دفعت المنتخبات الكبرى فى العالم ثمن أخطاء الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (اليوفا) ، وكذلك الاتحادات الأهلية الأوروبية التى استمرت فى مسابقاتها حتى النصف الأول من شهر مايو ، أى قبل انطلاق نهائايات كأس العالم بأيام قليلة ، الأمر الذى جعل نجوم العالم فى حالة إجهاد شديدة ، وبالفعل منتخب فرنسا حامل اللقب من الدور الأول وتبعه فى أقل من 24 ساعة منتخب الأرجنتين أحد أبرز الفرق المرشحة للفوز بالكأس.

الملاحظ أن التشكيل الأساسى للمنتخبين يضم عددا كبيرا من التجوم الذين يلعبون فى بطولات الدورى المحلية الكبرى والذين وصلوا مع أنديتهم إلى المراحل النهائية من بطولة دورى أبطال أوروبا أو كأس الاتحاد الأوروبى ، هؤلاء النجوم عانوا جميعا من التعب والإجهاد ، ولم يظهر العديد منهم بنصف مستواهم.

وصعدت المنتخبات التى لا تضم بين صفوفها لاعبين يشاركون بصورة أساسية فى البطولات المحلية الأوروبية الكبرى ، بما فى ذلك منتخب البرازيل الذى أصبح المرشح الأول للفوز بالبطولة والكأس الذهبية تنادى عليه. فالمنتخب البرازيلى بضم عددا كبيرا من لاعبى الدورى المحلى. أما منتخبى إنجلترا وأسبانيا فإن فرص فوزهم باللقب ضعيفة لأنهما لا يملكان الخبرة الكافية للفوز بالبطولة مقارنة مع منتخب السامبا. إنجلترا لم تقتنص اللقب سوى مرة واحدة عام 1966 على أرضها ، وأسبانيا لم تحرز اللقب ولا مرة!

إجهاد النجوم فى البطولة جعل الجماهير التى تتابعها لا تستمع بمشاهدة نجومهم المحبوبين ، كما أن البطولة لم تفرز إلى الآن نجوما جدد. حتى النجوم المعروفين لم يظهر أحد منهم بمستواه المعهود ربما باستثناء مايكل أوين الذى لعب الدور الأكبر فى صعود إنجلترا إلى الدور الثانى ، بالإضافة إلى رونالدو الذى بدأ يستعيد مستواه وعافيته بعد أن عانى طويلا من الإصابات. هذا لا يعنى أننا لم نشاهد مباريات قدمت كرة قدم راقية أمثال مباراتى الأرجنتين وإنجلترا والمكسيك وإيطاليا.

الجماهير المصرية حزنت بشدة على خروج الأرجنتين والكاميرون ، ولم تحزن على خروج فرنسا لأنها لم تقدم أى شئ يحسب لها بالرغم من التعاطف الكبير مع زين الدين زيدان. أما الأرجنتين فقد قدمت مستوى جيد ولكنها خرجت ، والكاميرون خيبت أمل المصريين فيها بعد أن فشل نجومها فى استغلال ضعف مجموعتهم وخرجوا من الدور الأول.

أما أفضل شئ فى كأس العالم حتى الآن هو أن ظاهرة تفويت المباريات بالنسبة للفرف التى فقدت الآمال فى مواصلة المشوار قد اختفت والحمد لله.

واختتم حديثى اليوم بالقول أن دموع الكبار غالية .. ولذلك فقد تعاطف الجميع مع باتيستوتا عندما بكى بعد خروج الأرجنتين من البطولة.