كتب : أمير عبد الحليم | الإثنين، 17 فبراير 2014 - 15:44

الإعلام عايز يهده

"ابعد عن الإعلام يا كابتن ميدو، دول عايزين يهدوا الفريق".. تويتة من مشجع زملكاوي لمدرب فريقه بعدما فاز في مباراتين.

"أنا شايف انحياز الموقع للزمالك وجايين على الأهلي جامد" تعليق من متابع لـFilGoal.com على صورة لنتائج الفريق الأحمر السلبية هذا الموسم.. وكأن لاعبين غير لاعبي الأهلي هم من خاضوا مبارياته.

متابعو ميدو على تويتر طلبوا منه كثيرا أن يبتعد عن الإعلام لأن كل هدفه هو تدمير الزمالك.

في حين أن جمهور الأهلي سعد كثيرا بخبر منع الجهاز الفني واللاعبين من التحدث للإعلام لأن أيضا الإعلام هو السبب في مصائب فريقهم.

إذا كنت تعمل في هذا المجال .. فبالتأكيد الآن ستصبح تائها مين مع مين؟

فجمهور الفريقين اتفقا أخيرا على أن الإعلام يتحمل مسؤولية عدم حصول الزمالك على الدوري منذ 2003، وتراجع الأهلي هذا الموسم.

والمشكلة أن الجمهورين سيجتمعا أيضا على اتهامك بالتقصير في اليوم التالي إذا لم تنجح في أن تنقل تصريحا من ميدو أو خبرا من مران الأهلي.. وسيزداد الطين بلة لو اقتصر نجاحك هذا على فريق واحد دون الآخر.

لا أعرف إذا كانت الانحيازات في الإعلام السياسي ألقت بظلالها على الرياضي.. ولكن المؤكد أنه لا يوجد أي مؤسسة ستنحاز لفريق على حساب الآخر طالما مستقلة ولا تحمل اسمه.

وقد يكون أيضا التطبيل في برامج المصاطب الرياضية قد أثر على قدرات متابعيها على التفريق بين الخبر والرأي.. فأصبحوا حتى لا يتقبلون أي خبر على شاكلة "مشادة في المران" أو "لاعب يرغب في الرحيل" إذا كان يخص فريقهم.

هذه المصاطب أيضا هي من تمجد مدربا أو لاعبا لأنه وافق على مداخلة معها على الهواء.. وتخسف به الأرض إذا رفض التسجيل مع مراسليها.

ولذلك هذه البرامج ليس بأمن من سهام سخرياتنا التي نوجهها لها ولضيوفها يوميا، بسبب عدم إدراكهم أن أسلوبهم عفا عليه الزمن وطريقة التطبيل لا تدخل ذمة الجيل الجديد من المشجعين.

وفي النهاية تجد نفسك "ملطوطا" في نفس المعايير التي يُحكم بها على هذه البرامج وضيوفها.

وهنا يجب أن نفرق بين إعلام المصاطب والإعلام الحديث الذي يتخذ أغلبه الوسائل الإلكترونية.

فيوميا يتحول اسم الموقع الذي أعمل به إلى "فيالأهلي" تعليقا كل خبر عن الزمالك لا يعجب مشجعيه.. وإلى "فيالزمالك" عندما ينعكس الأمر وننقل خبرا لا يعجب الأهلاوية.

ولكني قد أتقبل نقدك هذا عن رأيي الذي أنشره في مقال حر لا يعبر بالضرورة عن رأي المؤسسة التي أعمل بها.. لأني في النهاية شخص عادي له آراءه وانتماءاته.

زمن النفخ

وبعيدا عن الانحياز.. أحيانا تجد من يتهمك بالتسبب في تدمير مشوار لاعب مصري في أوروبا لمجرد أنك تنقل أخباره والتصريحات عنه، فتندرج تحت مسمى "نفخ اللاعبين".

وأحيانا أخرى يعترض البعض على متابعة أخبار لاعب آخر حتى لو كان متألقا لمجرد أنه يلعب في دوري أقل قوة.

والحالتان لمستهما في متابعة أخبار محمد صلاح بداية من تألقه مع بازل في الدوري السويسري "غير القوي"، وبعد انتقاله لتشيلسي في "أكبر انتقال في تاريخ الكرة المصرية.

أضف إلى ذلك ما تواجهه المواقع الرياضية من انتقادات لو تمادت في نشر قصص خبرية وغير خبرية عن صلاح يوم توقيعه أو أول مباراة لميدو، رغم أن التغطية الجيدة هي معيار تفوق موقع على أخر.

كل هذا يصل بنا إلى حقيقة واحدة هي؛ عندما يكون الحدث المنقول في صفك أو يؤيد موقفك فأنت تتحول إلى أكبر داعم لمن نشره، ولن تجد أي مشكلة في أن تصب عليه هو نفسه لعناتك لمجرد أنه قام بعمله ونقل خبرا.. ولكنه هذا المرة ليس على هواك.

ولكن أيضا كلامي هذا لا يمكن أن ينطبق على الإعلام السياسي، فلا أنفي أن بعض المؤسسات الإعلامية حتى الإلكترونية قد تتبنى آراء ومواقف محددة، وتفرضها على العاملين فيها وبالتالي فهي تقف معارضة بقوة لكل ما هو مخالف لها.. ولكن الإعلام الرياضي "الحديث وليس المصاطب" بعيد كل البعد عن هذا الهراء.

الخلاصة .. الإعلام ليس هو من يصنع الأحداث، فهو مجرد ناقل لها يقدم خدمة لمتابعيه وأيضا لمن يصنع الأحداث.. ولا يتحمل مسؤولية أن هذه الأحداث لا تأتي في صف صانعها.

ناقشني:

تويتر

فيس بوك

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات