كتب : علاء شاهين | الإثنين، 20 أكتوبر 2003 - 00:00

الاستفزاز

هذا المقال ليس تكريسا للعنصرية أو لنظرية "التفوق العربى" غير الموجود ، ولكنه بالأحرى "تنفيس" عن غضب عارم اجتاحنى مع إعلان فوز نيجيريا بالمركز الأول بدورة الألعاب الإفريقية والذى جاء بمثابة القشة التى قصمت ظهرى أنا .. وليس ظهر البعير.

الإخوة فى نيجيريا لم تكفهم المشاكل التى أحاطت بالدورة منذ انطلاقها ولم يكفهم مخالفة كل اللوائج بإقامة مسابقات اقتصرت على لاعب واحد فقط...نيجيرى طبعا نافس "نفسه" وتفوق على "نفسه" وفاز بالميدالية الذهبية عن جدارة واستحقاق وصعد بمفرده على منصة التتويج ، ناهيك عن تنظيم مسابقات بمشاركة ثلاث دول فقط، مع أن لوائح الدورة تمنع تنظيم أية مسابقة إذا كان عدد الدول المشاركة أقل من خمس.

الإخوة فى نيجيريا لم تكفهم أحداث الشغب التى واكبت الدورة ، ولم يكفهم انهيار سقف إحدى الصالات المغطاة قبل حفل الختام وإصابة 50 شخصا بجراح ، ولم يكفهم طرد الفنادق لبعض الرياضيين لعدم قيام للجنة المنظمة بسداد تكاليف الإقامة ، فأعلنوا أن الكمبيوتر أخطأ فى حساب الميداليات الذهبية وأن مصر احتلت المركز الثانى وليس الأول.

وإمعانا فى الاستفزاز ، خرج المتحدث الرسمى باسم اللجنة المنظمة ليعلن أن فوز نيجيريا جاء نتيجة جهد كبير واستعداد مكثف للبطولة.

.إللى اختشوا ماتوا!

ونبقى فى نيجيريا ، ولكن ننتقل إلى دورى أبطال إفريقيا وفوز إنيمبا النيجيرى على الاسماعيلى بأربعة أهداف مقابل هدفين. الفوز واكبه أداء تحكيمى "فضائحى" شهد قرارات عكسية ضد الاسماعيلى فى نحو 13 لعبة على مدار الشوطين ، وركلة جزاء وهمية فى الدقيقة 91 رغم تقدم إنيمبا بثلاثة أهداف ، مما أعطى البعض انطباعا أن "المقاولة كانت على أربعة أهداف."

إللى اختشوا ماتوا !

نيجيريا كانت ضمن الدول الإفريقية التى تقدمت بطلب استضافة نهائيات كأس العالم ، قبل أن تسحب طلب الترشيح فى اللحظات الأخيرة. ورغم ذلك ، أكد وزير الرياضة بالبلاد أن نيجيريا ستتقدم بطلب تنظيم نسخة عام 2018 من النهائيات ، ناسيا أو "متناسيا " أن دور إفريقيا فى التنظيم بعد 2010 لن يأتى قبل عشرين عاما.

إللى اختشوا ماتوا!

ونتجه غربا إلى السنغال التى يبلغ توسط دخل الفرد فيها أقل من 500 دولار أمريكى سنويا ولم يفز منتخبها لكرة القدم أو أنديتها بأى لقب إفريقى على مدار التاريخ ، ومع ذلك لم يتوان مساعد مدرب المنتخب على وصف المصريين بـ "المتخلفين" بعد خسارة السنغال وديا أمام مصر بالقاهرة الشهر الحالى.

إللى اختشوا ماتوا!

واختتم بتجربة عانى منها أحد محررى filgoal.com على يد "الأشقاء الأفارقة." فقد حدث أن طلبت الزميلة مى الحسينى إلى اتحاد بوركينا فاسو لكرة القدم بعض المعلومات عن منتخب الشباب المشارك فى نهائيات كأس العالم بالإمارات ، فطلب مسئولو الاتحاد إرسال فاكس بهذا المعنى – فالإنترنت لم تدخل عندهم حتى الآن على ما يبدو – وعندما قمنا بإرسال الفاكس كان الرد بأنهم سيرسلون هذه المعلومات فى وقت لاحق...إمتى؟ مش عارفين.

هما إللى اختشوا حصلهم إيه؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات