كتب : محمد سيف | الإثنين، 07 فبراير 2005 - 17:33

ميدو "ماجيك"!

على مدى ما يزيد عن ثلاثة أعوام تابعت فيها المهاجم المصري أحمد حسام "ميدو" وهو يلعب بين البطولات الأوروبية المختلفة ، لم أر عليه هذا القدر من الإصرار والجدية والرغبة في إثبات الذات مثلما رأيته خلال مباراته الأولى مع فريقه الجديد توتنهام أمام بورتسموث والتي تألق فيها محرزا هدفي الفوز لفريقه.

والحقيقة أن ميدو لعب في تلك المباراة واحدة من أفضل مبارياته منذ احترافه ، إن لم تكن أفضلها ، والأروع من ذلك أنه لعب المباراة بإصابة في ركبته ، لكنه تحامل على نفسه من أجل المشاركة في المباراة وإثبات ذاته مستغلا غياب المالي فريدريك كانوتيه لطرده في المباراة السابقة ، وغياب التوفيق عن الأيرلندي روبي كين.

وبالفعل ، أثبت ميدو أنه مهاجم متميز بالفعل ، فهو لم يكتف بالهدفين فقط ، وإنما كان بطل المباراة الأول حتى وإن لم يكن قد سجل الهدفين ، فمن بين 13 تسديدة سددها توتنهام على مرمى بورتسموث في المباراة ، كان نصيب المهاجم المصري منها سبع تسديدات دفعة واحدة ، بل إن الفريق لم يسدد بعد خروج ميدو سوى أربع تسديدات على المرمى من ضمنها هدف كين ، وهو ما يدل على أنه كان صاحب الفاعلية الأكبر على مرمى الخصوم.

وبقدر سعادتي بتألق واحد من أبناء وطني مع فريق عريق يلعب في بطولة من أقوى بطولات الدوري على مستوى العالم ، بقدر ما دارت التساؤلات في ذهني حول مصير اللاعب العائد إلى التألق مع المنتخب المصري المترنح دائما في الأعوام الأخيرة.

فمنتخب مصر يعاني بالفعل من نقص شديد في المهاجم الذي يستطيع إنهاء المباريات الصعبة لمصلحته ، ولا زالت مباراتنا الأخيرة في تصفيات كأس العالم مع ليبيا عالقة في الأذهان ، إذ تبارى فيها لاعبو المنتخب "المحليون" في إهدار الهدف تلو الآخر ، حتى انتهت المباراة بالخسارة المحزنة وتقلص الآمال المصرية للمرة الرابعة على التوالي بالوجود في كأس العالم.

وما يزيد من دهشتي بالفعل أنني لم أر أي مظهر من مظاهر الاهتمام بهدفي ميدو في معظم وسائل الإعلام المصرية ، وكأنه بات لاعبا مصري الأصل فقط وليس الجنسية ، أو كأن من هاجموه منذ كأس الأمم الأفريقية الأخيرة وأكدوا على أن عصره انتهى وأن "آخره يلعب في الأهلي أو الزمالك" يخجلون الآن من الاعتراف بأنهم كانوا على خطأ ، وأنه لا يزال هناك الكثير أمام ميدو ليقدمه في مشواره الاحترافي ، بل إن البعض منهم سينتظر أول مباراة سيئة له أو بطاقة حمراء يحصل عليها لكي يصيحوا بأعلى صوت : "آدي ميدو اللي طالعين بيه السما"!

والآن وبعد أن أظهر ميدو تألقا في مباراته الأولى مع توتنهام واكتسب كما هائلا من الثقة سوف تكون العامل الرئيسي لتألقه في بلاد الإنجليز ، فإن الكرة أصبحت في ملعب الجهاز الفني للمنتخب والذي سبق وأعلن أن استبعاد اللاعب من قائمة المنتخب بسبب أسباب فنية ، وأعتقد أن "حجة" الأسباب الفنية هذه تلاشت بعد ظهور ميدو بهذا المستوى الرائع ، فهل سينضم إلى المنتخب أم تظهر له المزيد من الحجج؟

إن المنتخب المصري يستعد لخوض مباراة مصيرية مع ليبيا في شهر مارس المقبل سيرا وراء الآمال الخافتة ، ولذلك فإن الأهم في المرحلة الحالية هو لم شتات المنتخب وضم أي لاعب سيفيد الفريق في المرحلة القادمة الحاسمة ، بعيدا عن أي حسابات شخصية وطلبات مبالغ فيها من نوع الاعتذار المكتوب وإبداء الندم "وبوس الجدم" ، وأنني لأذكر السادة المسئولين بأن هناك العديد والعديد من اللاعبين الذين أساءوا للمنتخب ، ومع ذلك تمت معاقبتهم لبعض الوقت وعادوا دون الحاجة إلى "ورقة وقلم" مثل حسام وإبراهيم حسن في فضيحتي لبنان والمغرب ومحمد بركات عندما كان يلعب في السعودية ، وغيرهم وغيرهم من الأمثلة التي لا يتسع المقال لذكرها جميعا.

وأذكر أن النجم المصري أحمد حسن المحترف بنادي بشيكتاش التركي اتفق معي في الحوار الذي أجراه مع Filgoal.com مؤخرا على أن منتخب مصر يجب أن يكون فوق كل اعتبار ، فوق الخلافات الشخصية بين مسئولين باتحاد الكرة وبين بعض اللاعبين وبين الجهاز الفني ، وأنه ليس هناك وقتا لإضاعته في مثل هذه الترهات ، خاصة وأن كأس الأمم الأفريقية التي ستقام في مصر لم يتبق عليها سوى عشرة أشهر.

نعم ، ميدو سبق له وأن أخطأ في حق المنتخب ، لكنه عاد واعترف بأخطائه في أكثر من مناسبة ، وأكد أنه تغير تماما وأصبح شخصا على قدر المسئولية ، بل وأنه بعد هدفيه في مباراة بورتسموث أعلن أنه يرغب بشدة في العودة إلى صفوف المنتخب الوطني.

ورأيي الشخصي أن ميدو بطبعه من اللاعبين أصحاب العقليات المزاجية المتقلبة ، هذه مشكلة بالفعل ، لكنها تبقى طبعا في طباعه وليس باختياره تماما مثل القدرات العقلية كالذكاء والهدوء العصبي والطموح ، كل هذه قدرات عقلية تولد مع الإنسان يوم ميلاده ، وهناك العديد من اللاعبين البارزين على مستوى العالم ي

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات