كتب : شادي أمير | الأحد، 04 يوليه 2004 - 18:36

الهروب العظيم!

لا أعلم لماذا تذكرت فيلم "الهروب العظيم" الذي انتجته السينما الأمريكية عام 1963 , وكان من بطولة ستيف ماكوين وتشارلز بروسنان , وأنا أتابع هروب المدربين الألمان من منصب المدير الفني لـ "المانشافت".

ففي الفيلم كان المسجونون من الجنود الأسرى في الحرب العالمية الثانية يحفرون نفقا لكي يهربوا من السجن الذي فرضه عليهم الألمان , والآن يحاول كل مدرب ألماني أن "ينفد بجلده" من تدريب "الماكينات" الألمانية , فأوتمار هيتزفيلد المدير الفني السابق لبايرن ميونيخ قال إنه بحاجة إلى راحة لمدة عام مع زوجته , وكريستوف داوم المدير الفني لفينيرباهتشه التركي يريد أن يبقى في موقعه كمدرب للفريق حتى عام 2007.

والحقيقة أنني لو كنت في مكانهم لكنت أول الهاربين , ففي الوقت الحالي من سيتولى تدريب ألمانيا سيكون عليه الحياة داخل الجحيم نفسه , فبيكنباور رئيس نادي بايرن ميونيخ أكد أنه يفضل أن يلقي بنفسه "من البلكون" على أن يكون مدرب المنتخب الألماني , فالفاصل بين الوقت الحالي وكأس العالم هي سنتين فقط , وقد يعتقد البعض أنها فترة طويلة , وهي كذلك ولكن المشكلة الحقيقية هي أن ألمانيا لن تلعب في التصفيات وسيكون عليها لعب مباريات ودية فقط.

وأعتقد أن ما فعله هيتزفيلد سليم 100% , فالرجل عاش موسما صعبا مع بايرن في الموسم الماضي وخسر جميع البطولات التي شارك فيها , وتعرض للنقد في جميع الصحف والمجلات الألمانية لفترة طويلة , بمعنى أن الرجل على الرغم من خبرته الكبيرة كمدرب يمر بحالة فقدان للثقة , بالإضافة إلى أن الرجل لم يكابر , وهو أفضل شيء , ويجب أن يحييه الجميع على ذلك , حيث قال إنه الرجل غير المناسب لتدريب المنتخب , وهو على العكس تماما لما نراه في بلدنا , فمن الممكن أن ترى المدرب يدرب فريقين وثلاثة في الموسم , ويقال إنه المدرب الأنسب لتدريب المنتخب , ولا أعرف كيف يركز من يفعل ذلك في عمله.

أما كريستوف داوم فأعتقد أنه يريد أن يرد الصاع صاعين للمسئولين في الاتحاد الألماني , فمنذ ثلاثة أعوام كان هو المرشح الأول لتدريب المنتخب , ولكن بسبب فضيحة الكوكايين الشهيرة التي نشرها أولي هونيس مدير الكرة بنادي بايرن ميونيخ , تم حرمانه من تدريب المنتخب , والحقيقة أن الرجل مدرب قدير , وأكثر ما يميزه عن هيتزفيلد هو الجرأة , فداوم مدرب هجومي لا يحب الدفاع.

وأعتقد أن ما تحتاجه الكرة الألمانية في الوقت الحالي هو مدرب قادر على احتمال الانتقادات الحادة التي سيتعرض لها , لذا كان الاتجاه بالتعاقد مع مدرب أجنبي , وهو ما قوبل بالكثير من الانتقادات من الصحافة الألمانية.

والحقيقة المرة التي يعرفها الألمان هي أن المشكلة ليست فقط في المدرب أو اللاعبين , ولكن الكارثة تتمثل في رئاسة الاتحاد الألماني , فعلى الرغم مما هو معروف أن جيرهارد ماير فوفلدر بأنه شخصية قوية وإدارية من طراز ممتاز , ولكن طريقة إدارته للكرة الألمانية في السنوات الست الماضية فتحت عليه أبواب الجحيم , وهو ما جعل العديد من الصحفيين الألمان يطالبونه بالتنحي عن رئاسة الإتحاد و ترك الفرصة أمام الآخرين.

ويتمنى الجميع أن يتولى القيصر فرانتس بيكنباور رئاسة الإتحاد بدلا من فوفلدر , لأن بيكنباور هو الأصلح خلال الفترة القادمة.

ويتوجب على المدير الفني القادم للمنتخب الألماني سواء كان "الملك" اوتو ريهاجل قائد الحملة الأغريقية على كأس الأمم الأوروبية أو ارسين فينجر مدرب "المدفعجية" أو جوس هيدنيك صاحب الإنجاز الكوري أو أي ما كان أن يتيح الفرصة للاعبين الشباب , فألمانيا تمتلك الآن على غير العادة لاعبين صغار السن على مستوى ممتاز , وهم قادرون على صنع تاريخ مشرق بأيديهم , ولكن كل ما يحتاجه هؤلاء الشباب هي الفرصة.

فهل تستطيع ألمانيا استعادة هيبتها على الصعيد العالمي والأوروبي؟!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات