كتب : أحمد ماهر | السبت، 19 يونيو 2004 - 23:04

"تخاريف" مدربي الكبار .. ظاهرة الجولة الأولى ليورو 2004

ظاهرة غريبة تلك التى شاهدناها بعد انتهاء مباريات الجولة الثانية لكأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا بالبرتغال ، وهى ضعف المستوى الفنى للمديرين الفنيين للمنتخبات الكبيرة ، فى مقابل تألق واضح من مدربى الفرق الصغيرة التى توقع لها الجميع توديع البطولة مبكرا من الدور الأول.

البداية كانت فى المباراة الافتتاحية للبطولة بين البرتغال و اليونان ، وكانت الترشيحات بالطبع قبل المباراة تصب فى خانة فوز البرتغال ، خاصة وهى تلعب على أرضها وبين جماهيرها ، إلا أن اليونان خالفت جميع التوقعات وفازت بهدفين مقابل هدف للبرتغال محققة أولى مفاجآت البطولة.

لويس فيليبى سكولارى ، المدير الفنى البرازيلى لمنتخب البرتغال ، و الذى قاد البرازيل الى لقب كأس العالم عام 2002 ، كان السبب الرئيسى فى هزيمة البرتغال ، و من ثم اضعاف موقفها فى التأهل الى الدور الثانى.

سكولارى بدأ المباراة برأس حربة وحيد و هو بيدرو باوليتا ، و من خلفه الثلاثى لويس فيجو وروى كوستا وسيماو سابروسا ، وهى طريقة تشبه كثيرا طريقة لعب المنتخب الايطالى الذى يلعب بكريستيان فييرى فى المقدمة ومن خلفه فرانشيسكو توتى وأليساندرو ديل بييرو ، إلا أن باوليتا ليس فييرى ، كما أن مقارنة فيجو وروى كوستا بتوتى وديل بييرى تبدو ظالمة للثنائى البرتغالى.

المنتخب اليونانى لعب بخطة دفاعية محكمة ، وقدم مدرب الفريق الألمانى القدير أوتو ريهاجل نموذجا فى كيفية الدفاع المنظم و الهجمات المرتدة ، التى نجح من خلالها فى التقدم بهدفين ، وبالرغم من الخطة الدفاعية الواضحة التى لعب بها الفريق اليونانى ، فإن سكولارى أصر على اللعب برأس حربة وحيد الذى "تاه" بالطبع وسط الدفاع اليونانى القوى.

وزادت التغييرات التى قام بها سكولارى بين شوطى المباراة الطين بلة ، حيث دفع بكريستيانو رونالدو وديكو بدلا من سيماو وروى كوستا ، وهى تغييرات تقليدية جدا ، وترك باوليتا وحيدا دون مساندة وسط الدفاع اليونانى الذى قطع عنه الامدادات ، ولم يشرك سكولارى رأس الحربة الآخر نونو جوميز إلا فى الخمس دقائق الأخيرة ، وهى التى شهدت احراز البرتغال لهدفها الوحيد فى المباراة!

وسار إنياكى سايث المدير الفنى لاسبانيا على درب سكولارى ، وأجرى تغييرا غريبا فى الشوط الثانى لمباراة اسبانيا مع روسيا وأخرج رأس الحربة فرناندو موريينتس وأدخل بدلا منه لاعب الوسط خوان فاليرون ، و كانت النتيجة تشير الى التعادل السلبى ، و كان المنتخب الاسبانى فى حالة هجوم بحثا عن الفوز ، إلا أن القدر كان رحيما به و أحرز فاليرون هدف الفوز ، بينما وقف الحظ ضده فى المباراة الثانية و تعادل مع اليونان بهدف لكل فريق بفضل تغييراته العجيبة ، و اصراره على ابقاء المهاجم الخطير فرناندو توريس بجواره على دكة البدلاء ، على الرغم من سوء حالة راؤول جونزاليس.

أما جيوفانى تراباتونى المدير الفنى لايطاليا ، فاثبت مرة أخرى أنه نقطة الضعف الوحيدة فى هذا المنتخب القوى ، و تسبب بتشكيله الخاطئ فى المباراة الأولى أمام الدنمارك فى خسارة ايطاليا لنقطتين ثمينتين ، بعد أن أبقى الثنائى جينارو جاتوزو وأندريا بيرلو على دكة البدلاء ، واشراكه لكريستيانو زانيتى وماورو كامورانيزى.

وعندما عدل تراباتونى تشكيلته فى المباراة الثانية أمام السويد وأشرك جاتوزو وبيرلو من البداية ، وقدمت ايطاليا اداءا جيدا و تقدمت بهدف ، تسبب بتغييراته العجيبة الدفاعية الغير مبررة فى الشوط الثانى بخروج أنطونيو كاسانو ، نجم المباراة ، و أليساندرو ديل بييرو ، فى اهداء السويد نقطة التعادل الذى قد يطيح بالطليان خارج البطولة من الدور الأول ، بالرغم من أن "الأتزورى" كان يتصدر الترشيحات قبل بداية المنافسات.

وتعادلت هولندا مع المانيا بهدف لكل فريق ، بالرغم من أن التوقعات كانت تشير الى فوز سهل للهولنديين ، بفضل التشكيل "العبقرى" لديك أدفوكات مدرب هولندا ، الذى أشرك روود فان نستلروى كرأس حربة وحيد ، و أبقى بجواره روى ماكاى ، هداف الدورى الاسبانى الموسم قبل الماضى و ثانى هدافى الدورى الدورى الألمانى الموسم الماضى ، بالاضافة الى النجم الكبير باتريك كلويفرت ، و لم يشرك أيهما فى الشوط الثانى و فضل اشراك بيير فان هويدونك ، و أجهزت عبقريته على فريقه فى مباراته مع التشيك ، فبعد أن كان متقدما بهدفين نظيفين ، هزم بثلاثة أهداف بعد اخراجه أخطر لاعبى فريقه آرين روبن!!

فى المقابل ، قاد ريهاجل اليونان الى تصدر مجموعتها بعد انتهاء الجولة الثانية و أصبح قاب قوسين أو أدنى من الصعود الى الدور ربع النهائى ، الأمر الذى يعنى الاطاحة بأى من اسبانيا أو البرتغال من الدور الأول ، و قدمت اليونان عروضا جيدة بقيادة المدرب الألمانى المحنك ، كما قدمت لاتفيا عرضا قويا أمام التشيك وخسرت بصعوبة قبل أن تتعادل مع أل

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات