كتب : أمير عبد الحليم | الأحد، 18 مايو 2014 - 15:32

1000 لايك لصورة سيميوني

اتليتكو مدريد

لأنه لا يدرب ريال مدريد أو برشلونة، للأسف صورة دييجو سيميوني لم تعجب أحد.. صورة على الفيس بوك ربما تكون لمحتها قبل عامين ولم يثر انتباهك فيها أي شئ سوى التعليق الرخيص!

صورة قد تنشرها نفس الصفحة الآن ولكن بتعليق مختلف.. لأن "لايكاتها" مضمونة، ولا يوجد اليوم من لم يصبح معجبا بسيميوني.

كل محايد.. بالإضافة أكيد إلى مشجعي ريال مدريد، كانوا يشجعون أتليتكو مدريد للفوز بالليجا.. يستمر منهم فقط المحايدون في نهائي دوري أبطال أوروبا ولكن ينضم لهم مشجعو برشلونة.

هذه المتعة والثقة في فريق إسباني ثالث كانت ما تنقص الليجا، وجاء سيميوني بها.

ولكني لا أخفي عليكم -بصفتي مشجعا لريال مدريد- أنني في حيرة زائدة الآن.. هل الفوز بالليجا سيرفع من معنويات لاعبي أتليتكو قبل نهائي دوري الأبطال، أم أن مواجهة برشلونة "خلصت عليهم"؟

لا، المشكلة ليست في لاعبي أتليتكو.. بل في دييجو سيميوني، رجل يحب الفوز بكل شئ.. فنفس اللاعبين لم يمثلوا لي أي مشكلة عندما كنا نواجههم في 2011، ولكن الأمر بات مختلفا بعد قدوم سيميوني.. تحديدا في يناير 2012.

تحول أتليتكو من فريق في المراكز الأخيرة لبطل الليجا "باستحقاق" في موسمين فقط، رغم أن قوام الفريق لم يتغير.. بل أنه -كالعادة- خسر أكثر قوته في سوق الانتقالات.

"سيذهب الأطفال إلى مدارسهم وهم يرتدون قمصان أتليتكو مدريد بكل فخر، وهذا أروع ما في التتويج" سيميوني في مايو 2012 بعد الفوز بالدوري الأوروبي

في الطبيعي يفكر المدربون في منصات التتويج كدليل على النجاح.. إنجاز شخصي جديد.. لتكون سببا للاستمرار، فبطولة تعني استمرارك.

سيميوني ربما ينظر إلى أمور أكثر عمقا في الوصول لمنصات التتويج.. أمور عاطفية مثلا، يشعر بها مشجعو فريق يتوج مرة كل 10 سنين خاصة إذا كان لعب لهذا الفريق.

هذه الأمور انعكست بالتأكيد على علاقته بلاعبيه.. اللاعبون يؤمنون بأحلامه التي تبدو للوهلة الأولى غير منطقية لفريق تولى قيادته ينافس على النجاة من الهبوط.

هو أيضا يؤمن بهم.. لم يضم أتليتكو لاعبا بـ100 مليون، دعنا نقول 20 مليونا لفارق الميزانية، باع فالكاو بـ60 مليون يورو وضم ديفيد بيا بأربعة ملايين.

سيميوني ربما يكون مدربا عاطفيا ويلعب على هذه النقطة في علاقته مع لاعبيه، وهي أساسا تمثل الجزء الأكبر من شخصيته رغم العنف الذي تميز به لاعبا.

هل تعرف أن سيميوني تغلب على بعده عن أسرته المتواجدة في الأرجنتين بتناول العشاء معهم يوميا عبر "سكايب"؟

"مثل الأطفال، يسمع اللاعبون حديثي عن المباراة قبل النوم مباشرة" سيميوني يشرح كيف ينقل خططه للاعبي أتليتكو مدريد.

من يشاهد مباريات أتليتكو، سيجد 11 سيميوني في الملعب.

ولذلك لم أشعر بالتعاطف مع إصابة دييجو كوستا وأردا توران أمام برشلونة، ربما لأنها قبل مواجهة فريقي.. وربما أيضا لأنني أعرف سيميوني الخبيث الذي ضرب بيكام في كأس العالم 1998 وفي النهاية طُرد الإنجليزي.

قلت لنفسي أن هذا تخليص حق كم العنف الذي أظهره أتليتكو طوال الموسم، ولكن لم يتأثر الفريق بإصابة أبرز نجمين.. فزاد إيماني بتأثير سيميوني.

هو يقول أنه يحب الفوز منذ صغره لأن هذه هي العادة بين أطفال الأرجنتين في الشوارع الذين لا يحبون الخسارة في أي لعبة.. فأصبح يمتلك كتيبة لا تحب الخسارة.

"مرور عام على تواجد سيميوني معنا ساعدنا لكي نعرفه جيدا وجعلنا نتأقلم مع أفكاره كمدرب، استوعبنا شغفه للرياضة وهذا دفعنا للتطور بشكل عظيم". فالكاو في سبتمبر 2012

"الليجا مملة، مستوى برشلونة أعلى من باقي الفرق"سيميوني في ديسمبر 2012 بعد الخسارة من برشلونة

هل كان حقا كان سيميوني يشعر بالملل أم بقلة الحيلة؟

هذا الموسم بدأه برشلونة بطريقة رائعة، لم يخسر في أول 16 مباراة وتخللها تعادل وحيد مع ريال مدريد في كامب نو.. وفي طريقه دهس أتليتكو 4-1.

أتليتكو أيضا كان قد بدأ الموسم بنتائج جيدة - بالتأكيد ليس بنفس طريقة برشلونة - وكان في الوصافة متفوقا على ريال مدريد، وكان الأمل في إسقاط برشلونة.

لم ينجح سيميوني هذه المرة وخسر بنتيجة ثقيلة رغم التقدم أولا، وأمام فريق بدا وكأنه ضمن اللقب قبل نهاية الدور الأول.. لم يجد سيميوني باليد حيلة.

تشكيل أتليتكو في هذه المباراة لا يختلف عن قوام الفريق حاليا، فقط كان فالكاو يقود هجوم الفريق الذي خسر من برشلونة.. وأيضا لم يكن دييجو كوستا بنفس قوة الحاضر.

بعدها بموسم، الليجا تُحسم في الجولة الأخيرة.. لم تعد مملة مع سيميوني.

"أتليتكو الآن يملك صفات سيميوني وقت كان لاعبا" إرنستو فالفيردي مدرب فالنسيا في مارس 2013

سيميوني في مايو 2013 أصدر كتابا عن خبراته في تحفيز لاعبيه، وذلك لأنه قاد أتليتكو للمركز الثالث في الليجا.. طبعا كان من الممكن أن يحقق الكتاب ضعف مبيعاته لو انتظر سيميوني عاما واحدا.

المثير أن سيميوني تحدث عن الكتاب مدافعا عن دييجو كوستا الذي سجل 10 أهداف فقط في الموسم واعتبره مستقبل الفريق.. بالتأكيد لست بحاجة لأكتب أرقام دييجو كوستا هذا الموسم.

"إنه يوم هام في تاريخ أتليتكو مدريد وأشكر كل من يعمل في هذا النادي لجعل الحلم يصبح حقيقة" سيميوني في مايو 2013 عقب التأهل لدوري أبطال أوروبا

أراهنك بكل ما في جيبي أنك ظننت هذا التصريح خرج بعد مباراة برشلونة.. دعني أكررها.. قالها سيميوني بعد أن أنهى أتليتكو الموسم الماضي في المركز الثالث وعاد لدوري أبطال أوروبا.

هنا نتحدث عن واقعية سيميوني.. الرجل يدرك تماما إمكانات فريقه وأهدافه في كل موسم.. والتأهل لدوري الأبطال لم يكن سهلا لأتليتكو كما قد تظن الآن بعدما بات بطلا.

سيميوني أخذ الأمور في أتليتكو درجة بدرجة.. بدأها بالدوري الأوروبي وأنقذ موسما كان ليصبح كارثيا في الليجا واقتنص السوبر الأوروبي، بعدها جاء دور العودة للبطولات المحلية ففاز بالكأس ومعه وصل لدوري الأبطال.. وهذا الموسم حقق الحلم الأكبر بالليجا.

ولكن هل واقعية سيميوني وضعت نهائي دوري أبطال أوروبا في خططه؟

عندما سألوا سيميوني عن نصيحته للاعبي أتليتكو بعد الانفراد بالصدارة في مارس الماضي أجاب "أدعو اللاعبين للاستيقاظ من الأحلام".

"الفارق بيننا وبرشلونة تقريبا 400 مليون يورو" سيميوني في يناير 2014 بعد التعادل مع برشلونة 0-0 في الليجا.

إذا كيف تغلب سيميوني على هذا الفارق؟ في الليجا، وأيضا في دوري الأبطال بعدما أوقعه حظه في مواجهة برشلونة أوروبيا أيضا.

خططيا أبرز ما يميز أتليتكو هذا الموسم هو الترابط الكبير بين خطوطه، وقدرة لاعبيه على الحفاظ على التركيز لـ90 دقيقة.. هذا كل ما تحتاجه لمواجهة فريق أقوى منك.

ولكن ماذا فعل سيميوني للفوز على هذا الفريق؟ عكس مورينيو مثلا لم يلجأ سيميوني إلى الدفاع البحت في مبارياته في انتظار المرتدات.. ولكنه قسم المباراة إلى أجزاء، يعرف متى يدافع ومتى يحتاج أن يتقدم بكل صفوفه.

أنهى الشوط الأول من مباراة الليجا متأخرا 1-0، ولكنه هاجم بضراوة حتى تعادل.. بحث عن الفوز فلم يأت، وقتها قرر الدفاع بكل صفوفه.

"كل لاعب في أتليتكو على استعداد لأن يقتل نفسه من أجل الفريق، وهذا يؤدي إلى تلك النتائج المميزة"سيميوني عن لاعبيه، ولهذا توج أتليتكو.

ناقشني عبر تويتر

@AmirAbdElhalim

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات