كتب : وليد الحسيني | الجمعة، 11 يوليه 2003 - 00:00

ميدو وبركات

عاش احمد حسام نجم مصر والمحترف والمنتقل لصفوف فريق مارسيليا الفرنسي الفترة الاخيرة في حيرة شديدة بسبب رغبتة في الانتقال من نادية الهولندي اياكس الي احد الاندية الايطالية أوالانجليزية أو حتي بقائه مع فريق سيلتا فيجو الاسباني حتي حسم نادية الهولندي الامر بالموافقة علي انتقالة لمارسيليا . نفس الامر مر به محمد بركات لاعب فريق اهلي جده لرغبته في ترك نادية السعودي لاسباب لا يعرفها احد حتي الان .

حيرة ميدو كان سببها رغبتة في الانتقال لناد اوربي يرضي طموحه وغرورة بعد ان وصل لمستوي متقدم وصنع لنفسه اسما لا بأس به في اوربا وكان يتمني ان يوافق ناديه علي انتقالة لأحد الاندية الكبري ولو علي سبيل الاعارة وكان صريحا في ذلك .

اما الكابتن بركات فلم يحدد موقفه وارجع سبب رغبته في ترك اهلي جده لظروف عائلية تمنعه من الاستمرار خارج مصر لشعور زوجتة بالغربة واعلن عن رغبتة في الانتقال للنادي الاهلي المصري وبرغم ذلك دخل في مفاوضات مع نادي الزمالك الا انه في نفس الوقت لم يمانع في الانتقال لأحد الاندية العربية الاخري مما يؤكد ان حكاية الشعور بالغربة غير صحيح .

الفارق بين ميدو وبركات هو نفس الفارق بين اللاعب المحترف في اوربا الذي يعرف ماذا يريد وبين اللاعب المصري الذي يلعب علي جميع الحبال للحصول علي اكبر استفادة ممكنة .

الغريب ان الوصول لميدو خلال الفترة الماضية كان سهلا في الوقت الذي كان فيه العثور علي بركات بمثابة الحلم لأي احد رغم ان ميدو يساوي عشر اضعاف بركات في سوق الاحتراف والارقام تؤكد ذلك . ميدو كان صريحا مع الاخرين بعكس بركات الغامض الذي احترف اللف والدوران اكثر من احترافة للكرة ولو كان يجيد الكرة بقدر اجادته للمراوغة لكان افضل لاعب في العالم .

الشهرة والنجومية عندما تأتي للاعب علي كبر تكون كارثة بعكس اللاعب الذي تعود علي الشهرة منذ صغره . فالنجومية عندما اصابت بركات لعبت برأسه واوحت له بأشياء كثيرة غير موجودة في الحياة وتخيل ان المراوغة جزء من النجومية التي يجب ان يعيشها علي عكس ميدو الذي يري ان النجومية التزام ووعي وقدرة علي المعايشة .

ويبدو ان بركات نسي مستواه الذي قدمة مع المنتخب منذ انتقالة للاهلي السعودي ولم يخجل من نفسه عندما كان يتمارض علي منتخب مصر للهروب من المباريات . في الوقت الذي كان فيه ميدو يبذل كل مساعيه للحضور لمصر لمشاركة منتخب بلاده في اللقاءات سواء الرسمية أو الودية . فعلا اللي اختشوا ماتوا !!!!!

ولان اللي اختشوا لم يعد لهم وجود حقيقي في هذا الزمن الصعب فلم يعد من المستغرب ان تجد كل يوم لاعب يخرج علينا يطالب بما ليس من حقه من ناديه ويبدو ان اللاعبين استضعفوا انديتهم فاصبح كل لاعب يطلب من نادية زيادة قيمة عقده لان زملائه يتقاضون اكثر منه وهو ما لا يوجد مثيله في العالم واشتكي منه ثابت البطل مدير الكرة بالاهلي في حواره مع filgoal.com امس.

ففي الزمالك طالب وائل القباني وحسام عبد المنعم واحمد صالح بتعديل عقودهم نفس الامر حدث من احمد بلال في الاهلي بحجة ان عقودهم ضعيفة مقارنة بزملائهم فهل ذلك في الاحتراف ؟!

اللاعب المحترف لا يقارن نفسه بزملائه ويحترم تعاقده مع ناديه ويلتزم بما وقع عليه حتي نهاية عقده وعندما يحين وقت التجديد يطالب بما يراه مناسبا لنفسه ومن حق النادي الموافقة أو الرفض ولكن ما يحدث حاليا فهو عيب !!!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات