4-2 التقليدية، مستفيدا طبعا من أن أنخل دي ماريا يملك مرونة خططية غير عادية، وأن جاريث بيل وإن تحرك من مكان جناح تقليدي، يملك سرعة غير تقليدية.

يا الله، ما أمتع كرة القدم.

في السنة الماضية كنت أسأل نفسي، وما الفائدة من شرح الخطط وأفكارها؟ وما الهدف من تعلم هذا العلم إن كان الهدف الأساسي من مشاهدة كرة القدم هي الاستمتاع فقط..

لا حاجة لي لأن أشغل رأسي بالفارق بين 4-4-2 و4-2-3-1 و4-1-2-1-2 وكل هذه الكلكعة.

لكن التفكير في كرة القدم وخططها ممتع تماما ككرة القدم نفسها، هناك نهم بأن ننفصل عن العالم سواء ونحن نشاهد المباراة او نستعد لها أو نفكر فيها.

كم واحد منكم كان يكتب خططا وتشكيلات في كراسة محاضرات الجامعة والمدرسة؟

لهؤلاء، تعالوا نتابع كأس العالم معا بكل ما فيها من متعة، فنية وخططية.

للتواصل عبر تويتر، اضغط هنا..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات