كتب : شادي أمير | الأحد، 19 يناير 2003 - 00:00

لاتسيو مع مانشينى .... شكل تانى

لم يكن يجرؤ احد من جماهير ابناء الزى السماوى ان يرشح فريقهم للفوز او تحقيق مركز متقدم فى الكاليتشو هذا العام لكنهم كانوا يتمنوا ان يكونوا مخطئين .

و بدأ الدورى و كانت اول مباراة مع كييفو ( احد الأندية التى اثبتت جدارتها فى الموسم الماضى ) فى الأستاد الاوليمبى بروما و جلس مشجعى لاتسيو ينتظرون اول ظهور لفريقهم فى الموسم تحت قيادة المدرب الشاب روبرتو مانشينى - 38 عام - و لكنهم قبل كل شئ كانوا يتمنوا ان يخطئ احساسهم بشأن فريقهم و لكن ما كانوا يرونه فى الملعب كان يؤكد صدق احساسهم فقد تلقى لاتسيو الهزيمه الاولى فى الموسم على ملعبه بثلاثه اهداف مقابل هدفين .

و خرجت جماهير لاتسيو و هى حزينه تضرب كفا بكف تتذكر ايام الماضى الجميل وان فريقها هو السبب فى تألق الأنديه الأخرى ففيرون ذهب الى مانشستر و نيدفيد و سالاس الى اليوفنتوس و نيستا الى ميلان و فييري و من بعده كرسبو الى الانتر و سينيورى المحبوب فى بولونيا و المدرب العظيم سفن جوران اريكسون ذهب لتولى تدريب المنتخب الأنجليزى بعد ان تعلقوا به بعد استدردادهم درع الدورى على يديه مما جعل الجماهير تتساءل كيف يسيتطيع نادى باع كل هذا العدد من اللاعبين ان ينافس او يجرؤ على التفكير فى الفوز بالدورى و راحت الجماهير تلعن الأزمه الأقتصاديه .

و لكن وسط كل هذه المشاعر المتناقضه كان يوجد رجل واحد متأكد من تألق هذا الفريق هذا الرجل المولود فى السابع و العشرون من نوفمبر عام 1964 هو روبرتو مانشيني احد اللاعبين العظماء فى تاريخ لاتسيو و ايطاليا و احد اعظم من ارتدى القميص رقم 10 فى تاريخ النادى هذالرجل كان يشعر بداخله ان هؤلاء اللاعبون يستطيعوا ان يفعلوا الكثير لهذا النادي و لكن كل المطلوب هو الصبر عليهم لتحقيق الأنسجام بين اللاعبون الجدد بالفريق و كان هذا هو الدرس الأول مما تعلمه من اريكسون الذى قال عن مانشينى انه خليفته فى التدريب .

و بالفعل تحقق ما كان يريده مانشينى ففى المباراة التاليه فاز على تورينو فى عقر داره و كان مانشينى هو اسعد انسان على وجه الأرض بهذا الفوز لأنه احس ان لاعبيه بدأوا فى استعادة الثقه فى امكانياتهم و فى ناديهم و راح لاعبي لاتسيو يصولون و يجولون فحقق الفريق المفاجأه التى لم يتوقعها احد انهم لا ينهزمون خارج ارضهم ان النقاط التى يضيعها الفريق يضيعها على ارضه و هذا ليس فى الدورى فقط بل ايضا فى كأس الأتحاد الأوربى ، و أصبح لاتسيو ينافس بقوة محليا و اوروبيا و هذا مالم يتوقعه أحد .

و قد احست جماهير لاتسيو بمدى اهمية مانشينى لهم و للفريق و احست بمدى جمال عروض الفريق و هذا ما جعل الصحافه الأيطاليه تضع لاتسيو كأفضل فريق يمتع جماهير الكره فى ايطاليا برغم عدم وجود كميه النجوم الموجوده بالفريق مثل الانتر او اليوفنتوس او ميلان او حتى روما بحالته المترديه و هذا ما اسعد مانشينى لاحساسه بأن الفريق الذى راهن عليه قد اتى بثماره و ان لاعبيه بدأوا فى استيعاب ما يريده منهم فى الملعب من خطط و طرق اللعب الحديثه و خارج الملعب و خصوصا خارجه عن طريق زرعه حب النادى فى انفسهم و هذا هو اهم ما يميز مانشينى عن غيره من المدربين و هو حب المكان الذى قضى فيه اجمل ايام عمره فنرى اللاعبون و طريقه احتفالهم بالاهداف و تواضعهم و وحدتهم و هذا ما لفت نظرى عندما جاءوا الى القاهره اما مانشينى فكان يراهم بسعاده و حتى عندما طلب منهم ان يتحملوا الأزمه الأقتصاديه كان خائفا ان يرفضوا و لكنهم وافقوا على تحمل هذه الأزمه التى جعلت كرانيوتى رئيس النادى يقدم استقالته و هذا ما جعل الأداره الجديده توافق على تعينه ضمن المجلس الجديد.

و اخيرا اقول ان لاتسيو مع المعجزه مانشينى افضل من اى وقت مضى و هذا ما تشعر به الجماهير الزرقاء و التى لا تستطيع الأن التخلى عن مانشينى فاتمنى ان نتعلم شيئا من المدرب العظيم روبرتو مانشينى .

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات